مرحــبا بكم مليون |
ســحر بلاغــة الضـــاد، شــعرًا، نثــرًا رحيقٌ وفيرٌ من مشاعر القلب، نثرًا وشعرًا بليغًا، يبقلم العضـــو |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
متى سترأفين ؟ - شوقي إليكِ - من سيذكرني ؟
متى سترأفين ؟ متى سترأفين بحالي ؟ هل سترأفين بحالي إذا فارقتْ روحي جسدي وتقولين عندما تريني محمولاً فوق الأعناق لماذ رحلتَ يا أبا بسام في ريعان شبابك دون وداعي وارتوائك من حناني . أم ستقولين أين ذهبتَ يا قتيل الأعين الدعج فارجع إلي بربك فما كان هجري إلا لمعرفة مقدار مودتكَ لي وشوقكَ إلي . أم ستأتين إذا أفل القمر وغارت النجوم لتذرفي الدمع السجام على قبر أبي بسام الذي لا حاجة له بالوصل الذي تعسر في حياته وتيسر بعد مماته . بربكِ يا فتاين إن أزمعتِ صرمي فعلليني ببضع كلمات من الأمل تعينني على مجابهة جيوش الشوق الجرارة التي فتكتْ بقلبي وإلا فودعيني فقد آن موعد رحيلي يا قاتلتي . شوقي إليكِ شوقي إليكِ أشدّ من شوق المعدم للثروة والسقيم للصحة والمحبوس للحرية والمقرور للاصطلاء والهيمان للورد والمذعور للأمن والأمان والشريد للعودة للأوطان والمحزون لموافاة السعد وزوال الأحزان . شوقي إليكِ شوق من أضناه التعب وأنهكه العطش فوجد واحة غناء عليها ظالم طاغي لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلاً فسقاه بضع قطرات ليزيد ظمأه وشوقه إلى الماء ثم ذاده عنه وسط المفازة المهلكة التي يحيط بها الموت من كل جانب . بل شوقي إليكِ شوق من نشأ في كنف موسر شفيق وعندما شب أخبره الذي آواه أن أهله يقطنون في قرية تبعد عنهم مسيرة عام كما تقول الرقعة التي وجدها معه يوم كان رضيعاً فأعد العدة وسار إليهم يحدوه الأمل بنيل المنى باجتماع الشمل والشوق يطوي الأرض من تحته طياًّ حتى إذا وصل المكان بعد عام من مقاساة السغب واللغب والظمأ رمته سهام المنون التي لا تخطئ فصرعته وهو على بعد خطوات من أهله فشوقي إليكِ مثل شوق هذا إلى الحياة وإلى لقاء أهله ورؤيتهم . من سيذكرني ؟ من سيؤبنني بعد مواراتي الثرى ؟ من سيرثيني بعد ثلاث من وفاتي ؟ من سيبكيني إذا دَرَسَ قبري ؟ من سيذكرني إذا ذهب الذين يعرفونني وما الذي سيبقى مني بعد رحيلي ؟ سيؤبنني القمر الذي بثثته لواعجي وهمومي وسيرثيني الحب الذي فتكَ بقلبي منذ سن الخامسة وسيبكيني الليل الذي سهرته وسيذكرني الشعر والنثر اللذيْن أفنيتُ بهما عمري وعشقتهما أشد عشق وأمضه ولن يبقى مني سوى قصائدي وخواطري التي بثثتُ فيها لواعج صدري وخالداً الذي تسميتُ به في قصصي فاللهم غفرا ً .
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-08-29 في 04:34 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|