مرحــبا بكم مليون |
قصـص، روايـات، سرديات، بأقلامكــم يمر الربيــع تلو الربيـــع ويتصــاعد الشـــعور - قصص ، روايـات وسرديات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
سكين الشوق في خاصرة الحنان
(1) نهار سرمدي الضياء و ليل سراجي السماء لحظات غريبة في ذلك المنزل الصغير: صمت، تفكير، هدوء قاتل صداع شديد، تأمل،حلم صاخب ، رعشة و ربما ذرات من الجنون يدخل الوالد المنزل و هو يترنح باعثا من فاهه رائحة الخمرة النتنة صارخا باعلى صوته: فاطمة ما الغذاء؟ فاطمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تحدق به فاطمة: اي غداء في منتصف الليل، ابناؤك لم يأكلوا شيئا لعدة ايام و انت تحتسي الشراب غير المرغوب يجيبها زوجها بضحكة مميتة: اقسم برب المشرق و المغرب انكِ ربة المنزل الا تطعمين هؤلاء الجوعى؟ كل كلمة كانت تشق رغبة البكاء بها، صرخت بلا صوت و بكت بلا ادمع تزخ توجعت و تساءلت: أليس الوجع وجهاً للموت.. أليس حليفه الايمن؟ صرخت به: أنت أب؟ انت لا تستحق هذه الأبوة، انت المسؤل الأول للانفاق غضب، احمر وجهه.. اقترب لينهال بوابل من السب و الشتم. (2) في صبيحة اليوم التالي، صباح الكدر و التعب و النصب، فتحت عينيها المليئتين بالألم و الحزن ارادت ان تستجمع اشلاء قوتها لكنها تحترق مع صيهد الخيبة و الانتظار مع الحياة الملتهبة فلم يبق سوى المامها بالرحيل الابدي.. و ذلك الفاجر يشرب و يفسق و يبتسم!! (3) بعد حلول المصيبة، كان الرعب قد انشب اظافره في قلوب الاطفال المساكين حين تقدم اكبرهم يطرق بقدميه عتبات منزله متحدياً (ها قد رحلت امنا، أتعلمون من تكون تلك المرأة التي غادرت موطن البؤس و الظلم؟ تلك ان جاع احدكم غذته من عاطفتها .. إن بكى اخر بكيت عيناها الما تطلع الى وجوه من حوله فرأهم خائفين فارين.. من ابيهم الذي كان مولعاً بالعيش مفتوناً بالظلم و مريضاً به (4) تمشي فاطمة في التيه وحيدة متسائلة (هل سيتذكرها ذلك المنزل؟ هل سيذكر ملامح وجود صبرها، تعبها، وجهها؟ او حتى اسمها هل سيحمل المنزل تفاصيل هويتها باخلاص؟؟؟؟؟؟؟؟) اسئلة حيرى و اشتياق حاد يجوب عقلها، اشتياقها لاطفالها، و حنينها لشجارهم هل تعود و تطرق باب الجحيم بيديها مرة اخرى؟ لكن الجحيم الحقيقي فراق الملائكة الصغار قررت بأن تراقب ذلك المنزل السحيق، قررت و في عينيها عصفور ينتحب: أماه انقذيني فوالدي عذبني اماه بقلبي جرح متهشم اماه غيث العذاب قد همى اماه اني احن اليكِ و حنيني لكِ عميقي غزيير. (5) كان اكبرهم يلطم راسه و لم يعد يدرك الحديث هل يبكي هل يشكي هل يهرب كما هربت امه؟ كل الخلائق تعايره.. ( يا بن الفاجر) فيجيبهم انا ابن امي.. ابن لمن سهرت الليل برمته لتحشو عيناي انا و اخوتي فرحا و حباً. تحملت تلك الكلمات الضيزى من ابي، لكن اينكِ اماه اينك فالقلب ظمىء من حنانك اماه الالم بكل ما يعني يمزق كل عرق في جسدي تخيلي المنزل دونك لا ملامح له و لو كانت بسيطة اماه ليتنا في كوكب لا يعيشه والدي و لا يزفر الا السلام (6) مرت الايام و تبعثرت الاوراق سقطت اقنعة الكاذبين و انكشفت الحقائق و فاطمة لازالت تراقب اطفالها من بعيد هطل الغيث كل الاطفال فرحين الا اكبرهم... به حشرجة بكاء و هو يهمس: كفي عن مداعبتي يا سماء فلست ارغب بالضحك لاحظت فاطمة شجن ابنها و نحافة جسده، تنكرت كعجوز شمطاء و اقتربت منه: - ما بك يا صغير لا تلهو مع اخوتك - كيف لي ان اذرع الفرح بعد رحيل امي؟ اقشعر بدنها و احست بنصف جسدها قد سلب صمتت لتسمع حديثه المفجع - أيعقل انها لم تحن الي ايعقل انها ذهبت و لن تعود؟ اكلي اشبه بالعدم و لا تنتهي ليلة الا بالبكاء و النحيب وجهي تلاحقه السنة التعاسة انظري وجهي بدا اصفر انظري لعيناي بها كرنفالات من البكاء اغرورقت عيناها بالدموع و كشفت عن وجهها الحقيقي و ابنها ينظر: لم يا ماء عيني لم يا طهر السماء لما الجفاء؟ احتضنته بشدة و قالت: احبك و احبك و احبك حتى الممات تقاطع الحبور و نادى المؤذن: يا ايها القوم لقد مات الفاسق قتلته الخيبة الآثمة
آخر تعديل غدًا يوم
2018-09-22 في 11:20 PM.
