مقبرة آب.

-



أصابع آب تُشير بحزنها إليّ.
لتعلقني على حبل الفقد مفجوعًا.مجددًا.
سبع سنينًا صفعتني. يمينًا و شمالا.
و لم أجد مفرًا من جحيم العيش إلا ذكرى النعيم.
فلا انتظاري للضُحى و لا تأملي للندى.
تعيدان من بنار الحسرة اكتوى.

آسف.
تبدو متأخرة. تستطيع وضعها برف الاعتذارات السابقة.
التي جائت. و -آسف-. متأخرة. دون قراءة منك. أو رجوع.
يُعذبني هذا البُعد. يعذبني أكثر لسان مراهق.
صرخ في وجه أبيه مرة. خاصمه. لانه الاخير رفض ولوجه في الظلام.
غاب أبوه. عاريًا من سماع اعتذار أو اعطاء ابتسامة الغفران.
ليته يعلم يا أبي.
أن الظلام: احرقه.
خرم جسده.
غيَب عقله.
و سرق صوته.
الصوت نفسه الذي تطاول فيه على عيون والده.

أبي.
كُل شيء تكالب عليّ.
لم تعد حياتي عادية. بعدك.
فيلمًا سينمائي أو عاصفة من جنون ضربتنا.
قشعت منزلنا. اخذتنا في دوامة.
و بلعت طفلًا ورث اسمك.
لتصب على الإبن المفجوع. أخًا مقهور.
لا بأس يا أبي.
لقائنا قريب.
فآب أكبر مقبرة عرفتها. ذي أيامًا مكفنة.
بالموت. الضعف. الخيانة. الغدر.
و أقساها: رحيلك.
الذي لم اعيه. إلا بعد تفتيشي عنك. لتوقيع ولي الأمر.
كُنت أتسائل. في جنازتك. لما يقولون عنك المرحوم.
لم يترحمون عليك. أنزع عيني و اتركها على الباب. لعلك تأتي.
و تغفر طيشي و عقوقي.
فلا يزورني إلا ريح الشيطان ليُحمر العين حزنًا و غضبا.

يا يد الامان التي بُترب.
واشقائي على شهرًا رجيم. التهمك بصمتًا.
و يأتي الأن. بعد سبع سنين. مختالًا. ليعانق بموته. ذاتي.

كُتب في 1 آب 2018.
هذا الحُزن توسد فقط في حضن التباريح.

معتز ,عزف منفرد ,احمد حماد ,سُقيا معجبون بهذا