غض الطرف عن الهفوات والأخطاء - منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد
"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" مرحــبا بكم مليون



الأُسـرة والمجتمــع والحيـــاة اضاءات على كل ما يتعلق بشؤون الأسرة والطفل والحياة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2018-09-10, 08:45 PM
سحرالشرق غير متواجد حالياً
Lebanon     Female
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 91
 تاريخ التسجيل : 2018-07-09
 فترة الأقامة : 2323 يوم
 أخر زيارة : 2018-11-07 (11:03 PM)
 المشاركات : 6,207 [ + ]
 التقييم : 1248798807
 معدل التقييم : سحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond reputeسحرالشرق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 197
تم شكره 784 مرة في 490 مشاركة

اوسمتي

افتراضي غض الطرف عن الهفوات والأخطاء



بسم الله الرحمن الرحيم
غض الطرف عن الهفوات والأخطاء من أعظم الحقوق المشتركة بين الزوجين، فالحياة الأسرية لا يتم سعادتها واكتمالها إلا بهذا الخلق الكريم وهذا الحق الجليل، فأي مجموعة صغرت أم كبرت تتباين طباع أفرادها بين السهل والحزن، وعالي الهمة النشيط وضعيف الهمة الكسول، وحاد الذكاء وقليل الفهم .. كما ورد في الحديث الشريف ( إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن، والخبيث والطيب وبين ذلك ) (1) فإن لم يكن الرفق والتسامح السمة الغالبة على الفرد سرعان ما نفرت منه الخلق، واستحالت معه العشرة التي لابد له منها، وفقد المعين والمشير والرفيق في أشد الأوقات احتياجا لهم، فيتنغص حاله، ويتكدر عيشه، ويسلب التوفيق في أمره، وصدق –صلى الله عليه وسلم-: ( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ) (2) ( من يحرم الرفق يحرم الخير كله ) (3) فعلى كلا من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه، فلكل جواد كبوة، ولكل امرئ هفوة، ولكل إنسان زلة، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر.
إن أحدنا لتمر عليه فترات لا يرضى فيها عن نفسه، فهو لا يرضى لها الضعف في مجال القوة، أو الغضب في مقام الحلم، أو السكوت في معرض بيان الحق .. ولكنه يتحمل نفسه، ويتعلل بما يستحضره من المعاذير، فليكن هذا هو الشأن بين الزوجين .. يلتمس كلاهما لقرينه المعاذير، فإن المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب الزلات، وحين تحسن النوايا وتتوارد القلوب ويكون التعقل هو مدار المعيشة يتوفر هذا الجانب الكريم في حياة الأسرة.
وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلا بحدة فعليه أن يكظم غيظه، ولا يرد على الانفعال بانفعال مثله، وهذه النصيحة تخص الزوجة أكثر من الزوج، رعاية لحقه، وما أجمل قول أبي الدرداء –رضي الله عنه- لزوجته: "إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".
وعن محمد بن عيسى قال: أراد شعيب بن حرب أن يتزوج امرأة فقال لها: إني سيء الخلق، فقالت أسوأ منك خلقا من أحوجك أن تكون سيء الخلق، فقال: إذا أنت امرأتي. (4)
وتزوج الإمام أحمد رحمة الله عليه عباسة بنت الفضل أم ولده صالح، وكان الإمام يثني عليها، ويقول في حقها: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة" (5)
وإذا كان ارتباط «اللين والرفق» بالسعادة الزوجية من أوكد الأمور، فارتباطهما بالتقوى والإيمان يزيدهما محبة وإجلالا في قلب المسلم إذ بهما يكون صلاح دنياه وآخرته، فقال –صلى الله عليه وسلم-: ( من كان سهلا هينا لينا حرمه الله على النار ) (6) ( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ على كل هين لين قريب سهل ) (7)
قال الماوردي : "بين بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة، لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت ملقاً، وإن عدل بها عن مواضعها صارت نفاقاً، والملق ذل والنفاق لؤم". (8)
وقال –صلى الله عليه وسلم-: ( المؤمنون هينون لينون، كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ ) (9) والمراد بالهين: سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه، أما في أمر دينه فكما قال عمر –رضي الله عنه-: "فصرت في الدين أصلب من الحجر". وقال بعض السلف: "الجبل يمكن أن ينحت منه، ولا ينحت من دين المؤمن شيء". واللين لين الجانب وسهولة الانقياد إلى الخير والمسامحة في المعاملة.
( كالجمل الأَنِف ) من أنف البعير إذا اشتكى أنفه من البرة، فإن قلت: من أمثالهم: "لا تكن رطباً فتعصر، ولا يابساً فتكسر"، ولهذا قال لقمان لابنه: "يا بني لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ"، ففيه نهي عن اللين. فما وجه كونه مدح؟ قلت: لا شبهة في أن خير الأمور أوساطها، وقد أطبق العقل والنقل على أن طرفي الإفراط والتفريط في الأفعال والأحوال والأقوال مذموم، إنما الممدوح ما في الطبيعة من حالة جبلية مقابلة لغلظ القلب وقساوته، وإنما يعبر عنها باللين تسمية لها باسم أثرها وذلك سائغ
( إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ ) فإن البعير إذا كان أنفاً للوجع الذي به، ذلول منقاد إلى طريق سلك به فيه أطاع، والمراد أن المؤمن سهل يقضي حوائج الناس ويخدمهم وشديد الانقياد للشارع في أوامره ونواهيه (10)
وقال –صلى الله عليه وسلم-:
( إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف) (11) ( عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ) (12) ( ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ) (13) ( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق ) (14) ( إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ) (15) أي وذلك بأن يرفق بعضهم ببعض، والرفق لين الجانب واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع.



 توقيع : سحرالشرق



الغالية سقيا..اشكرك جزيل الشكر على الاهداء الرااائع

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ سحرالشرق على المشاركة المفيدة:
 (2018-09-14),  (2018-09-11)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas