سيدة القصر / الحلقة الخامسة - منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد
"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" مرحــبا بكم مليون



الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2018-05-31, 05:08 AM
https://www.raed.net/img?id=1066363
احمد حماد متواجد حالياً
Jordan     Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : 2018-05-16
 فترة الأقامة : 2371 يوم
 أخر زيارة : 2024-11-11 (06:48 PM)
 المشاركات : 63,573 [ + ]
 التقييم : 287108135
 معدل التقييم : احمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 7,060
تم شكره 4,156 مرة في 2,323 مشاركة

اوسمتي

سيدة القصر / الحلقة الخامسة





الحلقة الخامسة

( المظفر وذكريات مواقف )
كان نهاية مشهد نهاية الحلقة السابقة أن :
( طلب مشاعر من كلٍّ من المظفر ويوحنا الإلتقاء بها خارج القصر )

{ المشهد الأول / مكتب مشاعر }
بعدما غادر ت مشاعر مكتب المظفر ، سرح المظفر هنينهات بينه وبين نفسه ونهض ولحِق
بمشاعر الى مكتبها و بدا الاستغراب على وجه مشاعر حينما
رأت
المظفر
أنه خلفها على باب مكتبها ،
فقالت له : خيراً يا مظفر ، هل هناك شئ ؟
فقال المظفر : خيراً ان شاءالله ، ادخلي لأخبرك
دخلت مشاعر ودخل خلفها المظفر وقبل أن تسأل مشاعر بادر المظفر قائلاً :
أتيتك فقط لأخبرك أنيربما لن استطيع القدوم لموعدنا غداً ، أو ربما اتأخر قليلاً فلستُ أدري !
مشاعر : خيراً إن شاءالله ، ما الذي حدث لتغيِّرك المفاجئ يا مظفر ؟!أرجوا أن يكون خيراً
المظفر: عندي ظرف خاص ، لكن إن شاء الله سأحاولالالتحاق بكِ وبـ يوحنا
بامكانكما انجاز ما تريدونه أو ما تريديه أنتِ
مشاعر: حسناً يا مظفر سأكون بانتظار ،وسأرى ما يمكنني فعله مع يوحنا غداً لحين حضورك
فحضورك اساسي ولا بدمنه لأنني أريد رأيك ورؤيتك فيما أريده

المظفر : على بركة الله ، استأذنك

غادر المظفر الى مكتبه واغلق باب مكتبه على نفسه ، وجلس على كرسيّه
رافعاً رجليه
فوق المكتب واشعل سيجارته – التي لا يستغني عنها –
وأشخص نظره نحو النافذة وتمتم بينه
وبين نفسه بضع كلمات وسافر بعدها
عبر ذكرياته لموقفٍ كان حدث بينه وبين السيدة فيما مضى
وهذا الموقف كان : ((
في ذلك اليوم حين تنبه المظفر لعملٍ قامت به احدى الموظفات
والمقربة
جداً من عوفرا أولاً ثم من السيدة ، والسيدة توليها كثير من اهتمام وتمنحها كثير من ثقة

ـــــــ ياعيل هو اِسم هذه الفتاة القريبة جداً من عوفرا،تُلبي له كل طلباته وهو يلبي لها كل طلباتهاـــــــ

{ المشهد الثاني / مع ذكريات المظفر / 1 }

اكتشف المظفر أن ياعيل قد قامت بالتلاعب في بطاقات تقييم عمل الموظفين حيث أظهرت نفسها
في بطاقة تقييم الموظفين أنها الأكثر انجازاً وعملاً ومثابرةً في العمل

غضب جداً المظفر حين رأى هذا التلاعب من ياعيل وبلا حسيبٍ او رقيبٍ عليها وعلى ما قامت به .
حينها ذهب المظفر لمكتب السيدة وقال لها عن ما حدث ، إلا أن السيدة في حينها

