2018-10-21, 09:55 AM
|
|
SMS ~
|
|
اوسمتي
|
|
|
|
|
شفقة النبي صلى الله عليه وسلم
شفقة النبي صلى الله عليه وسلم
معنى الشفقة:
قال العلماء: الشفقة رحمة، ورقَّة قلب، وخوف من نزول مكروه، بمن يشفق عليه[1].
شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته:
كانت شفقته صلى الله عليه وسلم بالمقدار الذي لا يمكن وصفه، وإنما يشار إليه.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص: «أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عزَّ وجلَّ في إبراهيم:
﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36]الآية
وقال عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]
فرفع يده وقال:
اللهم أُمَّتي أمتي، وبكى».
«فقال الله عزَّ وجلَّ: يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك؟
فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال
وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل:
إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك»[2].
وهكذا بكى صلى الله عليه وسلم رحمة لأمته وشفقة عليها.
ومن شفقته أنه بين لهم طريق النجاة ليكونوا على بينة من أمرهم.
فعن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
«إنما مثلي، ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومًا فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعينيَّ وإني أنا النذير العريان[3]، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا[4]، فانطلقوا
على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم،
فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم[5]
فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذَّب بما جئت به من الحق»[6].
ثم إنه صلى الله عليه وسلم بين لأمته ما يعترض طريقها من عقبات، لتأخذ الأهبة والحذر:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم.
إن أمتكم هذه، جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها..
فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه..»[7].
إنه صلى الله عليه وسلم لم يكن همّه صحابته الذين عايشوه، ولكن اهتمامه كان بجميع الأمة على تعاقب أجيالها. فكانت شفقته تدفعه دائمًا للبيان والتحذير لصحابته رضي الله عنهم
ولمن أتى بعدهم.. فهم جميعًا أمته صلى الله عليه وسلم.
عن حذيفة رضي الله عنه، قال: «لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة، ما ترك فيها
شيئًا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله،
إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل
إذا غاب عنه فرآه فعرفه»[8].
تلك هي شفقته على الأمة بشكل عام، وقد جاءت النصوص الكثيرةببيان شفقته على كل فريق من الناس بشكل خاص.
ومن ذلك:
♦ شفقته على الأمة من الأئمة المضلين[9].
♦ شفقته على العلماء من الانحراف.
♦ شفقته على القضاة من اتباع غير الحق.
♦ شفقته على الرجال من اتباع الهوى، ومن القهر،
ومن غلبة الدين..
♦ شفقته على النساء من كفران العشير، والتشبع
بما لم يعطين.. والتعري..
[1] عن نسيم الرياض (شرح الشفا) للخفاجي 2 /82 المطبعة العثمانية 1317هـ.
[2] أخرجه مسلم برقم (202).
[3] أنا النذير العريان: قال العلماء: أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم
بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار بهم إليهم إذا كان بعيدًا منهم, ليخبرهم بما دهمهم
وأكثر ما يفعل هذا ربيئة القوم, وهو طليعتهم ورقيبهم.
[4] أدلجوا: معناه: ساروا من أول الليل.
[5] اجتاحهم: استأصلهم.
[6] متفق عليه (خ 7283, م 2283).
[7] أخرجه مسلم برقم (1844).
[8] متفق عليه (خ 6604, م 2891).
[9] أخرجه الدارمي برقم (211).
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|