2018-08-09, 12:27 AM
|
|
الضياع
الضياع
كانت يافعة العود ، جميلة المحيا ، تلاحقها النظرات في الذهاب والاياب .
وكان جمالها الأخاذ حديث كل من يعرفها، نهال فتاة عشرينية في مقتبل العمر .
غرتها الابتسامات والكلام المعسول ، وصدقت ان طابور المعجبين كلهم أزواج حلال يتمنون رضاها
وَمِمَّا زاد الطين بلة غرورها الذي أصبح يتطاول على الجميع ويطمح للغنى والسيارات
وصدقت ما قيل لها بأن مكانها مع الأكابر .ولَم يعد يرضي غرورها شبان الحي او الثانوية .
وهكذا سرقتها الاضواء وتعرفت على مستويات أعلى ظنت للوهلة الاولى
انها وجدت ضالتها المنشودة فيهم .وذابت في أضواء حياتها الجديدة يتلقفها سماسرة لحوم البشر
وبين وعود كاذبة وأحلام لن تتحقق سرقتها المتعة الكاذبة والشهرة الأفاقة
التقت به كان من ذوي النفوذ حقق لها ما تمنت أغواها بقصر السندريلا ومجوهرات شوبارو (Chopard)
وأغلى وأفضل العطور النسوية ( Weekend for Women bu burberry)
وألفت الحياة البورجوازية ولإدمانها لم تعد تطلب الزواج خوفا من انهيار ما بنته وما تعيشه .
وجدت نفسها ذات يوم بلا هوية... بلاعنوان . ضاع العمر وضاع الشباب وضاعت كل الامنيات ..
الضياع الذي عرفته نهال كان اختيارا قاسيا ....
اعياها البحث لتجد نفسها التي لم تعد تذكر منها الا البداية المرة
والمضغة السائغة ، التي ألقوها لسباع البشر لتنهشها .
فما بين سن الانوثة وجمالها ، وسن اليأس ورذالته...وبين سن وسن كمنت الحكاية المرة .
كانت عقارب الساعة تخطوا بطيئة لتذكرها بكل ما مر بها
واستعصى ذوبان تلك اللحظات البائسة ....
فالماضي الذي كانت دائما تتمنى ان تهرب منه وتنسى كل تفاصيله وقف لها بالمرصاد
وابى الا ان تعاد القصة من جديد.... وكما يقولون : في بلادنا الفقير لا يستطيع الحب
لأن الاغنياء اشتروا القلوب وبعثروا محتوياتها ....
لكل الرجال الذين يتفاخرون برجولتهم....
اصمتوا ولا تتكلموا عن الرجولة يا فاقديها فأنتم لا زلتم
تحبون في وحل المهانة تحت أمطار الرجال ....
فعما قريب لن تجدوها (الرجولة )وسيرد لكم الصاع صاعين ....
إما في ابنتك ..... او اختك .....او زوجتك
حليمة نورالدهيري
|
=== هذه الرسالة تلقائية ===
هذا هو أول موضوع لي في المنتدى . سوف تجد موضوع الترحيب الخاص بي [POST=""]هنا[/POST]. الرجاء المشاركة في موضوع الترحيب الخاص بي
|