نظرت الى المظفر وقالت : أيعقل يا مظفر أن ياعيل تفعل مثل هذا
فرد المظفر : ما هو أمامي وما هو الآن أمامك يقول أنه يُعقل ، والسبب واضحٌ وجليٌّ عندي
فأنا مَن رتبت البطاقات آخرِ مرةٍ وبطاقة
ياعيل كانت حسب ما أعتقد في المرتبة العشرون
والآن أراها في المرتبة الأولى ،
فكيف تفسرين أنتِ ذلك ؟!
السيدة :
دعني يا مظفر اتأكد وابحث مما تقوله أنت ، فهذا ما لم ولن اسمح به أبداً

المظفر -مبتسماً -:حسناً ابحثي وتأكدي،وسأعود اليكِ بعد ساعات لأرى النتيجة التي توصلتِ اليها
واعلمي أن هذا التلاعب اغضبني جداً ، لأنه استهتار أولاً بالعمل وبكل طاقم الإدارة بدءاً منكِ
وثانياً هو ظلمٌ لبقية الموظفين ، اتركك الآن وسأعود اليك لاحقاً الى اللقاء

(((
لم يترك المظفر للسيدة ما تقوله بعد ما قاله هو اخيرا ، وغادر مكتبها
الى مكتبه
لينجز بعض المهام الموكلة اليه ، الاّ أن كل تفكيره كان منصبٌ لهذا التلاعب الذي قامت به ياعيل
وقد قام خلال هذه الفترة بالمراقبة والمتابعة
الحثيثة لهذه البطاقات ودَوَّن على ورقة أمامه
معلومات البطاقات في لحظتها
ومعلومات البطاقات في آخر لحظة قبل أن يعود للسيدة.)))
بعد ساعات من الزمن ، عاد المظفر الى مكتب السيدة ، ورد عليها التحية
وقال : نعم سيدتي ، ماذا وجدتِ اخبريني ؟!
السيدة : لا أظن أن حدسك وظنك صائبان يا مظظفر هذه المرة
مظفر : وكيف ؟ وما الدليل لديك على خطأ حدسي ؟ مع أنه لم يكن حدسٌ ولا هو بظنٍ كذلك
هو حقيقة قدمتها لكِ ، فكيف صارت بمفهومك حدس وظن ؟؟
السيدة : تعال انظر ، هذا هو فعلياً عمل ياعيل ، ولا أرى فيه أي تلاعب
مظفر : اذن انظري أنتِ الى هذه الورقة ، فقد دونتها من لحظة أن تركتك ولغاية هذه اللحظة
فانظري كيف كانت والى أين وصلت في غضون ساعات ،
أتري هذا منطقياً ؟؟
السيدة : أنت تعرف يا مظفر أن ياعيل محبوبة عند كل فتيات القصر وهن مَن يقمن
بامتداحها وتسجيل هذه النقاط لها لتظهر فيما بعد على بطاقتها

مظفر – ضاحكا - : لقد زدّتني من الشعرِ بيتاً سيدتي ، إذن ماذا أقول أنا فها هي بطاقتي أمامك
ولديَّ الكثير مما تقولين عنه سواء من فتيات أو رجال

السيدة – هزت رأسها وقالت : نعم كلامك صحيح يا مظفر ، ولكن لاحظ شيئ أنت
أن تلك الفتيات اللاتي يقمن بامتداح ياعيل هُنّ ممن يمتكلن نِسَب امتداح كونهن
من الكادر الإداري وإن كانت مسمياتهن بسيطة لكن نِسَبهن في هكذا اشياء
تكون أعلى
من نسب الموظفين الآخرين العاديين ، وأنت لديكَ كثير من الموظفين
الآخرين الذين
يعطوك نقاط هذا التقييم
ونسبهم تكون قليلة
المظفر : وهؤلاء هم مَن يلزموني،وهم مَنْ أتطلع اليهم،فهم الباقون وهم الذين يعطون بصدق
ولا اريد أؤلئك أصحاب النسب الكبيرة ، ولكن كل ما قلتِه غير مُجدٍ وغيرُ مُقنع
وما هي إلاّ أعذار تجديها لـ ياعيل
والآخرون من حاشيتك الذين تواري اخطائهم وتلاعبهم
على حساب الآخرين ، وعلى كل الأحوال ما دامت هذه النتيجة التي توصلتِ اليها وقد قبلتِ
علوّ
َ اشخاص على حساب الآخرين فاعتبريني أنا خارج منظومتك أنتِ
واؤلئك الذين تدافعين ، أراكِ على خير .

