[frame="5 45"]
ميقات الحنين
،،
،
في عينايَ مشْهَدْ :
ضِفّةٌ وَنَهْر وبَقايا مِنْ أطْلالٍ
وخُيوط مُحْمَرّة تَمْتَدُّ في الأفُقِ
تَكِسِرها ثَنيّاتُ الأغْصان
كُوخٌ مَهْجور إلاّ مِنْ حَشْرجةُ أنْفاسي
وَحَصير مُمَدّد تحتَ جَسَد مُنهار
وكُوبٍ من فخار قديم كَساهُ الغُبار
وأريكَةٌ مَكْسورة وطُيور تُرَتِّلُ تَسابيح ما قَبْلَ السُّبات
وصفيرُ الأغصان يُزعِجُ الطائر المسكين
انْتَصَفَتْ العَتْمَة وهَجَعَ الليل
وسُكونٌ سَرْبَلَ كُلُّ شيء إلاّ مِنْ خَفَقان قَلْبي
واضْطِرابَ أضْلُعي
وجَمْرة اتّقدَتْ في الوَتينِ لِـ تَهْتَدي بِقَلبي
إلى المَكانِ ذاتُه وَالزَمنِ نَفْسُه
ودقّات السّاعة تخْتَنِقُ في جوفي الأيسر
تَعُدُّ زَمَن الخَفْقَة واحِدَة تلوَ الأخرى ..
وحانَ وقْتُ الهَذيان ..
وفي نفسي قِصّة :
أبُثُّ لها الحَنين فَأنْبَعِثُ إليها كُلًّي ولا أبْقى أنا .. أنا
أ تَعْلَمين يا صَغيرتي كَمْ أشْتاق ؟
مِلئ المُزْونِ وأكْثَر بَلْ أكْثَر و أكْثَر
أ تَعْلَمين َ حَجْمَ تِحْناني إليْكِ ؟
بحَجْمِ الّسماوات وأكْثَر بَلْ أكْثَرَ وأكْثَر
صَفير الأنين في داخلي كَأزيزِ الرّياح
يَقْلَعُ كُل شيء وَ يَشُد الوريد
وحِمَمُ الزفير عالقَة في الحُنْجُرَة حد الاختناق ..
وصَوتي يشتهي البُكاء .. أو الصّراخ
وفي شهقتي غُصّة :
انبلاجُ الضّوء .. وضوضاء الشمسْ وميلاد غُصّة ..
تلاشَتْ صوَرُ التحنانْ وتبايَنَتْ أحافير الشحوب ..
التي أوشَمت تقاسيم الملامِح
بزوغ ٌ بائس لا يرافِدُ الأمَل ..
والشّمس صاخِبَة حدّ الفوضى ..
أزِفَ الوَقْت .. رُبّما انتهى عندَ ذلك الميقات ..
ولَمْ تأتي حتّى لِـتقْرأ ما بي ..
،،
،
مشاركة أولى اتعشم أن تنال رضاكم
[/frame]