2018-07-01, 01:25 AM
|
|
مع هزيع الليل الأخير
إليكِ
مع هزيع الليل الأخير
|
|
|
|
|
أغلى الغوالي
وارجوانية زماني
ها أنا راقدٌ ، والليلُ قد بلغُ ثُلثَهُ الأخير ، أعُدُّ نجومَ السماءِ ، وأتفحصُها جيداً عَلِّي أجدكِ بينها بقدِّكِ الرَّشيق تختالينَ في ثيابِ الصِبا دلالاً، وتمشينَ بشرخِ الشبابِ اعتدالاً .
لقد خاصَمَني الكَرى ، وعزَّ على عيوني النوم ، وأشتدَّ في أوصالي الشوق حدَّ العذاب ، ولكن حين أصحو على مرآى صورتك ، وأذكرك ، وأحلُمَ بكِ ، وأنتِ هادئةَ البالِ قريرةَ العين ، فإنَّ نفسي تطيبُ بالسعادةِ ، والفرحِ ، والهناء .
فما أحلى عذاب اِشتياقي ، وولهي بكِ وبحبكِ يا ملاك رحمتي ، وجنةَ دنيتي ، فإنَّ رِقَةَ روحكِ ، واِبتسامةَ شفتاكِ العذبةَ ، الصادرةُ من ثغركِ الملائكيّْ ، لتَمحي كلَّ عذابٍ وتَحَوِّلَهُ لنعيمٍ وفرحٍ مستديم .
إنَّ حبكِ مَتمَكِنٌ مني ، ومالكٌ ومُهيمنٌ على نفسي ، وإني أسيرَ هواكِ ، ولا حياةَ لي دونَ قلبكِ ، أستمِدُّ منه الصبرَ والسلوانْ ، مهما طال الانتظار ، ومهما طال اِنجلاءُ الليلِ ، واِنبلاجِ فجر اللِّقاءْ
يا ملاك رحمتي وإيماني ، لطالما شَحَذتُ نفسي وأخلاقي ، ورُبِيْتُ على عِزَّةَ النفسِ ، والإعتدادِ بها ، فإنَّ حبكِ زادني قوةً وأنفَةً وشموخا .
فإليكِ مالكتي ومليكتي ، يا أملاً باتَ وحيداً في هذه الحياة
أبعثُ في الهزيعِ الأخير من هذا الليلِ
بحرارَةِ أشواقي الـ باتتْ بركانيةً حدَّ اجتياح الأعاصير للكونِ والدنيا ، وجليل أمنياتي لأن تبقى روحكِ الطُهرُ العاطرُ الفوّاح للدُنا وخلقِ الله كلهم .
ومن هذا الليل ، أرتجيكِ وأرجوكِ أنّ عني لا تبتعدي مهما باعدتنا المسافات ، وأن تنفي من قاموسِ مفرداتكِ كلمةَ وداع ، فإنكِ إن ودعتِني وتركتِني ، ستتركين الوَلعُ يَلَعُ في صدري ، ويكون قِبلتي طول الحياةِ ، ويكون بي مُقيما .
ومن هنا ، ومن ليلي هذا ، ساهرٌ لأجلكِ أناجي الرّب ، مبتهلاً لهُ ومتوسلاً على أبوابهِ ، أن يكون اجتماعنا الأبدي الخالد أقربُ من الوريد للوريد
ويجمعنا حبلَ وتينٍ واحدٍ ، وتتوحدُ الشرايين منا بأبهرٍ واحدٍ ، ونكون متحدين ، منصهرين حدَّ التوّحدِّ
الـ منه لا انفكاكاً ولا إنعتاق
وسأبقى في انتظاري منتظرٌ مهما طال الإياب
محبتي الـ لا ولم ولن تبور
........
....
..
سبق لها النشر
|
|
|
|
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-10-27 في 01:40 PM.
|