{{
انتفض المظفر من على كُرسيّه على صوت وقع منفضة سجائره التي وقعت على الأرض وكأنه قد أفاق
من نومٍ عميق وذهب ليقف بالقربِ من نافذة مكتبه ويتأمل خُضرة الحديقة وأزهارها،ولكن تفكيره
لا يزال
منصباً مع تلك الأحداث التي كانت ، فعاد الى كرسيِّه واشعل سيجارةٍ
وحدث نفسه عن تلك الحادثة
وما كانت نتائجها ليعود مرةٍ أخرى الى ذلك الموقف
بعد أن ترك السيدة وقال لها ما قال وكأنه يريد
أن يستكمل حُلماً ليس لـ لذته
أنما قد يكون ذلك للتفكر والتدبر فيما سيأتي }}

تذكر المظفر كيف لحقت به السيدة الى مكتبه ،وأتته وعيناها مغرورقتان بالدموع

وهي تردد له وتقول: لا يا مظفر الاّ أنت ، لا تتركني وحيدة ، فأنت الذي يحميني أولستُ أنا
كـ ابنتك أو بالأحرى ابنتك
تحادثه السيدة وصتها محشرج وظاهر في نبرته وجعٌ وخوف
فرد عليها قائلاً : بغض النظر عن كل شئ سيدتي فأنا حقاً قد اتخذت قراري هذا وأتمنى عليكِ
أن تنشري خبر استغناؤكِ عن مهامي الإدارية في مملكتك هذه.

السيدة : يا مظفر ماذا تقول أنت ، أتريدني أن أعلن موتي أمامهم جميعاً ؟! موتي أهون عليَّ
من اِعلانٍ كهذا ، أرجوك أبتِ اهدأ وما تريده سيتم ويُنفذ أنا مستعدةٌ أن
أستغنيَ عن جميع مَن هنا إلاّ أنت

-- لم يرد المظفر على السيدة، ولكن ملامحة كان ظاهرٌ عليها بأن قلبه قد رقَّ لها وفي عينه
ظاهرٌ تلك النظرة الحنونة منه اليها
--

فعاودت قائلة :حسناً أبتِ لا ترد عليَّ بأي شئ الآن ، لكني واثقة انك لن تخذلني ولن تتركني
سأتركك الآن لتستريح قليلاً ، وفي المساء لنا لقاء
..

{{
أحدهم دقَّ باب مكتب المظفر ودخل ، والمظفر كأنه في سُباتٍ عميق فرد عليه التحية
والمظفر يحملق به دون أن ينبس ببنت كلمة
فقال له :
يا سيد مظفر - واشار له بيده –
وكأن المظفر صحى من سباته وبدا عليه ذلك الجفول حين رآى الموظف ويده تشير له
وقال له :
أهلا أهلا تفضل ، منذ متى وأنت وهنا

