سعادة العطاء...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



من أسباب
السعادة العطاء

أن تعطى دون أن تنتظر الأخذ

أن تهب دون توقع مردود لما منحت
وهنا تكمن السعادة
أن تكون في موقف
المانح السخي بلا حدود
والراضي بالموجود....
العطاء حين تزرع شجرة ولاتنتظر ثمرة
أن تضئ كالنجمة في الظلمة
دون أن تختار من
تمنحه ضوءها
العطاء حين تعفو عند الإساءة
وأن تمنح الأمل لمن فقده
ولو بمجرد ابتسامة
ان تتفتح كالزهرة واهبة الفضاء العطر
أن تكون غيمة مزن لاتنتقي ارضها
العطاء أن تصير
نهراً يروي أينما يسري
أن تبزغ فجراً يفتق الظلام
ويشيع الضياء على كل الأنام
❥ ❥ ❥
ومن صور العطاء استرجعت ذاكرتي
هذه الحكاية التي قرأتها يوماً
وأحب ألمشاركة بها معكن :
في أحد الأيام كان الأب مالك
الحقول الجميلة الممتدة
يتمشى مع ابنه فيها ويتحادثان ،
واثناء سيرهما وجدا. حذاء يعود لأحد العمال ،
التفت الابن إلى والده وقال :
هيا بنا نمازح هذا العامل بأن نقوم بتخبئة حذاءه
،وننزوي خلف الشجر
وعندما يأتي ليلبسه فلا يجده سيبحث هنا وهناك
وسنرى دهشته وحيرته.
فأجابه الأب :
يا بُني يجب أن لا نسلي أنفسنا على
حساب الفقير ،
ولكن بما أنك أنت غني والرجل محتاج
فما رأيك أن تجلب لنفسك
مزيداً من السعادة وتسعد الفقير في الوقت ذاته

بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذاءه ؟
ونختبئ نحن ونشاهد مدى تأثير ذلك عليه ؟
أعجب ولده بالاقتراح، وفعل ماأشار به والده ،
واختبآ خلف الشجيرات ليريا ردة فعل ذلك
العامل الفقير

وبعد دقائق جاء رجل رث الثياب ليأخذ حذاءه بعد أن أنهى عمل يومه.
فوجئ بالنقود داخل فردتي حذاءه
نظر ملياً إليها ملياً وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم.
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحدا ،
فوضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه
ونظر الى السماء باكيا

ثم تهدج صوته وهو يقول :
أشكرك يارب ، علمت أن زوجتي مريضة
وأولادي جياع لا يجدون الخبز
،
وأنت علام الغيوب
و أنقذتني وأولادي من الهلاك ..
فلك الحمد والشكر ياإلهي !

وظل يبكي طويلاً ولسانه يلهج بالشكر لله تعالى
تأثر الابن كثيرا وامتلأت
عيناه بدمع التأثر

عندها خاطبه والده قائلا:
ألست الآن أكثر سعادة في عطائك
من شعورك بالمرح لو فعلت مافكرت به أولا ؟
أجاب : أجل ياوالدي لقد شعرت الآن بأن
أعظم المتع هي متعة العطاء

الحمد لله أن قدرني على ان اجلب السعادة إلى قلب هذا الرجل !

❥ ❥ ❥

حقاً العطاء متعة
والعطاء يجلب السعادة
للمانح والمتلقي

ولذا على كل منا أن يعطي دون انتظار مقابل
وإذا ماكنا كذلك سنصبح جميعاً
واهبين آخذين
وبذلك يكتمل
معنى العطاء .

مما قرأت اللحظة.:5q4mnmxzuyvt: