أزواجهن مازالوا على قيد الحياة يتنفسون صقيعا .....مجرد جسد يشبه تمثال الشمع لا روح فيه ولا دفء ولا مشاعر
تُذْكر ....ولا أحاسيس .....ولا حتى فكر .....مجرد جسدأناني يزيد من بروده الحياة وقسوتها ويرسم ملامح لشبح الموت الذي يرفرف على حياة زوجية صماء بكماء ......وما أفظع فراق قابعا يتكئ بين جسدين بجانب بعضهما في حياة تشبه تماما القبر الجماعي
مجرد اجساد بجانب بعضها ولكنها ميتة .....فكم عصف الجليد بحياة أثنين يعيشان سويا تحت سقف واحد وفي غرفة واحدة وعلى فراش واحد ترتعش أطراف أحاسيسهم من صقيع الجفاء فيموت الحب ويتحولان لأرملان ...ونكتشف بعدها أن للفراق وجه آخر أشد قسوة وأكثر ألما ......
ولكننا للأسف نحن من نصنع هذا النوع من الفراق بأيدينا
عندما اغتلنا احاسيسنا بأنانيتنا وتكبرنا والانزواء بفكرنا لأنفسنا فقط .....
ثم نندب حظنا وتقشعر أجسادنا حسرة على مشاعرنا المتوفاة رحمها الله ....فلا نتملص من أخطاءنا كالعادة ونصنع شماعة نعلق عليها أفعالنا
كم نحن حمقى لا نجيد فن التعايش ولا التلذذ بالحياة والسبب كله يعود للأنا المسيطرة علينا
كثير منا يريد ان يحبه الآخر اكثر من نفسه ويبذل المستحيل لإرضائه ويظل ينتظر هذا بشغف حتى يمل ويستسلم لوهمه ولم ندرك حتى الآن أنه أمر مستحيل
فلما دائما نصر على طلب المستحيل واللهاث خلف الأحلام والأوهام ؟
وعندما يمر الفشل بعتبة حياتنا ننوح وتتعالى صيحاتنا اعتراضا وبعدها نستسلم بكل سهولة
للموت البطيء.....
نظن أحيانا أننا أحياء ولكن للأسف ليس كل من يتنفس ويدق قلبه
يكون على قيد الحياة .....
هناك من دخل غيبوبة لا يدرك ما يحدث حوله لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى ولكنه يتنفس ويدق قلبه...... فمتى سيفيق بعضنا من غيبوبته ....متى؟ !!