فرد مبتسما الموظف : منذ كنت غافياً ، منذ قليل لكني شعرت أنك في عالم آخر
فقال المظفر : لا عليك لعلي كنت كما تقول ، هات ما عندك هل من أمرٍ تريدني به ؟
فقال الموظف : أجل هذه الأوراق فقط اريد مساعدتك بها ، وأن تراجعها لي قبل أن اقدمها للسيدة
فقال المظفر : حسناً ضعها على المكتب وان شاءالله سأراجعها لك غدا صباحاً
شكره الموظف ، واستأذن منه وخرج }}..
لا يزال المظفر غارقٌ في تلك اللحظات التي تذكره بتلك السلبيات للسيدة لا سيما أنه كان
الناصح والمسامح لها في كلّ مرةٍ ، وفي كلِّ مرةٍ كانت تعدَهُ وسرعان ما تتراجع ولا تنفذ وعدها له
وهذا الأمر الذي جعل من المظفر متخوفاً أو أنه لم يعُد على يقين من تصرفاتها ومن قراراتها
بسبب غموضها أحياناً وأحياناً اخرى تكون جداً متقلبة في آرائها وقراراتها فتذكر الموقف الأخير معها
وهذا الموقف الذي بقي له الأثر الكبير في نفس المظفر
( المشهد الثالث / من ذكريات المظفر / 2)

وعاود سرحانه وشروده مع ذاك الموقف الذي كان :

حين أفصح وأوضح لها المظفر وبكل صراحةٍ أنها تتخذ قرارات عشوائية ودون تفكير وأعرب لها
مرة أخرى بأنه لا يسعَد بأن يكون تحت ادارتهاإذ قال لها :يا سيدتي ، أنتِ ربما تليقين بأن
تكوني سيدة أو حت ملكة ، لكن صدقاً لا يليق لكِ ادارة أي عمل ، وأنا وبكل صراحةٍ
أراكِ جداً متقلبة في قراراتك فأراكِ في لحظةٍ وبأقل رمشة عين تتراجعين عن قرارك وحتى
عن وعدك
وكأن شيئاً لم ، في حين لا تهتمين بما تُحدثيه من ضررٍ في
نفوس الآخرين جرّاء تقلبك هذا وعدم وفاؤكِ بوعودك
التي تعدي بها الآخرين، أو ربما أنتِ من النوع الأناني والذي لا يهمه شخصه وذاته ونفسه
وكأن مبدأ عملك
أو شعارك هو ( أنا وفقط أنا ومن بعدي الطوفان )
يحزنني جداً يا ملكة أني أقول لكِ هذا ، لكن هذا حقيقةً ما أنتِ عليه
وما بتُّ على يقين منه ، وها أنا أُعيدها على مسامعك مرة ثانية وثالثة وألف :
أن هذا الأسلوب اسلوب أناني عقيم فاقدٌ لأدنى عقلانية فيه
فلا يغرَّنَّكِ الغرور
بأؤلئك الذين يمتدحونك ويصفقون لكِ على الخطأ قبل الصواب
صُدمت السيدة من قول المظفر هذا ، كانت ما بين سعيدة وتعسة في تلك اللحظة
سعيدةٌ أن أحداً سابقاً ما تجرأ على قول هذه السلبيات فيها ووجاهية وبصراحةٍ تامة
وكانت من التعاسة بمكان أن هذا الأحد هو مَن يحبه قلبها ، وترتاح له
