مرحــبا بكم مليون |
الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية على حب الله نلتقي |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
من هو الذبيح اسحاق ام اسماعيل
رأى ابراهيم انه يذبح ابنه ورؤيا الانبياء حق قال تعالى (( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } فأراد ان يذبح ابنه في القصه الشهيرة حين فداه الله بكبشٍ عظيم ويبقى السؤال هنا من الذبيح هل اسحاق كما ورد في التوراة ام انه اسماعيل وحينها نقول ان اسحاق قد حرف في التوراة ؟؟ مما ادهشني ان عامة الناس تجزم انه اسماعيل عدا العلماء لم اجد منهم من يجزم اجزاما تام لقوة القولين أختار ابن جرير الطبري – شيخ المفسرين – أنه إسحاق وهو المروي الثابت عن عبدالله بن مسعود والرواية الصحيحة عن عبدالله بن عباس وهو قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – وعن جملة من الصحابة وعن أكثر من عشرة من سادة التابعين على أن الذبيح هو إسحاق . وذهب بعض العلماء ( الرواية الثانية ) عن ابن عباس والإمام أحمد وبعض العلماء على أن الذبيح هو إسماعيل، وكلً منهم له أدلة. وقال الزجاج ( وهو القول الثالث ): الله أعلم أيهما هو الذبيح لكثرة الاختلاف في المسألة. وانا هنا اتحدث باختصار المختصر عن اقوالهم وعلى لسان شيخنا الفاضل الشيخ المغامسي حين فصل في هذا الامر قد يقول قائل النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول [ أنا أبن الذبيحين ] هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال عنه الذهبي أنه سنده واهن جدا فلا يقبل في مسألة كهذه. أما أقوال العلماء: لماذا قالوا إسحاق ؟ ولماذا قالوا إسماعيل ؟ فأنا أحاول إجمالها حتى تتبين . الله ذكر أن قوم إبراهيم لما أرادوا أن يحرقوه ثم قال الله عنه في الصافات { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } ثم دعا ربه{ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }قال الله { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ }بلغ معه ، من الذي بلغ ؟ الغلام الذي بشر به عند خروجه من أرض العراق دعا ربه أن يهبه من الصالحين وأن الله بشره هو نفسه الذي قال الله عنه{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } الذين قالوا انه إسحاق قالوا ليس في القرآن دليل واحد على أن الله بشر إبراهيم بإسماعيل، المبشر في القرآن هو من ؟ إسحاق {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً }فكل القرآن يدل على أن الذي بشر به بشارة هو إسحاق والقرآن يدل ، قالوا أن الذبيح هو من ؟ هو المبشر به لأن الله قال { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ }بلغ هذه فاعلها ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبشر به على الغلام. هذا الذي دفع العلماء للقول أنه هو إسحاق ثم قالوا من أدلتهم قالوا : إن الله يقول { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } أي أنه عايش في كنف أبيه وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه ، كان مع أمه في مكة إنما ولد سارة هو الذي كان مع أبوه يغدو ويروح ، أما إسماعيل كان لوحده مع أمه ، وإبراهيم جاء مكة ثلاث مرات ، مرتان لم يجد إسماعيل والمرة الثالثة وجدهُ . في المرتان كان يقول: غير عتبة الباب ثبت عتبة الباب والمرة الثالثة وجدهُ. هذه حجج من قال إنه إسحاق. الذين قالوا إنه إسماعيل : من أكثر من أنتصر لهذا الرأي( العلامة الشنقيطي – رحمه الله تعالى- صاحب أضواء البيان ) قال : أنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق وأن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل وأحتج بئيتين . الآية الأولى : أنه قال أن الله قال في الصافات { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ }وذكر الذبح كله ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ(109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِين (112)}يقول الشنقيطي – رحمه الله – إن قواعد القرآن تقتضي أن لا يمكن أن يعيد الله البشارة مرة ثانية ، فالمبشر به بالأول غير المبشر به بالثاني لأن الله قال{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }ولم يسمي ثم قال بعد الحدث { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً }قال : لا يمكن أن يكون إعادة للقضية فجعل الواو ( واو عطف ) ، والعطف يقتضي المغايرة ، طبعاً يجاب عنه بأنه لا يلزم أن تكون الواو ( واو عطف ) ممكن أن تكون واو إستئناف فتكون الآية نزلت منفكة عن الأولى. وقال – رحمه الله تعالى – والدليل الثاني: أن الذبيح هو إسماعيل أن الله قال { فَبَشَّرْنَاهَا }يخاطب سارة {بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) }أين وجه الدلالة ؟ قالوا وجه الدلالة – هذا قول الشنقيطي وقاله قبله أقوام – قال : أن الله لا يعقل أن يبتلي إبراهيم بذبح إسحاق وهو من أخبره إن ذرية إسحاق يكون يعقوب فما فيه معنى للابتلاء لأن إبراهيم قبل أن يذبح سيعرف انه لن يموت لأن الله قال]{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) }فلن يأتي يعقوب حتى يكون إسحاق حيّ ، فكيف يموت ولم يأتي يعقوب ؟ إذاً هذا ليس إبتلاء . إذاً ليس المقصود إسحاق ولكنه إسماعيل ، كيف يجاب عن هذا ؟ نحوياً يستقيم المعنى . العرب إذا عطفت تكرر حرف الجر تقول مثلاً : مررت بصالح ثم مررت بعده بخالد هذا لا يستقيم ، لا بد أن تقول إذا أردت العطف تقول : مررت بصالح ثم مررت من بعده بخالد ، إذا قلت الباء أعدت الخافض السبب في الخفض هذا يستقيم لغةً . الله هنا قال{ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ }دلت على أن الآية منفكة بمعنى أن البشارة فقط بإسحاق أما{ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71 )} هذه غير داخلة في البشارة ، لأنني قلت أن العرب إذا أردت أن تعطف بخافض تكرر الخافض فإذا لم تكرر الخافض دل على أن الواو ليست عطفاً إنما هي واو إستئناف كلام جديد . طبعاً قد يأتي قائل يقول هذا لا يلزم عنه القاعدة ويخرمها، هذا الذي جعل الإنسان يتردد في أيهما الذبيحين . لكن المعلوم أنه لا يتعلق بمعرفة أيهما الذبيحين عمل في حياتك اليومية لكن الذي أردته عمداً من إيثار القضية أن تعرف أولاً أن في المسألة خلاف، وأن كثيرين من العلماء قالوا بأنه إسحاق وكثيرين آخرين قالوا بأنه إسماعيل. لكن المهم جداً أن تعرف أن لكل قوماً دليلاً وأن أشهر من قال من المفسرين أنه إسحاق ( ابن جرير أمام المفسرين ) وأن من أشهر من قال من المفسرين أنه إسماعيل ( الحافظ ابن كثير والعلامة الشنقيطي ) رحمهم الله ورحم الله جميع علماء المسلمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 5 | |
, , , , |
|
|