{ محاورة أرواح }
...
..
قالت :
ككُلِّ ليلةٍ آتيكَ طَواعِيَّةً
اسعى لمدائنك
لشغاف روحك
انتظرك لتلفني بعباءة نشواك
ومعك انصهر وأذوب..
في عناقٍ ابديٍّ للروح...
فأسلم لك نفسي
لتروي بلهفتك
انوثتي العطشى اليك..
قال :
تأتين وتشعلين فتيل جنوني
تخترقين مدائني ..
تتعالى آهاتكِ في روحي
وأتلحفكِ أُنثى ملائكية
وأصنع منا نشوىً أزلية
تدوم وتدوم الى حيث لا يعلمون
فتتوحد الارواح ..
لتنبلج روح أُنثاكِ في ذكوريتي
ولا زالت الارواح
منصهرة / ذائبة / متوحدة
قالت :
اشعر بروحك تحتضنني ..
بجسدك يلتصق بي
بيدين تتحسسان
جسدي الولِه التوَّاق لك ..
اشعر بهدير قلبك بجوفي..
أستنشق انفاسك المعطرة
بشوقٍ محموم ...
وحنين مستعر..
وأسقط معك
بتلك النشوى اللذيذة
الـ لا ارجو لها انتهاء..
قال :
سأستعمر كل ضفافك
وسأرنو للشبق الحميمي منكِ
وأقبله بولهٍ واشتياق
انفاسك تدثرني وتشعلني
تحييني وترعرعني
ولا زال فيََ الحنين
لنجواكِ ولا ينضب
ولا زالت الارواح
منصهرة / ذائبة / متوحدة
قالت :
أتلذذ بشهدِ شفتيكَ
المستعرةِ انتشاءً
ويدان عابثتان
بشعري سحراً وجمالاً..
وبحبات التوت والكرز ...
وعناقيد العنب في مدائني... .
شيء من الهذيان يتلحفني
فيسلب آهاتي في سرير مترامي
تملؤه الزهور وتحفهُ الشموع
وأسكن ضلوعك بسكون
وأرتعش فقط بين يديك ..
رغبة / ونشوى / ونجوى ..
قال :
ستذوب الشفاه وتنصهر
وسأعانق جيدكِ بنهمٍ وشغف
سأتلذذ بعناقيد عنبك والكرز
وأتيهُ بين حشائشك واهذي
ونفترش ورد الجنائن ...
سريراً يجمعنا ..
يؤجج ولَهَنا ..
ولهناءة تسافرنا لآفاقنا
فأرتعش وترتعشين
انتشاءً / رغبةً / ونجوى
ولا زالت الارواح
منصهرة / ذائبة / متوحدة
قالت :
يعانق أنيني ..
صوت آهاتٍ ساحرةٍ ..
تسلبني بقايا ارادة تسكنني..
وقبلاتٍ مجنونةٍ ..
تؤجج حنيني..
وتلهب اشواقي ..
ولا ارتوي منك أبداً ..
فقط اريد المزيد...
مُحاوِلَةً المقاومة ..
فأجدني منهزماً
أمام رغباتك الجامحة
ورجولتك الطاغية..
فأغرق معك وبك
لـ مدائن الشبق والوله ...
قال :
اعانقُ رذاذَ عطركِ الإغريقي
المنبلج من مساماتك النرجسية
وتتوه شفتاي بها لهيباً مُستعراً
يَهدَأ هنيهةً ..
ويشتعلُ ساعات ..
وارتشف من عسل شهدك
إكسير الحياة
وترمين برأسكِ على صدري
بآهٍ تلو الآه
تدغدغ الـ مسامات ..
من صبري وبصري
ولا زالت الارواح
ذائبة / منصهرة / متوحدة
قالت :
آهٍ يا فاتني ..
لا نريد منها اكتفاء...
لـ تعلو تلك النشوة ..
ونحلق معها
لسماءٍ ثامنةٍ ..
ليس فيها الاّيَ وإلاّكْ...
ونعود مُحَمَلَيْنَ ..
برذاذِ النشوى التي نشتهي
تحفنا طيور الحب والأزاهير..
واؤمن انك فارسي الأول والأخير
وانك نديمي وسيد عشقي
وأمير فتنتي
ووله عالميني والعالمين..
وأوقن انك ..
مليك قلبي
ومالكي بكلّي ومن الخالدين ..
دون العالمين ..
ولأبد الآبدين....
قال :
آهي / إهي
نشواي / سلواي / مُناي
وفقط أنتِ
ولا سواكِ ليلاي ولُبناي
فسيري
دماً في شراييني
نبضاً بأوردتي وأوصالي
وسيري
دموع فرحٍ على خديّْ
ارتوي من زمزميتها دهراً
فـ ورديةِ روحي أنتِ والربيع
فإن مَلَكتِني نفسك
لأبد الآبدين
فما عساي
سوى الإنغراسُ فيكِ توحداً
وأكون لكِ من الطائعين
لبعدِ أن أُبعثَ وتُبعثين
ولا زالت الارواح
وستبقى
منصهرة / ذائبة / متوحدة
.
.
.
احمد حمّاد
فينيق العنقاء