منذ ليلتين فقط إكتملت دورة الفقد في قلبي عن عامٍ مضى دون أن أتجرد من دوار الخيبة والخذلان وقسوة الغربة , عام إنقضى ما توانى للحظة عن سَحل جميع محاولات الإستعادة
ربما أستعيدني بعد حول آخر , بعد أن تخمد هذه الهواجس التي تنبلج عند الثالثة أرقاً قد أينعت
شكوكها وها حان قِطافها .
نعم أعشق هذه المسافة التي تتضائل كلما أفقت صباحاً ووجدتكِ كمداً أثقل جُفوني تبلله دموعك المالحة
رغماً عن كل هذا الشقاء لكنني أُباهي العاشقين بأستثنائيتنا وأُخبرهم أننا رضعنا ذات الحلم ولا زلنا
نتنفس من ذات الرئة ,وحيثما أرادت بنا هذه الحياة من قسوة التكهن في دروبها الشائكة ,نقطع عهدًا
باليقين أن نبقى على وتيرة الشوق وقلق الإنتظار وأرق المسافة ونمضي في طريق آخر نتسول
حياةً لا يُضاجعها الألم .
مولعٌ أنا بسرد أحزاناً لم تنضب ,وما فتئت عن وضع موانع تسُد الطرق المؤدية للفرح . وبي شطط الأيام الماضية وبداخلي رغبة عارمة للصراخ بوجه هذا الزمن
الذي تكفل بمنحي نصاباً كاملا من الخيبات , وأثخن صدري بالجراح التي لم تعد تجد لها موضعاً على صفحة القلب ..
هذا القلب الذي لم يعد متاحاً للنبض , لم يعد قادراً على كتم أوجاعه بعدما أوجز في ضخ أُمنياته على مساحات الأحلام المؤجلة
لكنه عامراً بالوفاء حتى أقصى خفقانه !
ثلاثة أعوام تَمُر في كل يوم تعود الذاكرة مشدوهة من تصفح شريط الذكريات الخالدة في رحم
الحنين عن تلك المرأة التي أحبتني بكامل اللهفة والعنفوان والرغبة وكانت تضخ من عينيها
فتنةً بما يعادل بئراً كاملاً من الإكتفاء المُتسرب من بين فروج أصابعي التي ترسمها
متى ستعرف كم أهواك يا رجلاً ..قالها نزار لرجلٍ وكانت ترددها عليَّ كلما شعرت بأن الغياب
سلبني مقدار طرفة عين ولا تراني
حبك ليس صغيراً هو أكبر من أن يمتصهُ شَرخاً أحدثهُ الغياب ,أمتنُ مِن جِسر عَبرته الأحلام
ينهار كُلما إنقضت ليلة تَمني بائته
أخبريني الآن عن عاشقٍ أمضى ليلته مُتضرعاً ولا يجد بين أكُفهِ سِوى حُفنة أوهام
يذروها بِوجه الريح على بَيدرٍ للذكرى وتميمةُ دُعاء ناضجة
أكثر ما يُرهق النّبض هو بقائك في مَرحلة الإنتظار تَرنو لحاضرٍ يجلس قُبالتك كالغائب
يقف على الحافة الأُخرى من الجمود لا يَهبُكِ قُدرة كافية على لَململة نَبضاتك المُنصهرة
في إصيص قلبه
لأن ما بجعبة الأيام مِن بُكاء الصّمت يذهب هباءً ..
يذهب أدراج الكتمان والخيبة
بِرغمْ هذه الثروة الباهضة في القلب, أطناناً من الحُب مُكدسة في صناديق شغفي تجعلني غنياً باحتوائك وفقيراً
للأجابه على سؤال واحد يصنع من مساحات الوجع في داخلي بُركاناً لا يخمد كُلما روادني عن نفسه هل أعطينا
هذا الحب فرصة العبور من بأب آخر يستوعب مرور هذه اللهفة المُزمة في قلبينا
لستِ قريبة بما يكفي لِتلمسي هذا النَسق المُتسارع في ضَربات القلب كًلما إبتدعكِ الغياب طيفاً يسكن صورة في وجه لوعتي
يحول بيني وبينك سيلاً جارفاً من الظنون الغير قابلة للصرف في ذاكرة محشوة بالهزائم لا يشفع لها قوافل من الندم المُحملة بالتوبة
كيف تسربت إليكِ كل هذه القسوة لتبتعدي مقدار خطوة من شغف قاب يومين او أكثر من النوايا المُفلسة بالليقين التام أنني ما اشتقتكِ
في كل ليله أحفظ لكِ دعاء عن ظهر قلب يًقربني اليكِ
ثمة حب بريء يتسرب اليك ويمنحك طقوس السعادة وثمة آخر قاسٍ يأتيك من حيث لم تحتسب
فيقسم ظهر الفرح نصفين ويهبك حزناً ولذة موجعة, حبكِ أنت ِ الثاني الذي جائني منتحلاً صفة عابر طريق
أقام في قلبي ثلاثً ثم إقتادني الى إغتراب زرع في روحي جميع الأمنيات البائسة والأحلام القابلة للتفاوض
على قطع المسافة بدعائين وأمنية
يفضحها ذلكَ الإرباك الذي ينتحل صفة الغلو في شخصيتها النرجسية الكرستالية فتبدو أكثر
إثارة من السابق عندما تقبض على البوح بِكلتا يديها وكأنها تخنقه دون أن تعلم بأن لهذا البوح
ألف مئذنةٍ يتسرب صوتها المبحوح منه ,يتسلق تمردها طالباً الصفح ولا يدري بأي ذنبٍ قُتِل