شمعة تحترق
صنف جديد قديم مرَّ بحياتي
امرأة لرجل وحيد
خرج عنها ولم يعد
تلك التي أشعلت كل الشموع
انتظاراً لقدومه من عصره الوحيد
هذا الذي يوم أن وعدها أنه قادم
ونشرت على حبل أوجاعها كل أحلامها المولودة
أوقفت تلك العذرية الفريدة على شبق كلمة منه
لو نطقها لرقصت
ولو بثها عبر الأثير لذابت كما السكر في قعر فنجانه المجهول
جلست تلك المسكينة عند شرفتها المطلة على بحر الذكريات
تتنسم حضوره مع العواصف الذاريات
وكم لبست ثوب السافيات الماطرات القاتلات
أملاً في أن يأتيها صباحٌ يحملُ ضوءَ هذا المفقود الخافت
أو ربما مساء يجرجر أذيال التمنِّي قبل الغروب
انتظرته وحيدة كما زهرة الصنوبر بعد ثلاثة عقود
ظناً منها أنها ستنبت
وحين تمطر السماء تمنت
أن تتشربه كما قطر الماء
حين يهطل من أعالي الذكريات
لبست أجمل ما لديها كل ليلة من ثياب
لكنه لم يأتيها
تعطرت بعود وريحان كي يتنفسها قبل العناق
لكنه لم يأتيها
أشعلت كل الشموع فوق منضدة التلاقِ
ومرَّاتٍ تلوَ مرَّاتٍ
لململت ضفيرتها ثم أسدلتها من جديد
لكنه لم يأتيها
ولم يُثنيها البعد عن الانتظار
ذبُلت الورود
وتاهت كل الوعود
وتمنت لو تراه قادم من قلب العتمة
كما ضوؤها الخافت من جديد
لكن هذا الرجل الباهت مازال يواصل الغياب
ذابت الشموع وانقطعت سبل الرجوع
وهي هناك في شرفتها وحيدة
تحترق ... تتهافت كما ريشة في مهب الريح
وأقسمت أن تبقى في شرفتها وحيدة
على أملٍ منحه لها ذلك الرجل الوحيد
الهارب في جحيم الأمنيات
ثمَّ
حين تجلس أنثى على شاطئ ذكراها وحيدةَ
أقول لأصدقائي
أنا وحافظة نقودي لكم
لو يترجم أحدكم ما يحكيه هذا الكائن للنسيم ؟
أحيانا يثرثر أحدهم
لا شيء يا صديقي غير أنها تنتظر
وآخر ربما أحدهم بمكان ما
وثالث قد يقسم أنها فريسة لخديعة ما
ولكنني قد أختلف معهم جميعاً
فلا تجلس سيدة مهما بلغ زمانها على حافة شاطئ وحيدة
إلا لتناجي البحر أن يمنحها مالم يعطيها الزمان التليد
وكلما اهتزت مع الريح منها ضفيرة
قالت ليتها كانت همسة من حبيب
ثم
أظل أثرثر والحمقى يُسَجِّلون
بينما أنا أقطف من جمال الصورة
زاوية جديدة للكتابة
وهم بذلك يتنعَّمون
قصيد نثري بامتياز، ذات طابع شاعري ووجداني. حمل عناصر من السرد الأدبي مع نفحات شعرية تتجلى في الصور الجمالية واللغة المجازية العميقة مما منحه طابعاً أدبياً بين القصة القصيرة والقصيدة النثرية.
قصيدة نثرية عبرت عن الحب والانتظار وجسدت إحساس العزلة والخذلان من خلال حكاية امرأة تنتظر بلا جدوى عودة رجل وحيد وعدها لكن خذلان الوقت وغموض الغياب يجعلانها عالقة في دوامة الأمل والخيبة. القصيدة غاصت في عمق المشاعر الإنسانية، متخذةً من الانتظار رمزاً للفناء البطيء. ومشهد الشموع المشتعلة التي تذوب يرمز إلى التلاشي التدريجي للآمال فيما يعكس البحر حضناً للحزن والذكريات.
وأسلوب غارق في الرومانسية التراجيدية مع تنقلات بارعة بين الوصف الخارجي للحياة والانعكاس الداخلي لعواطف الشخصية مما أضفي على النص طابعاً تأملياً يلامس القارئ بعمق.
الكاتب القدير **محمد حجر**،
نفتقد إبداعك المميز وحروفك التي كانت تنثر الجمال والألق في منتدى تباريح الضاد.
كنتَ دائمًا ولا زلت تضفي على الكلمات روحًا متفردة، تسكن القلوب وتلهم العقول.
غيابك، ترك فراغًا لا يمكن أن يُملأ إلا بعودتك ووهج نصوصك التي طالما أضأت بها دروبنا.
فالمنتدى ما زال في شوق لحروفك العذبة.
مودتي والتقدير
والنجوم الخمس، التقييم، الختم والتنبيهات
ومكافأة المنجز الفذ
الكاتب الجميل محمد حجر
قصيدتك شمعة تحترق تحمل العمق الشعوري تتجاوز كلماتها
حيث تعكس معاناة الانتظار والأمل المفقود
وقد تجلت فيها صورة المرأة التي تحتفظ بذكريات حبٍّ غادر ومشبعةً بمشاعر الشغف والحنين.
صور أدبية مستخدمة فيها تعكس حالة الشغف والخيبة، إذ تعبر عن انتظار طويل ينتهي بلا نتيجة. ا
وكانت الفكرة الرئيسية تتمثل في قوة الحب والضعف الناتج عن الغياب
حيث تظل المرأة تحترق في انتظار مستمر، مما يجعل القارئ يتعاطف معها.
والرمزية في استخدام الشموع تعكس الأمل الذي يتلاشى مع مرور الوقت
بينما البحر يصبح رمزا للذكريات والهروب
وهذا التنقل بين اللحظات الحميمية والألم يجعلنا نشعر بعمق التجربة الإنسانية.
والخاتمة أبرزت الصراع بين الواقع والأمل.
هذه القصيدة فعلا ليست مجرد تعبير عن الحب، بل هي تأمل في طبيعة الانتظار ومرارة الفقد
مما جعلها تجربة شعرية مؤثرة ومليئة بالرمزية
تحياتي وانحناءة أبجد
وأرفع لك القبعة عاليا
سلمت يا متألق
كل يوم ارى وجه حروفكم ووجهكم يشع بالكلمات التي تنير المنتدى
شكرا لكم من الاعماق على هذه الكلمات التي اروتنا ادبا رفيعا
التي دائما ما تجعلني اقف احتراما واجلالا لكم ولحروفكم
تقبلوا اكاليل من الزهور
مودتي لك
سلمت أناملك الذهبية على ماخطته لنا
كم انا سعيد وانا اقف هنا
اروي ناظري بحروفك المفعمة بالاشياء الجميلة
لكي مني اجمل باقات الورد
الشكر والاحترام والتقدير