|
2018-09-23, 12:04 AM | #2 |
|
،
تباً لِأبوّة كهذه قطعت حبال الوِد وَ أفقدت البيت شُعلتهُ وَ أحدَثَت شَتاتاً مريباً ! أثَرتِي دَمعة ، عِشت المشاهد وَاستحضرتُ بضعها عَلى أرض الواقع فَاستضَافنِي البكاء . . أيّ عَفوٍ سَتهبهُ الأم وأطفالها لهُ حتى بعد مَوتها فَلم يخلق من أيامهم سِوى صَفحة سَوداء ! مَا شَاءَ الله ، :12793985341: أسسلوبك ، رهيب ، وكلماتكِ جميلة جداً ، والمفردات سهلة سلسة وَاضحة وَ بسيطة ، نَمط كتابتكِ مشوقاً للقراءة يا غَداً استمري لكِ المحبة والوَرد . . :12793985341::12793985341: |
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون . |
2018-09-24, 08:39 PM | #3 |
|
اقتباس:
،
تباً لِأبوّة كهذه قطعت حبال الوِد وَ أفقدت البيت شُعلتهُ وَ أحدَثَت شَتاتاً مريباً ! أثَرتِي دَمعة ، عِشت المشاهد وَاستحضرتُ بضعها عَلى أرض الواقع فَاستضَافنِي البكاء . . أيّ عَفوٍ سَتهبهُ الأم وأطفالها لهُ حتى بعد مَوتها فَلم يخلق من أيامهم سِوى صَفحة سَوداء ! مَا شَاءَ الله ، :12793985341: أسسلوبك ، رهيب ، وكلماتكِ جميلة جداً ، والمفردات سهلة سلسة وَاضحة وَ بسيطة ، نَمط كتابتكِ مشوقاً للقراءة يا غَداً استمري لكِ المحبة والوَرد . . :12793985341::12793985341: قراءة ارتفعت بي الى السماء اشكرك بعمق :004: |
|
2018-09-23, 02:35 AM | #5 |
|
سردية
مدهشة راقني الترابط هنا والتسلسل البديع سلم الفكر مودتي |
التعديل الأخير تم بواسطة برّاق ; 2018-09-23 الساعة 02:38 AM
|
2018-09-24, 08:40 PM | #6 |
|
|
|
2018-09-23, 10:09 AM | #7 |
|
لما تنعدم الرحمة والرأفة بقلب الانسان والاهم من كل هذا دينه
يفعل اي شيء وبأقرب الناس اليه اب معدوم من الانسانية لا دين له ماذا تتوقعين منه عيش ابناءه بجحيم الا ان امات قصة مؤلمة لان ابطالها الاطفال برغم مرارة الكلمات والاحداث الا انها راقت لي تسلم الايادي |
|
2018-09-24, 08:42 PM | #8 |
|
اقتباس:
صدقت فالحياة قصيرة جدا
شهادتك اعتز بها كوني بخير |
|
2018-09-23, 05:23 PM | #9 |
|
-
لا حول ولا قوة الا بالله مؤلمة حد البكاء العنوان جميل جدا واسلوبك فعلا رووعة بانتظار جديدك الأجمل :ert-1: |
|
2018-09-24, 08:44 PM | #10 |
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 9 | |
, , , , , , , , |
|
|