وتعبره والدها - على الأقل أمامه- وفي باطنها هو الرجل الذي تحب وتهوى
لكن كبريائها وأنفتها لم يستسيغا كلام المظفر ، فاحمرَّ وجهها حدَّ الزُرقة فأرادت
أن ترد هذا الموقف والذي اعتبرته هي كصفعةٍ في وجهها للمظفر
فسارعت الى طلب اجتماعٍ عاجلٍ لكل الكادر الإداري في القصر من أكر ادراي
وحتى اصغرهم منصباً وبمن فيهم المظفر
فسارع الجميع الى قاعة الإجتماع ، وجلس كلٍّ منهم على كرسيه
ووقفت السيدة مخاطبةً لهم قائلة :
أحبتي ، أردت ان أجتمع بكم هنا والآن لسبب أني أردت معرفة رأي كلِّ واحدٍ منكم
دون أيةِ مُداراةٍ أو مواراة وهنا وأمام الجميع ، وأنا هنا وكما يعلم
الجميع القائمة الأولى على ادارة هذا القصر وكل القصر تحت ادارتي
وهذا القصر الذي اعتبره مملكتي ، فمَن منكم لا يحب أو لا يرغب أو لا يرى بأني
لا امتلك الكفاءة لهذه الإدارة، ويجدني لا اناسبه كمديرة له فليقل هنا علانيةً
وأنا لن ألوم ولن أغضب ، بل سألبي له طلبه وأعفيه من العمل الاداري الموكل له
الجميع تجهم ، والجميع صار هامساً ومتمتماً ولا يدرون ما سبب كل هذا
والمظفر عرف أن كلّ هذا الإجتماع تمَّ من أجله هو
وكان الذي ألجم كل مَن في القاعة وأسكتهم حدَّ الوجوم حين وقف
المظفر صائحاً بأعلى صوته
( نعم أنا لا تعجبني ادارتك ولا العمل تحت إمرتها وإمرتك )
تجهم ووجم الجميع من تصريح المظفر الصارخ ، ولم يكن بأحدٍ منهم متوقع
أن المظفر هو المعترض على ادارتها وهو القريب من السيدة ، وعوفرا
كان
أشد المتجهمين وأكبر السعداء
السيدة هي الأخرى لُجمت ولم تعُد تدري ماذا تُجيب وتقول للمظفر اصابها الذهول
وجاءت نتيجة اجتماعها على عكس ما هي خططت له فغادرت القاعة وهي حانقة
فهي أرادت احراج المظفر ووضعه في زاوية حتى لا يستطيع الكلام فيها
أو التصريح بأي شئ أو حتى تبداء الرأي
إلا أن المظفر فاق كل توقعاتها
وتكهناتها وتفوقَ عليها وعلى ذكائها الذي تتدعيه
والذي لطالما استخدمته بخبثٍ وسوء
{{أرهق هذا التفكير المظفر ، إذ أنه غفى على مكتبه ونام نوماً عميقاً على كرسيه
ولم يفِق الا في صبيحة اليوم الثاني ، وهو يوم موعده مع مشاعر
أفاق المظفر صباحاً وهو بكامل لباسه الرسمي ،طلب قهوته المعتادة صباح كل يوم
وجلس يشرب قهوته ، وهو يشعر بارتياحٍ كبيرٍ ن بعد كل ذاك العناء في التفكير
مساء الأمس ، والذي أرهقه حدّ النوم }}

