مرحــبا بكم مليون |
منقـــول كــل أصــــــــناف الأدب خواطر نثرية - قصائد نثر - رسائل - مقالات - أشعار وقصص .. الخ .. مما راق لكم واعجبكم أثرونا وأمتعونا به |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
القصيدة الفراقيه ( لاتعذليه )
القصيــدة الفــراقيــة
للشاعر محمد بن زريق البغدادي تحكي هذه القصيدة قصة الشاعر محمد بن زريق البغدادي الذي كان مولعا بحب ابنة عمه ، لكنّ ما به من ضيق العيش وقلة ذات اليد حمله على الرحيل طلبا للرزق ، الأمر الذي لم ترضَ عنه ابنة عمه ، ومع ذلك فقد أخذ برأيه وقصد أبا الخبير عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس ، ومدحه بقصيدة بليغة ، فأعطاه عطاء قليلا ، فقال ابن زريق وقلبه يعتصر ألما : "إنا لله وإنا إليه راجعون! سلكتُ القفار والبحار إلى هذا الرجل ، فأعطاني هذا العطاء!" ثم انزوى يتذكر فراق ابنة عمه وما بينهما من بعد المسافة ، وما تحملَّه في سبيل هذا السفر من مشقة وبذل مال وبعد عن الأهل والأحبة ، فاعتلّ غمّا ومات . وأراد عبد الرحمن - كما قيل - اختبار ابن زريق بهذا العطاء القليل ، فلما كان بعد أيام ، سأل عنه فافتقدوه في الخان الذي كان نازلا فيه ، فكانت المفاجأة أن تحول هذا الرجل إلى جثة هامدة ، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة الفراقية الحزينة التي تفيض رقة وحنانا . والآن أترككم مع أبيات من القصيدة تتحدث إليكم فحديثها أبلغ ولسانها أفصح: لا تَعــــذَلِيه فَإِنَّ العَــــذلَ يُولِعُـــهُ ** قَد قَلــتِ حَقاً وَلَكِـــن لَيـــسَ يَسمَـعُهُ جاوَزتِ فِي لَومـهُ حَـداً أَضَرَّبِــهِ ******** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللـَــــومَ يَنفَـــعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفـق فِي تَأِنِيبِهِ** بَــدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ******** فَضُيَّقَت بِخُطُـــوبِ المَهــرِ أَضلُـعُهُ يَكفِيهِ مِن لَـوعَةِ التفنيـــدِ أَنَّ لَــهُ ******* مِـنَ النَـــوى كُـــلَّ يَـــومٍ ما يُروعُـــهُ ما آبَ مِن سَفَـــرٍ إِلّا وَأَزعَـــجَهُ ************ رَأيُ إِلــى سَفَـــرٍ بِالعَــــزمِ يَزمَــعُهُ كَأَنَّما هُــوَ فِي حِـــلِّ وَمُرتحَـــلٍ ************* مُوَكَّــــلٍ بِفَضـــــاءِ الأَرضِ يَذرَعُـهُ إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ***** وَلَو إِلى السَندِ أَضحى وَهُوَ يُقطــعُهُ تأبى المطـــامعُ إلا أن تُجَشّــــمه ******** للـــرزق ســعياً ولكـن ليس يجمَــعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنســـانِ تَوصِـــلُهُ ********** رزقَاً وَلادَعَــــــةُ الإِنســـانِ تَقطَـعُهُ قَد قسَّــمَ اللَهُ بَينَ الخَـلقِ رزقَهُمُ ******* لَم يَخلُــــق اللَهُ مخلـــــوقاً يُضَيِّــعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَسـتَ تَرى ******* مُستَـرزِقاً وَسِـوى الغايــاتِ تُقنُــــعُهُ وَالحِرصُ في الرّزق وَالأَرزاقِ قَد *******قُسِمَتبَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ******إِرثاً وَيَمنَــعُهُ مِن حَيــثِ يُطمِــعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغــــدادَ لِي قَمَــراً *******بِالكَرخِ مِن فَلَـــكِ الأَزرارَ مَطلَــعُهُ وَدَّعتُــــهُ وَبـــوُدّي لَو يُوَدِّعُــــنِي ************صَفــــوُ الحَيــــاةِ وَأَنّـــي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً *******وَأَدمُعِـــــي مُستَهِــــــلّاتٍ وَأَدمُـــعُهُ لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ **********عَنّــــــي بِفُـــرقَتِــــهِ لَكِــن أَرَقِّــــعُهُ إِنّي أَوَسِّـــــعُ عُـذري فِي جَنــــايَتِهِ********* بِالبيــــنِ عِنـــهُ وَجُرمي لا يُوَسِّــعُهُ رُزِقتُ مُلـكاً فَلَم أَحسِــن سِياسَـــتَهُ ****** وَكُلُّ مَن لا يُسُـوسُ المُلـكَ يَخلَـعُهُ وَمَن غَدا لابِسـاً ثَوبَ النَعِيـــم بِلا ********** شَكــــرٍ عَلَيـــــهِ فَــــإِنَّ اللَهَ يَنــزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ **********كَأســـاً أَجَــــرَّعُ مِنـــــها ما أَجَرَّعُـــهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ*********** الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ *************** لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّــي لَأَقطَعُ أيّـامِي وَأنفِنُـها *************** بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلـبِي تُقَطِّـعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَـهُ ***************** بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا *****************لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي ************ بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ **************عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ ************* وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ **************** كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا *************** جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِـرَنَّ لِمَهــرٍ لا يُمَتِّـــعُنِي ***************** بِهِ وَلا بــِيَ فِــي حــالٍ يُمَتِّــعُهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً *********** فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا *******جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ******************* فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ
آخر تعديل وفي بطبعي يوم
2018-08-03 في 08:45 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|