مرحــبا بكم مليون |
الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية على حب الله نلتقي |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
وبلغنا عام١٤٤٠هجري
ابتداءً نحمد الله أن مدّ في الآجال ، وانسأ في الأثر ، وأطال في العمر ، ونسأله البركة في الباقي ، والعفو عن زلل الماضي . 🌱 عشر سنوات مضت ونحن نتقلب في الثلاثينات من أعوامنا الهجرية ( منذ ١٤٣٠ وانتهاءً ب ١٤٣٩ ) مضت من حياتنا ، وقبلها عشرينات قرننا ( ١٤٢٠ هجري ) ومنّا من أدرك عشراته ( ١٤١٠ هجري ) ومنّا من أدرك ألفاً وأربعمائة صافية ( ١٤٠٠ ) .
أربعون سنة مضت على بعضنا ، وثلاثون ، وعشرون ذهبت سريعة مليئة بأحداثها . سلْ نفسك ، وسلْ غيرك عن هذه العشرات من السنين كيف مضت ستسمع الجواب وأنّها : ( مرت سريعة كلمح البصر أو هي أسرع ) 🌱 أغمض عينيك الأن وتفكّر في تلك السنوات التي انقضت كيف ذهبت بخيرها وشرها ، بفرحها وآلامها ، بسعادتها وحزنها . 🌱 تُقلّب ناظريك في آخر ورقة في تقويم عامك المنصرم فتعود بك الذاكرة لعمرك الذي تفلّت منك وأيامك التي انقضت . أحقاً انتهى هذا العام ! أصدقاً قد بلغلتُ هذا السنّ ! يارباه ما أسرع مرور الأيام ! ياالله ما أسرع تفلّت الساعات ! مضت علينا وعلى غيرنا ، وانقضت من حياة الصالح والطالح ، ذهبت من حياة من أطاع ربه ، ومن حياة من عصاه . انتهت من دنيا من اغتنمها في قُربه من ربه بلزوم طاعته ، وممّن مَن أذهبها في لذاته وشهواته مضت على الصنفين ولكن يبقى فرقاً جوهرياً بينهما : ( هذا رابحٌ ، وذاك خاسر ) 🌱 ووالله لوعقلنا جيداً لوجدنا أنّ عقلاء بني آدم حقاً هم أهل الطاعة ، وأنّ الناصحين لأنفسهم صدقاً من نفعوا أنفسهم بالتقرّب لربهم بسائر الطاعات . لقد مضى على أهل الطاعة التعب في بعض الطاعات ( إن كان فيه تعب ) وإلا ففي الجملة ففعل الطاعة يسير . ومضى على العاصي لحظات ملذاته ( هذا إن كان فيها لذة ) وإلا فهي مملوءة بالغصص والألم . ولكن بقي للطائع ربح طاعته ، وعاد العاصي بأثم معصيته . 🌱 نهاية عام وبداية آخر . جديرٌ بتذكّر نعمة الله عليك إذ أبقاك وأخذ غيرك ممّن تعرف من قريب وحبيب وصديق . تذكر الأن ( نعم الأن ) من مات ممّن تعرف . ما الفرق بينك وبينه ليموت هو وتبقى أنت ؟ هل أنت أكمل منه صحة !؟ أو أنت أقوى منه جسداً !؟ أو أنت أقدر لدفع الموت عنك منه !؟ لا ، ومالكِ يوم الدين ؛ بل أنا وأنت مثلهم ضعفاء ليس بمقدورنا دفع الموت عنّا . ولكنّها آجالٌ محسومة ، وأعمارٌ مكتوبة ، ومددٌ محددة لكل إنسان . ويبقى حمد الله على مدّ العمر وطوله لنستعتب ونتوب ، ونعمل صالحاً ونزداد من الطاعات . 🌱 نهاية عام وبداية آخر . حقيقٌ بأن يجعل كل واحد منّا يراجع نفسه مع طاعة ربه وتقصيره فيها ، فبقاء المرء في الدنيا نعمة ليتدارك أمره ويعدّل كل خلل ، ويُكمل كل نقص ، ويتدارك كل تقصير . 🌱 نهاية عام وبداية عام . يذكّرنا بمحاسبة النفس بصدق ، وعدم مجاملتها في هذا لأنّك إن جاملت فأنت خاسر . حاسبها على الجدية في الحياة ، ونفع النفس سواءً كان نفعاً دنيوياً أو أخروياً . هل أنت جاد في أمورك كلها أم أنك قد أخذت أمورك بالبطالة والإستهتار وعدم المبالاة ؟ هل أنت غيوراً على نفسك ، راغباً في نفعها ورفعة شأنها أم أنت تساير من حولك وتجاريهم في بطالتهم واستهتارهم ؟ هل أنتجت شيئاً ذا بال في عامك المنصرم ، وأعوام قبله ؟ أسئلة كثيرة ( ربما كان فيها قسوة ) ولكن الخير في الصدق عند جوابها . ومع ذا فالأمل باق حتى وإن حصل تقصير ، والحياة واسعة وإن تصرمت منّا بعض الأعوام ، لأن العمل بالخواتيم ، والفرح بالعواقب . ⚡️ جدّد النشاط . ⚡️ صحّح المسار . ⚡️ جدّ في المستقبل... وأيقن أنّ كل شيء يمكن تداركه وتستطيع استدراك أي نقص فيه . انظر أي تقصير في العبادات فسارع في جبره بالتكميل ، والإستقامة التامّة . وإن كان هناك خلل في الواقع الإجتماعي فعدّل هذا الخلل ، وأصلح العلاقة مع ذي قرابتك وذي رحمك وسائر النّاس . وإن كان ثَمّ خور في العزيمة ، وضعف في الهمّة ، فقوِّ همّتك ، وارفع من شأن عزيمتك ، فلا زالت الحياة مليئة بالفرص ، فالله قد جعل فيها فسحة لتحقيق كل هدف خصوصاً ماشرُف منها . 🌱ختاماً لنسأل ربنا التوفيق للخير وأن يأخذ بالنواصي للبر من العمل ، وأن يجعل مابقي من العمر خيراً ممّا مضى .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|