{ المشهد الرابع / مقهى المدينة }


احدى مقاهي العاصمة الكبيرة والشعبية ، مشاعر وصلت وجلست في طاولةٍ بعيدةٍ عن الضوضاء
في زاويةٍ هادئةٍ حتى تستطيع الحديث بهدوءٍ وبعيداً عن ضوضاء الآخرين في المقهى
وما هي الا لحظات ويوحنا قد وصل وألقى عليها التحية وجلسوقال :
أشربتِ قهوتكِ ؟
فقالت : لا ، كنت انتظر قدوم أحدكما لأشرب قهوتي معه، وها أنت قد أتيت
وأعتقد أن المظفر سوف يتأخر بعض الوقت أو ربما لن يأتي اليوم
يوحنا : لنشرب القهوة ، وننتظر بضعة دقائق ، فإن أتى كان خير وإن لم يأتِ
بإمكاننا أعتقد أن نتكلم عن ما تريديه أنتِ
مشاعر : نعم بالتأكيد ، إن لم يأتِ المظفر اليوم سأجتمع به مساء اليوم
أو في غداً إن سمحت له ظروفه بذلك
يوحنا : أتمنى أن يأتي
تناولا أطراف حديث عادي ، ريثما شربا قهوتهما ، فبادر يوحنا قائلاً:
أظن ان المظفر لن يأتي الان ن تفضلي ما الذي يمكنني ان اساعدك به
مشاعر : كما تعلم فأنا الآن عندي كامل الصلاحية لترتيب واعادة هيكلة القصر
وما أريده منك يوحنا أن تكون الى جانبي حيث أنك تعرف أن لا احداً هناك يعرفني بعد
لذلك اريد منك أن تضع لي افكارك وتوجيهاتك ، وأن تُعرِّفَني أكثر لا سيما
طاقم القصر الإداري ، فانا لا زلت لا اعرف غيرك والمظفر وعوفرا وقلةٌ ممن الآخرين
يوحنا : هذا الأمر سهل جداً مشاعر ، وأنا سأكون معك قلباً وقالباً لما أنت
ذاهبةً للقيام به من أجل مصلحة القصر ومصلحتنا جميعاً ، وما تأمريني به سأنفذه لك
فهذه أيضاً هي رغبة سيدة وصحبة القصر أن نكون الى جانبك ومعك
مشاعر : حقيقةً أنا سعيدة بما أسمعه منك يوحنا ، وكل حدسي بك كان صائباً
فمنذ البداية عرفت أنك من أضلاع ادارة القصر والذين يمكنني أن اعتمد عليهم
بالإضافةِ لـ المظفر
وهذه أول خطواتي التي سأقوم بها أو بالأحرى قمت بجزء صغير منها فما رأيك يوحنا بها ؟
يوحنا : هذا عمل جميل ، والتجديد شئ سيكون مؤثر حتى في عطاء الموظفين الآخرين
فهو أفضل من أن نبقى على حالٍ واحد دون ان تجديد أو تحديث لأمور ومتطلبات القصر
وأنا معكِ وأشدُّ على يديكِ ، فباشري وتابعي عملك وأنا معك .
مشاعر : شكراً لك هذا القول والذي اعتبره بمثابة ثناء لما قمت به
وكذلك هي موافقة من يوحنا اعتز بها
يوحنا : طبعا موافق ، ولمَ لا أوافق ، فالعمل واضح أنه مُجدي وجديد ولامع
- ما أن أنهى يوحنا كلمته فإذ بالمظفر قادمٌ من بعيد -
وصل المظفر اليهم ، ورد التحية وجلس وقال :
أتمنى أن لا أكون قد تأخرت عليكما
مشاعر : لقد تأخرت يا مظفر ، فقد كدنا ننتهي أنا ويوحنا ولو تأخرت قليلاً
لكنت ما وجدتنا هنا بعد
المظفر : اعتذر
يوحنا : مشاعر هل تريدين مني أي شئ آخر
مشاعر : لا يوحنا ، فما أخذته منك اليوم كافٍ لأن اتابع ما قمت به
وخاصةً بعد موافقتك وتشجيعك وثنائك
استأذن يوحنا وعاد الى القصر ، وترك المظفر ومشاعر في المقهى
المظفر : نعم مشاعر هاتِ ما عندك ، اؤمريني
مشاعر : استغفر الله الأمر لله وحده ن فما عندي كثير يا مظفر
