2018-07-10, 03:22 PM
|
|
الافراط في حب الله والانسان والنفس البشرية
" الافراط في حب الله والانسان والنفس البشرية "
.........
الافراط في حبِّ الله
" الافراط في حب الله ، تستحق أن نتأملها كثيراً ، وأن نقف عندها في اليوم الواحد مراتٍ ومرات
ذلك لما تحمله لنا من رحمةٍ وطمأنينة نفسٍ نرتجيها ونبتهل لأجلها الواحد الاحد ، الفرد الصمد
وليس بكثيرٍ على الله سبحانه وتعالى ان نُفرطَ بحبِّهِ ما استطعنا
لأننا على يقينٍ أن هذا الافراط في الحب مرَدَّهُ لنا ولخيرنا سواء في الدنيا او في الحياة الآخرة
وبذلك قد نكون وصلنا الى العيشِ في الدارِ الآخرةِ في جنةٍ عرضها السماوات والارض
وعيشٌ بحياةٍ خالدةٍ رغيدة ، كما وعدنا الحق من عنده ""
........
ما قيل سالفاً جميعنا يعلمه ويعيهِ تماماً ، إنما احببت أن استهل به كلماتي هذه للذكرى
– فذّكر إن نفعت الذكرى – " .
...........
الافراط في حبِّ الانسان او النفس البشرية
هنا تأملت هذه الجملة ، ووقفت عندها كثيراً ، ومن خلال واقعٍ عايشته عند البعض
لفت نظري هذا الحب الجيّاش في نفسِ بعضهم ، وتعالى بقلبهِ الحب لشخصٍ لدرجةِ أنه صارَ لا يرى في الكون
نقاءٌ وصدقٌ ومحبةٌ إلاّ بهذا الشخص .
........
فلستُ أعمم هذا على الجميع ، ولستُ بمخوّلٍ ولا قادرٍ على هذا التعميم
فلكلٍّ منا وجهة نظره ورأيه الذي يراها تتناسب مع طبيعته وتفكيره .
........
الافراط في حبِّ شخصٍ بني آدميٍّ كنحنُ ربما يكون سلاحٌ ذي حديّن
إن اردنا حقاً أن ننصف هذا الافراط في الحب .
.......
فسلاحَهُ الأول :
أن يكون مَن شعر بهذا الافراط من الحب من الطرف الآخر على يقين ومعرفةٍ بصدق هذا الحب
الذي منحهُ اياه بلا مقابل ، وأن يكون قادرٌ على فهمِ هذا الحب الذي منحهُ اياه طرفهُ الآخر
ويستطيع الاحترام وتقدير هذا الطرف إن لم يستطع مجاراة حبه وشغفه ، وهذا برأيي اضعف الايمان
أن يبادله الاحترام ، والاحترام الشديد بأقصى ما يمكنه عن التعبير عن ذلك
مُضافاً اليه الاهتمام المميز لهذا الشخص الذي منحهُ هذا العشق الذي يُشعره بسمو روحه ، وتعالي قدره ومكانته
وأظنه أنه سيكون حقاً مُكتسباً لهذا الشغوف بحبه .
........
اما سلاحَهُ الثاني :
وهو حقاً السلاح المُدمر للقلب والوجدان إن لم يكن هناك فهمٌ لهذا الشغف من الحب
أو حين شعورٍ من ذاك الواهب هذا الكَّمِّ من الحب أن مَن وهبه نفسه وحبه
وحتى كل ما يملك قد اخذه الغرور والتعالي
واتخذ هذا الشغف من الحب نقطةَ ضعفٍ عند طرفهُ الآخر .
........
فله كامل الحق في الغرور والتعالي كما يريد وكما يحب
فقد وجد في نفسه إنساناً مميزاً عن كلِّ مَنْ حوله من الناس
فله حق الغرور ولو قليلاً بهذه الميّزة والتي لولا ذاك الشغوف بحبّه لما كانت ولما ظهرت أو وُجِدَت
إذن فليَّغتَّر كما يشاء على كل العباد
إن كان ذاك يرضي غروره
ويُشعره بالسموّ والتعالي عن من حوله .
.......
لكن لذاك الغرور حدٌّ محدودٌ ، وخطٌ احمرٌ
وهو أن لا تسمح له نفسهُ بذاك الغرور امام مَن صَنَعَ فيه هذا الغرور
فذاك الذي ميّزه واعطاهُ من الحب ما لا يتوقعهُ ابداً في يوم من الايام من أيِّ آخرٍ
سوى هذا العاشق لنفسهِ ولذاته ولكل ما فيه
فليس له الحق هنا بالتعالي امام هذا المُحب
وأن يتوافق مع نفسهِ اولاً ويعطيها نَفَساً عميقاً
ولا يسمح لها بقلةِ الاهتمام والتغاضي عن هذا الطرف الذي جعله فوق كل العالمين
فكما أحبَّهَ يمكن أن يُردَّ هذا الحب الى كُرهٍ مقيت
حين درايةٍ من الطرف الآخر او حين شعورٍ منه
بقلةِ اهتمامه واحترامه له وعدم اكتراثه بماهية حبه وشغفه
مُعلناً عليه الهجر والصدود بلا سبب !!!!
.......
من هنا تسائلت ..
" أيكون حقاً فرط الحب للحبيب معضلةٌ ، ونتائجها وخيمةٌ على قلب هذا المحب ؟؟ "
..........
" أبعدَ كلِّ هذا الحبِّ والعطاء ، اهكذا حقاً يكون الجزاء ؟؟!! "
......
حالةٌ عايشتها حقاً وعن كثب ، وكم احزنني ذلك
وضاقت النفس من ذلك المشهد حين استكان ذلك العاشق بزاويتهِ امامي
يُتمتم بينه وبينه كلماتٍ حقاً لم افهمها .
.......
أفحقيقةٌ هي أن لا نُغدِق بعطاءِ حبنا لحبيبب ؟؟؟ .......
ثرثرات من واقع
دمتم وسلمتم
محبتي
سبق لها النشر
|
|
|
|