2018-08-09, 02:41 AM
|
|
أسبيلٌ للعبور !؟
.
.
مِن قُبالَةِ البَحر ِ
تَسَللتْ من غرفتها
تسرقُ لحظاتٍ
مِن شاطئٍ مَهْجُور ٍ
مُكفهرُ العتمةِ
ما به من نورٍ
غير بصيص ضَوْءْ
.
.
هَرعتْ إِليه
تودُّ احتضانه
كأَنها وجدت ضالتها الـ تَرتجي !!
تقدمَتْ
نحوَ الأمواجِ المتراطمةِ
بِخُطَىً مُتباطِئة
كأن بها خوفٌ
أَو شئٌ من ارتعاشٍ
من غيبٍ قَادِمٍ
وَقَفَتْ
اشعَلَتْ سيجارتها
متدثرةٌ مِعطفِها
وَدُخانٌ من سيجارتها
تنفثُ معهُ انفاسِها
.
.
سُكُونٌ رَهيبٌ
مُخيِّمٌ على المكانِ
لا تسمعُ غيرَ
تعالي دقاتِ قلبها
وانفاسها المتصاعدَةُ
وهديرُ الأَمواجِ
راغبةٌ في البكاءِ
حَدَّ العوِيل حيناً
وحَدَّ الجنونِ حينا !!
وبضحكةٍ هستيريةٍ مُدويةٍ
هزَّتْ اركانَ المكانِ
ليصبح صاخباً
حَدَّ هذيان الفتون
.
.
مُغمِضَةٌ عيناها
وجمرُ سيجارتها يتوهَّجُ أَكثر
كلما شدَّتْ عليها بشفتيها
وتعانقُ بجنونٍ مسعورٍ
نفثاتُ انفاسها
والمَوج ما زالَ
مُتراطِمٌ عاليٌّ حيناً
وحيناً ينخفضُ ويهدأ
كراقدٍ وَهين
.
.
نَفَثَتْ ..
بعضاً من انفاسِ دُخانها
لتعانقُ الأمواج وتَركبَها
وأَودَعتها موجَةٌ ..
وأَوصتْها قَائِلَةً ::
(( اذهبي وغوصي
في هذا البحرِ العالِيَ المَوج
فلعلَّي هناكَ أكون
وتجديني حوريةً أَو قاربَ نجاة
يُعيدكِ إلي ومِنْ جديدٍ تُحْيِينَي ..!! ))
.
.
نَظَرْتْ بعُمقٍ للموجِ
وَنَفثَتْ مرَّةً أُخرى
تطايرَ الدُّخانَ
الممْزوج بروحِ أنفاسها
لَسَعَتها نَارُ سيجارتها
فَتَحْتْ عَيناها
وَجدتها انتهتْ
رمتها أرضاً
داسَتْ عليها
واستدارَتْ عائدة
لغرفتها الزَّمهريريَّة
توّدُّ العُبُور
فقط لذاتها
الـ فقدتها من سنين !!
أيا ذيَّاكَ الوهين
أَستعبرْ !!؟
.
..
|
|
سابقة النشر
فينيق العنقاء
|
|
|