وما اريده منك هو اكثر بكثير من ما اريده من يوحنا، وانا وجدت يوحنا
انسان رائع في تعامله واخلاقه وتفكيره
{{المظفر هزّ رأسه ، وفي داخله يقول أراك لا تعرفين شيئاً نذ البداية
سأتركك لتكتشفي بنفسك كل الحقاق}}
وأنت اعتبرك في القصر الرجل الأول ، فقد تابعت وتتبعت أعمالك
وكيف تُسيّر امور القصر الموكلة اليك من قبل صاحبته ،فإني وجدت فيك
الاخلاص والتفاني أكثر من أيِّ احدٍ هنا
المظفر : شكراً لكِ من القلب على هذا الاطراء وهذه الشهادة التي أعتز بها
مشاعر : ما أريده منك حالياً أن تضع لي تصوراً أو مخططاً بما يخص
ذلك الركن من القصر والذي هو موكلٌ اليك بكامله ، وأنت كما رأيت
سيد ذاك الركن
المظفر : شكرا مرة ثانية ، لكني لستُ بسيدِ أحد ولا بسيد أي مكان
فقط اعمل ما يُمليه عليَّ ضميري ما ناحية ، ومن ناحية أخرى ما
تجودُ عليَّ افكاري ، فأنا احبب التجديد دوماً ، ولا أحب الرتابة الروتين
مشاعر : هذه نقطة اساسية مظفر ، وهذا ما أنا عليه من رأي فلا أحب
الأعمال أن تصل لدرجة الروتين فهي تقتل كل ابتكار أو تجديد
فهل لكَ أن تمنحني ما طلبته منك
المظفر : نعم ، ولك ذلك ، ولحسن حظك أن معي هذا الملف والذي
رسمتُ فيه عن ما أريد تحديثه وتغييره بما يخص ركني كما أشرتِ
وهذا هو لكِ أن تُلقي عليه نظرة ، ولكِ ان تحتفظي به حتى تنتهي منه
مشاعر تناولت الملف من المظفر وفتحته ، ونظرت الى رسومات المظفر التخطيطية
وظهر على وجهها علامات الإنبهار من العمل الذي رأته فقالت :
الله الله يا مظفر ، والله هذا فني وفكري متقنان ، ومتقنان بفن ووعي
ودعني قبل كل شئ أن اقول لك أنتَ للقصر وصاحبته كنزٌ وثروة
المظفر - مبتسما - : لا تمتدحيني كثيراً كي لا أُصاب بالغرور
مشاعر : لا مظفر لا أراك من ذاك النوع من البشر الذين ينتابهم الغرور
فكما علمت وعرفت من اكثر من موظف في القصر أنك تعمل بحرصٍ وبصدقٍ وبصمت
وجميع مَن سألتهم امتدحوك لدرجة أنهم يحبوك حباً جماً
ومازحة قالت ولدرجة أني شعرت بالغيرة منك -
وأنا الآن أشهد معهم تلك الشهادة وربما اكثر ، فأنت انسان تستحق كل تقدير
واحترام ويجب على الجميع المحافظة عليك
{{ نظرات وكلمات مشاعر كانت معبرةً عن شديد اعجابها بالمظفر كشخص
وبعمله الذي يقوم باتقان ودون أيةِ أخطاء ، وهذا جعل المظفر يشعر
بذاك الإعجاب من مشاعر له }}
المظفر : لا انكر عليك أني سعيداً بما أسمعه منكِ ، مع أني لا احبذ كثيراً
كلمات المدح والثناء والإطراء ، إلا أنها جاءت منكِ مختلفة كونك لم يمرُّ
على وجودك معنا في القصر سوى أيامٍ قليلة
إذن الآن يا مشاعر هل هناك شئ غير هذا تريديه من المظفر ؟
مشاعر : ما أعطيتَني اياه الآن كافٍ لهذه المرحلة ، فهو أيضاً يحتاج لوقتٍ
من أجل عمله وتنفيذه على أكمل وجه وما بعدها التطبيق يكون مسؤوليتك أنت
المظفر : على بركة الله مشاعر ، إذن هل لنا العودة الى القصر فقد غبنا عنه
فترة طويلة ويجب أن نكون متواجدين الآن هناك، فأنا لا أحب الغياب عنه
مشاعر : نعم يكفينا غياب عنه ، هيا بنا

