أحوال الشكوى إلى المخلوق وحكم مقولة الشكوى لغير الله مذلة - منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد
"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" مرحــبا بكم مليون


العودة   منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد > المتـتــدى الدينــي "القول الصالح (تعاليم إسلامية)" > الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية

الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية على حب الله نلتقي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2018-09-03, 02:31 PM
العيون السود غير متواجد حالياً
SMS ~
قبلت أنسام عينيك بلهفة وجنون

ليتني أقضي في محياك

ساعة أداوي فيها بعض الشجون
اوسمتي
جدارة الاكاديمية ادارية باسقة تاج الأكاديمية نجمة تباريح 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 76
 تاريخ التسجيل : 2018-07-02
 فترة الأقامة : 2327 يوم
 أخر زيارة : 2024-10-17 (07:48 PM)
 المشاركات : 17,881 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : العيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond reputeالعيون السود has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,161
تم شكره 1,444 مرة في 963 مشاركة

اوسمتي

افتراضي أحوال الشكوى إلى المخلوق وحكم مقولة الشكوى لغير الله مذلة









أحوال الشكوى إلى المخلوق
وحكم مقولة الشكوى لغير الله مذلة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل أن الشكوى إلى المخلوق تنافي كمال الصبر؛
لأن فيها رجاء للمخلوق، وقد يكون فيها شيء من التسخط من قدر الله، فالمشروع للعبد أن يجعل شكواه إلى الله وحده،

قال ابن تيمية:

والصبر الجميل صبر بلا شكوى قال يعقوب عليه الصلاة والسلام إنما أشكو بثي وحزني الى الله مع قوله فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، فالشكوى الى الله لا تنافي الصبر الجميل،

ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي الله إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر إنما أشكو بثي وحزني الى الله ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف، بخلاف الشكوى إلى المخلوق، قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووسا كره أنين المريض وقال إنه شكوى، فما أن حتى مات، وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب، وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله. اهـ من مجموع الفتاوى .

لكن ليست كل شكوى إلى المخلوق محرمة، بل إن كانت لغرض صحيح كالاستعانة به على زوال الضرر، فلا بأس بها، وأما الشكوى دون حاجة فهي مكروهة، وقد تصل إلى التحريم إن اقترن بها تسخط من قدر الله، قال ابن تيمية: والصبر أن يصبر عن شكوى ما به إلى غير الله فإن هذا هو الصبر الجميل، وأما الكتمان فيراد به شيئان: أحدهما: أن يكتم بثه وألمه ولا يشكو إلى غير الله فمتى شكا إلى غير الله نقص صبره، وهذا أعلى الكتمانين؛ لكن هذا لا يصبر عليه كل أحد، بل كثير من الناس يشكو ما به، وهذا على وجهين: فإن شكا ذلك إلى طبيب يعرف طب النفوس ليعالج نفسه بعلاج الإيمان فهو بمنزلة المستفتي وهذا حسن، وإن شكا إلى من يعينه على المحرم فهذا حرام، وإن شكا إلى غيره لما في الشكوى من الراحة كما أن المصاب يشتكي مصيبته إلى الناس من غير أن يقصد تعلم ما ينفعه ولا الاستعانة على معصية فهذا ينقص صبره، لكن لا يأثم مطلقا إلا إذا اقترن به ما يحرم كالمصاب الذي يتسخط. اهـ. من مجموع الفتاوى .

وقال ابن القيم:
لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها، كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة، فمنه الشكوى إلى المخلوق فإذا شكى العبد ربه الى مخلوق مثله فقد شكى من يرحمه إلى من لا يرحمه، ولا تضاده الشكوى إلى الله كما تقدم في شكاية يعقوب إلى الله مع قوله فصبر جميل، وأما إخبار المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرره لم يقدح ذلك في الصبر كإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه، وقد كان النبي إذا دخل على المريض يسأله عن حاله، ويقول كيف تجدك؟ وهذا استخبار منه واستعلام بحاله،

وأما الأنين فهل يقدح في الصبر فيه روايتان عن الامام أحمد، والتحقيق أن الأنين على قسمين أنين شكوى فيكره، وأنين استراحة وتفريج فلا يكره، وقد روى في أثر: أن المريض إذا بدأ بحمد الله ثم أخبر بحاله لم يكن شكوى، وقال شقيق البلخي: من شكى من مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه حلاوة لطاعة الله أبدا. اهـ. من عدة الصابرين باختصار .

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: قال الشيخ مجد الدين في شرح الهداية ولا بأس أن يخبر بما يجده من ألم ووجع لغرض صحيح، لا لقصد الشكوى، واحتج أحمد بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعائشة لما قالت: «وارأساه. قال: بل أنا وارأساه» واحتج ابن المبارك بقول ابن مسعود للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» متفق عليه وقال ابن عقيل في الفنون قوله تعالى: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} [الكهف: 62] يدل على جواز الاستراحة إلى نوع من الشكوى عند إمساس البلوى ونظيره {يا أسفى على يوسف} [يوسف: 84] {مسني الضر} [الأنبياء: 83] «ما زالت أكلة خيبر تعاودني» انتهى كلام ابن عقيل. وقال رجل للإمام أحمد: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: بخير في عافية، فقال: حممت البارحة قال إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك لا تخرجني إلى ما أكره، قال ابن الجوزي: إذا كانت المصيبة مما يمكن كتمانها فكتمانها من أعمال الله الخفية، وقال ابن الجوزي في موضع آخر: شكوى المريض مخرجة من التوكل، وقد كانوا يكرهون أنين المريض لأنه يترجم عن الشكوى، وذكر هذا النص عن أحمد وقال: فأما وصف المريض للطبيب ما يجده، فإنه لا يضره. انتهى كلامه. وقال عبد الله إن أخت بشر بن الحارث قلت للإمام أحمد: يا أبا عبد الله أنين المريض شكوى قال: أرجو أنه لا يكون شكوى ولكنه اشتكى إلى الله، وذكر غير واحد في كراهة الأنين في المرض روايتين، ورويت الكراهة عن طاوس .اهـ.

وأما مقولة (الشكوى لغير الله مذلة)
فهي صحيحة إذا كانت الشكوى من النوع المكروه أو المحرم، قال الغزالي: فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء وأفضى به الضعف إلى الشكوى أن تكون شكواه إلى الله تعالى فهو المبتلي والقادر على إزالة البلاء وذل العبد لمولاه عز والشكوى إلى غيره ذل وإظهار الذل للعبد مع كونه عبدا مثله ذل قبيح. اهـ. من الإحياء .

وقال ابن الجوزي:
وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ الشَّكْوَى إِلَى الْخَلْقِ، وَالشَّكْوَى وَإِنْ كَانَ فِيهَا رَاحَةٌ إِلا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ وَذُلٍّ وَالصَّبْرُ عَنْهَا دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةٍ وَعِزٍّ. اهـ. من الثبات عند الممات .
والله أعلم.
[/center]






 توقيع : العيون السود

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل احمد حماد يوم 2018-09-03 في 03:03 PM.
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ العيون السود على المشاركة المفيدة:
 (2018-09-03),  (2018-09-04)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 7
, , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009