أنا هُنا في ظُلمَة البَوحِ أشْعُرُ بأنَّ جَبل الحرفِ انهارَ
على قَبرِ انتهائِي فيكَ ، فَدفَنَ أيامِي بِما فيها وَ الأعْذار التي
قدّمناها كَ آية لـظنٍ انتابَ الفِكر يحول بيني وبينَكَ
حينما تلفظَني لسان الغياب بِحِقد مَكين .
مضَى بِي الوَقت كَعيار دَسم يَسيرُ في دَم الصبرِ بعدهُ يُرشِدني
طبيب الحَال : أنني لو استقريتُ سَيترهّل جفن الموت لأذرِف حياة جديدة من
عيون التفاؤل !يجثمُ قلبي على ركبتيهِ ، يَضرِبُ عَصَب الشعور لديّ لِينبهني
مِراراً مَن أنتِ ؟ كَيف تُسلميني لـشيطانِ الحُرية ومغتصب الشهوة لِعديم النبض المألوف
لِملتهب الشّر وملتهم العدم في كل شَيء !
لا أعرف أن ما نزفته محمول على عاتق رحمتك فَما عُقِد حين وجوده كدافع عني
ضَرَر الوِحدة التي أثقلتهُ يوم بُحتُ بِأن أكون بَشَراً يرى في مرآتهِ كل الأشخاص سِواه !
رزينٌ كل ما في جعبتي يحتمل عيبَ الفيض كأن يغزو ليلَ المدينة
شَقاءَ عينيّ المترغرغة فيها دُموع الاكتفاء يا الله !
وحُوت الأرق يحبِسني بينَ أسنان الانتظار ثُمَّ يلوكُ حالي ويمضغ أسْر الرجاء في حلقِ
ندائِي ثمَّ أتوقّف شَوكَة في حلقهِ علّه يَقذِفنِي لأرضِ الطمأنينة مجدداً
يا الله !
لا أُريدُ من الصمتِ حكمتهُ المعطوفَة ِهيبتهِ على مَساكين الحياة
بل أريدُ إنصَافاً كالذي يُشرِق في وجهِ فتاة لاقت كل الأسَى وكنتَ الرحيم !
فأنا أحترق في غاباتِ لؤمهِ ولا أدري كيفَ وَصلتُها ، ثمَّ إني أريدُ البقاء على صخرة النحيب
في ظل هذا الاحتراق ما دامَ يُبقيهِ ماكِثاً في زوايا استنجادي يتلذذ بِتَكوينِ جُرأتِي
وطاعتي حتى وان كلّفتني سُطوراً تعهدها كائنات هذا الشعور .!
للذينَ نسونِي على ضِفّة الجفاء أشِلُّ حَواسَ الاهتمام وأصرِفُ عني راحة الروح
كأن أقضِي ساعات ويلٍ مغفورة لهم حُجج الضعف الكاذبة ، اترُكوا رِثاءكم
على نافِذة شُنِقَ عليها احساسكم الأول بِالحُب وَ امضوا فَقد زمّلني صَوتُ
الكيبورد وَ المطر المقتولة على رِصافه رائحة التراب المُبلَلَة .
- أنا قَبل أن أحمِلَ حقيبتي بِثلاث ليالٍ أنتهي بِكَ وأهْرُب من
زحمة التفكير بِكَ وَ بِاحتياجٍ سَتُتَم طقوسهُ على ضفة الحُدود
أمامي فَوجٌ من السقم أصفعهُ بِإبحارِي وَ أطرُق أبوابَكم .