مرحــبا بكم مليون |
الأدب الرســــائلي، خطابٌ أدبيّ يُطلق فيه سراح وطن في الضّاد، رسـائلكم ومناجاتكـم لـ حبيبٍ، قريبٍ، ووطن - بأقلاكم فقط |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أول الغيث قطرة .
إنها المرات التي يكون فيها الحب على شفا غرق ، فننجده
نحنُ بايماءاتنا السريعة ك ليلة ٢١ من ايلول الذي فيه واخيراً بدت المشاعر على طبق من حقيقة لا مجال للتفاوض على طاولة سلامها كما يفعل البعض ، هذا انكسار لا يليقُ بك كمغترب لا تداريه باختياراتك التي أصبحت عليها نادماً فإنها أقل الخسارات أن تملك جوازاً غير الذي يجب ان يكون من حقك ، و أن تتنقل في مطار الحياة في كل الاراضي سوى أرضك ، مر ١٨ سنة لم أراك ، أكثر من نصف عمري ، فقد دارت الايام ولم تدور بلقائنا ، دارت بمن ودعتهم بعدك فقد اثبتوا لي ان اول الغيث قطرة وكنت اول قطرة لم يتبعها غيث بل حل الجفاف و ما عادت الدروب ملكاً لطرقنا ، وما عدنا ملكاً لأنفسنا . بعدَ الغزير كُله من الحُزن ، والذكرى ، والفراغ الذي لا بدَّ أنكَ انكسرتَ فيه كَظل في زاوية سَقف كسرتهُ البراويز المعلّقة كَأشباحٍ تتسوّل من الساكنينَ احتلالاً لا بأسَ بهِ من لمساتِهم أو دمعاتهم أو حتى جنونَ فقدهم . لا حَاجة لِلتذكر فكل شيء تستحضرهُ الذاكرة كعقاقير نسيان فتشتدُّ وطأة التشبّث ،فما أقسَى في الحياة ما عرّتهُ ريح الغربة و حالكَ المبعثَر وما أقسَى منهما إلا لقاءاً يجيءُ فيه طرفين من الأحبة غزت الوطن والمنفى فيهما غربة فَصارا لا يعرفانِ الا التلاشِي .. بلغنِي أنكَ تمنيتَ ألا يلفحُ وجهكَ إلا هَواء فلسطين فإنكَ ممتليء بِها متحشرج فيكَ هواءها كنتَ تتمنى لو تكون مضغةً من لحمها ، تتجشَأ عناءها ،تتجرع مرَها تخشاها ، تحرقَ قلبها وقلبك و تعيدكَ الفجأة لأنكَ جليسُ الرمادِ والنار و الشجن مندس في حناياكَ غضبها ، ميتٌ نبضكَ إلا على عتباتها ، وتتمنى لو تكونَ عزيزها !! إني يا .... سكبتُ العُمق فوجدتهُ يفضَّ تيهي ويشكو من بعادك فالفقد يبتكر فينا أفئدة ليست لنا ، يبعثرنا ، يزلزلنا ، فَ من يفيقُ بِأطراف فَجر هذا البلد يعي أي عطرٍ خضّب ثورتهٌ و أنّاته . . ولم أعرف أنكما وما تعرّق فيكما بسبب غربتكما المخجلة دفعنِي أن أشْنُق الصمت وأصيِّر ملائكة لا تخذل كرامةَ بلادٍ أكلَ أهلها حقها جوراً فَالساكبة هنا ، من فوقها غصة ومن تحتها جرح وما بينهمَا حَرَجٌ يتدحرج ليخبركَ أن الطفولة الشهية التي كتبت على جبينها عناوينَ الفِداء ، والقدس وَحنَا ( بيت لحم ) تربّت دَاخلي وَ أشعلت فانوسَاً لا ينطفيء في غيابك . حصصصرية . يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .
آخر تعديل سُقيا يوم
2018-10-03 في 11:49 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 9 | |
, , , , , , , , |
|
|