{المشهد الخامس/ القصر }

عاد المظفر ومعه مشاعر الى القصر ، ودخلا كلاهما وسمعا هناك صريخاً
وصوتاً عالياً في احدى ردهات القصر فقال المظفر لمشاعر :
أظن أن هذا صوت عوفرا ، لماذا يصرخ هكذا
مشاعر : وأظنني سمعت صوتاً نسائياً أيضاً ممزوجاً مع صوت عوفرا
المظفر : خيرٌ إن شاءالله / سأذهب لأرى ماذا هناك
مشاعر : سآتي معك
بخطوات سريعة ذهبا صوب تلك الردهة الصادر منها صوت المظفر
وعند اقترابهما من الردهة لمحا – كما قالت مشاعر – أن هناك مع عوفرا
فتاة لكنهما لم يستطيعا التحقق منها جيداً حيث كانت تقف في زاويةٍ
غير مرئيةٍ لهما كفاية ، وهي التي كانت كأنها تهدئُ من ثورة عوفرا
فوصلا الى هناك ، وألقيا التحية على عوفرا ، وتلك الفتاة كانت قد غادرت
المكان حين وصولهما

فهل رد عوفرا عليهما التحية التي ألقياها عليه في ثورة غضبه ؟
ولماذا هو ثائرٌ ويصرخ ن وصراخه يملأ ردهات القصر ؟
ومَن تكُ تلك الفتاة التي تلعب دور المُهدئة له ؟
هذه تساؤلات سنعرفها إن شاءالله في حلقتنا القادمة
فابقوا احبتي بالقرب

معذرةً إن أطلت


رابط الحلقة الأولى :
http://www.artabaree7.com/vb/showthread.php?t=547
رابط الحلقة الثانية :
http://artabaree7.com/vb/showthread.php?t=571
رابط الحلقة الثالثة :
رابط الحلقة الرابعة :



تحايا ومحبة وتقدير







آخر تعديل احمد حماد يوم 2018-08-21 في 12:42 AM.
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ احمد حماد على المشاركة المفيدة:
 (2018-06-04)
قديم 2018-05-31, 05:34 AM   #2


الصورة الرمزية رفيفَ
رفيفَ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  2018-05-22
 أخر زيارة : 2018-10-03 (03:10 AM)
 المشاركات : 10,743 [ + ]
 التقييم :  1810960154
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,153
تم شكره 1,601 مرة في 1,051 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



تستحق بصمه السرد الزهور والإحتفاء
قصه أحداثها تغطف الأعجاب


مازلت سارحه في التساؤلات ..


 

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رفيفَ على المشاركة المفيدة:
 (2018-08-08)
قديم 2018-05-31, 12:14 PM   #3


الصورة الرمزية عراقي
عراقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23
 تاريخ التسجيل :  2018-05-23
 أخر زيارة : 2018-07-19 (09:21 AM)
 المشاركات : 5,960 [ + ]
 التقييم :  32041
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 48
تم شكره 190 مرة في 113 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



وتتوالى الاحداث متتابعه سريعه ..
نتابع بشوق ....
تحياتي ايها المبدع فانت تبهرنا باسلوبك الشيق الجميل الممتع
تحياتي
عرااابهجتاااا
قي


 
 توقيع : عراقي

همست هنا وهناك لالشيىء .....
فقط ليستقر ما بداخلي ..........


رد مع اقتباس
قديم 2018-06-04, 06:49 AM   #4


الصورة الرمزية خفوق
خفوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  2018-05-19
 أخر زيارة : 2018-07-25 (11:40 PM)
 المشاركات : 0 [ + ]
 التقييم :  50
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Lightpink
شكراً: 630
تم شكره 471 مرة في 290 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



الله الله يعطيك العافيه استاذي الجميل


 
 توقيع : خفوق



رد مع اقتباس
قديم 2018-06-09, 10:12 PM   #5


الصورة الرمزية غياهب !
غياهب ! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  2018-05-19
 أخر زيارة : 2018-09-30 (08:48 AM)
 المشاركات : 15,749 [ + ]
 التقييم :  762514
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blue
شكراً: 0
تم شكره 1,385 مرة في 894 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



*
\


إنَّ الإبداع المُنقوش بين أسطرك يفوح تألقاً ..

ولازلتُ أسبح ببهاء أحرفك !

إجلاليِ يا غمرة النورْ ..


 
 توقيع : غياهب !




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سيدة القصر ح 5

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 9
, , , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009