استيقظت من نومي ،، عيناي بطيئتان جدا ،، دقات قلبي تتباطئ شيئا فشيئا ،، ضجيج كبير يتخلل طبلتا أذناي بعنف ،، أشعة الضوء من هذه النافذة يتصادم بعيناي الضيقتين ،، الكثير من التعب و الهون ،، و لا عقل لي يا ناس !
لمحت أمي ورائي ،، لم أستطع استوعاب المشهد بما يكفي ،، حقا كنت ضائعا بدون وعي ! كالمجنون تماما ،،
حينما جربت تحريك أطرافي وجدت نفسي مكبد بأغلال لن تستطيع الهروب منها ! أبدا ! لم ينجو منها ولا شخص ! بل ولا انسان ! ..
هناك انغلقت عيناي و ازدردت ريقي بصعوبة و بدأت تتباطئ أنفاسي ،، إصفر وجهي و توقفت كل خلايا جسمي عن النشاط و كأنها فترة استراحة ! لكنها استراحة أبدية ! ..
و بعد دقائق ! اكتشفت أن من كان ورائي كان ملك الموت ! أو شيئا من هذا القبيل ،، كان يهز جسدي بطوله لأستيقظ ،، كان يهزني بعنف و هو يردد كلمات سبق لي و أن سمعتها ! أو ربما كانت كلمات دينية توحي لك أنها موجهة خصيصا لي ! لم يكن صوتا كصوت البشر ،، إن هذا الصوت كان سريع جدا !
في كتابي الأول قلت :" من سن العزل و الولوج إلى الدنيا "
إن تلك الفترة كانت حقيقة فترة العزل ! فلسان قلبي توقف عن نطق الشهادة التي تذكرتها حينها و أردت البحث عن ذريعة لنفسي الخطائة ! ،، لكن عبثا كنت أحاول نطق شيء ! .. لم يستطع لساني و لا قلبي قول شيء ! يا إلهي ..
حينها كنت أقول داخلي كلمات دينية .. كلمات لن تكون لي حسنة في تلك المحنة تشفع لخاتمتي الشنيعة ! " قل هو الله أحد - طلع البدر علينا - مسجد - "
كانت كلمات من هذا النوع لم أتذكر منها الكثير ،، حينها فقط استسلمت للمسمى ،، للمدعو ،، للملقب " #الموت "
لأعظم ألم في الدنيا !
أغمضت عيناي و كأنني سأكون متيقنا أن ما عشته يكفي بأن يشفع لي أمام إلهي ! و الله كنت مظلوم جدا !
هي دقائق حتى توقفت أمي عن الصلاة ! عدت إلى وعيي و تحركت أنامل قدمي أولا !! وهاهي يداي ترتخيان و تتحركان وفق مايمليه لها عقلي ! نثرت سحابة نفس عميقة و حملت بكل جسدي للجهة الأخرى ،، و أكملت النوم فأنا قبل ساعتين كنت في المشفى أحقن بسائل شفاف يؤلم أكثر ما يهدن ! إنه ألم بطني ! ..
و أغمضت عيناي بطمأنينة !
يا صديقي ! بقدر قوتنا ؛ نحن ضعفاء جدا ! لن نكون بكامل قوانا يوما ما ،، سنكون أضعف مما تتصورون !
اللهم اهدنا يا رب ..
عضويتي 
العرض الشجري