2018-07-03, 07:04 PM
|
|
حب على الشباك
.
.
حب على الشباك ، والحبيبين مشروع أرواح
حكاية مطر كان يتوارى في الغيم .. وعهد في العشق أقسَمَ أن يبقى أبد الدهر
حب كان بتعبير الملامح ، والنظرات التي اقسمت أنها حملت عاطفة الحب النقية
بدأت الحكاية ذات صدفة ، حينما كنت اُكلم صديقي من شباك غرفتي وحانت
مني التفاتة لشباك البيت المقابل لنا ، رأيتها وهي تزهو فرحة
أصابني الذهول ، ولم أعد اشعر بما حولي ، وكأنني انتقلت الى فضاء آخر ...!
من هنا بدأت القصة ..
حب صامت لغته نظرات نتبادلها بلا كلمات !
كل يوم نلتقي دقائق قليلة في ساعة ليلية حددتها هي ، ومع كل لقاء اشعر بها تجري في شراييني
كانت دائما تبدو أنيقة في كل شيء ، وقفتها ، التفاتتها ، استقبالها ، وداعها
اشارات الترحيب والوداع من يديها كانت لوحة عذبة تملؤني فرحاً ونشوة
لم أشعر أبداً أنها تتصنع ، كانت عفوية وجذابة
وبنفس هذه الأناقة ومع سكون لحظاتنا الهادئة ليلا كنا نتبادل الابتسامات
وذات مرة غمزت لها ، فحنت رأسها خجلا ، واخفت وجهها القمري بيديها
ارتبكتُ و لمت نفسي وظننت أنها ستغادر الشباك
ولكن فجأة رفعت رأسها ونظرت اِليّْ وعلى مُحيّاها ابتسامة متوارية ، وكأنها تستجمع قواها
وبادلتني بمثلها واحسست بنشوة فرح عارمة ، لم يعد يسعني المكان ولا الزمان
يا لها من فاتنة .. ارتشفت من عينيها الحب حقيقياً صافياً
وقضينا فترة الصيف كلها في لقائنا المعتاد الصامت صاخب الاحساس مزدحم المشاعر
استمر حبنا بوفاء لا يجاريه احد ..
جاء يوم أخبرتني برحيلها في الغد ..
فعانقتْ روحي وحلمي رذاذتُ هجر آتٍ من السحاب في آخر لقاء
رحلت وتركت لي ذكرى رائعة حالمة ساحرة الملامح
رحلت وتركت لي الهام لا ينضب
رحلت وقلمي لا زال يسيل عذوبة مع ذكراها
أحقا رحلت ... يسألني القلم ويجيب اذاً من أين مدادي ؟
هي رحلت من الشباك ولكنها تسكنني أبداً
نسيت أن أذكر أني طلبت أن أكتب لها رسالة ولكنها رفضت بإصرار
وفي آخر ليلة وضعت لي ظرفاً به صورتها و ورقة كتبت فيها كلمات بلا اسماء ولا مقدمات
كتبت لي :
اُكتب لي واُكتب عني ..! لا اُريدك أن تنساني
واذا قُدِّرَ لنا لقاء فسنبقى معاً للأبد ، وإن لم يكن فلن أنساك وأرجوك لا تنساني
وها أنا ما زلت أكتب .
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2018-07-03 في 07:27 PM.
|