من وهلةِ البدايةِ والشّهدُ يَقْطُرْ
مجيءٌ عاشقة لبيبة تُصِرُّ على بلوغِ الهدف
قوية بذاتها بشوقها بعصاها الـ تُبدِّد البُعد
ترفض الفقد و إن لاح بمقلة وتد البقاء وتتعلق برمشه
تخاف السقوط .. ومتضلّعة الظلِّ لا تسقط
بعدها تبدأ تفاصيل دقيقة رائعة لحكاية الشوق و تعب اللحاق
هذه العاشقة متسلحة بفصاحة متناهية الجمال
كلماتها تخلِق أفاقاً للخيال السابح في جمال المفردات و الجُمل
ضجيج من المشاعر بين الأمل المشتعل و الألم و المخاوف
و ذاك الحبيب الملائكي الـ مازال بعيداً كالفلك الدريَ صفةً و مسافةً ايضاً
وهذا من جميل الوصف و دُررِ الحرف
أتى بمعيّة إقتباسات بلاغية رائقة جداً كـ :
مَطلَعَ الصبر- تورمت يدُ القصيدة - القِ بقميصِك -
عيناك قد ابيضت لحنًا سخيًا - أهزّ نخلَ وجهك ليسَّاقط مناجاةً وَمصلَّى لِمتعبٍ
وجهِي المبتلُ بك ... الخ
تنويه مهم : الإقتباسات البلاغية أعلاه اوردتها كضوء لجمالية الوصف فقط
والا فالنصّ متكامل ولا يصِحُّ إقتباسه إلّا كاملاً ))-
والجملة التي خُتِمَ بها النصّ :
حررت فِي الزّمن المُدْمَى
ضحيّة إنتظارٍ على يدِ ابنتها العاقة
الحقيقة اني فهمت أو "خُيّلَ لي" أني فهمت
لكني اقول : المعنى في بطن الشاعر
وعلى كل حال فالخاتمة قوية لأبعد حدّ و اراها تتويجا يستحقه النصً
وكانت في النهاية كما البداية تقْطر شهدا
و أخيرا أقول :
منذ وقت طويل لم أقرأ نصّاً فصيحا كهذا في المنتديات
و زميلتنا العزيزة عناقيد عشق تملك موهبة الفصاحة بلا شك
وتجيد الكتابة بإمتياز وهي صاحبة حسّ مرهف وعاطفة جياشة
وبالتأكيد انها تهتم بكل التفاصيل و تعتني بتموضع الكلمات والجمل في سياق منساب بعيدا عن اي إضطراب
هذا مع قدرتها على الوصف الخلّاب و محافظتها على رتم النثر و خلق جرس للسرد
أديبة تملك كل الأدوات
و يمكنها ان تكتب رواية .. فهي مؤهلة أكثر ممن يكتبون الروايات هذه الأيام
ولم أجد في النص هِنَةٌ إلا كلمتين فقط و متأكد أنّ القاريء سيفهمها بمعناها الصحيح
منها كلمة ربّما كأنت غلطة مطبعية