في المقصورة
هذيان يعصف بربابة الذكرى
يتمحور كأفئدة تعتمد المحاسبةٍ الذاتية
ما بين أمس ورحيق غد.
يستهويه السمر
تضيع الخطوات ويتلاشى
بريقُ قمر تحسدهُ الأماكن فوق رصيف الأماني
طفلٌ كبلبل غريد
يتشبث بحجر سور عنيد
معلقٌ على نافذة القدر
تراقبهما مرآة تتراقص
بخبث مهددةً بزجاجٍ سيتناثر
إن قفزت أنفاس الصغير اعتراف مختلف
الواجب يقطر حلاوة
مع وجبة دسمة
فوق فوهة بركان
كمن سرق من الزمن ساعة.. في مفترق الطريق
من يشتري بخلسة الحقيبة المخبئة
بذكاء تحت طاولة الأماني ، المنتظرة بقايا الأمل؟ في وضح النهار
لص أضاع البيت والطريق
ومسح وهو يصعد بقايا الدموع والدم
المشتهى كل ما به بريق
ما بين زفرة وزفرة. في مجال الرؤية وبين مرايا الزمن
المستحيل يطفو على سطح الواقع
وإن لم تكسر الأبواب
سيتصدع الحجر الأخير
وسيضطر الطفل ليقفز
داخل الصورة فن الهذيان
ويبقى الهذيان يسكن نصوص معتقة
لن يخبو بريقها
طالما هناك لحنٌ خالد
يعزف في الزاوية
كـــــ أملٍ أخير .
معذرة للتأخير، كان ذلك بسبب الظروف الصحية،
فأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا
..
تجليات أبجدية ماتعة
وهذا مرور أولي بغية الاعتذار والتقييم والمباركة لهذا المنجز
ختم/ تقييم / نجوم / مكافأة
ولي عودة بحول الله لقراءة متعنة
الخاطر حقيقةً يحمل عمقًا فكريًا وجمالًا أدبيًا في تنقله بين الرمزية والتجريب، فقد استطاعت الأديبة عبير هلال أن تلتقط أصداء الهذيان والقلق الداخلي، وتحوّلها إلى صور شعرية عميقة تبعث على التأمل.
عبر أسلوبها المبتكر والمليء بالإيحاءات، نجحت في نقل الصراع الداخلي بين الأمل واليأس، والتشويش بين الزمن والمكان، مما يجعل الخاطر بحق قطعة أدبية تستحق التأمل والتقدير.
يظهر إبداع أديبتنا عبير هلال في قدرتها على مزج الفكر بالعاطفة، لتصنع نصًا ينبض بالروح الإنسانية المعقدة.
الأديبة الأريبة**عبير هلال**
قد أظهرت براعة فنية عالية في هذا الخاطر، حيث استطاعت أن تلامس أعماق النفس البشرية بكل دقة وحساسية.
عبر أسلوبها الأدبي الرشيق والمليء بالتجديد، قدمت نصًا يُظهر رؤية عميقة للوجود والذات، كما تمكنت من تحويل مشاعر الهذيان والقلق إلى صور شعرية قوية ومؤثرة.
إن لغتها الرمزية والمتقنة تمنح القارئ/المتلقي فرصة لاستكشاف معانٍ متعددة، وتظل تتردد في الذهن طويلاً بعد الانتهاء من القراءة.
الأديبة عبير هلال تبرع في نقل المشاعر الإنسانية بكل صدق وجمال، مما يجعل نصوصها إضافة قيمة للأدب المعاصر.