2024-09-01, 07:30 PM
|
|
الحق في الدفاع:عندما يُصبح الاحتلال حضارة والمقاومة إرهابًا
"الحق في الدفاع:عندما يُصبح الاحتلال حضارة والمقاومة إرهابًا" ازدواجية المعايير: حق الدفاع بين المحتل والشعب المُحتل في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، لا تتردد الدول الغربية
وخاصة الولايات المتحدة، في التأكيد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها." يصفون هذا الكيان المحتل بالمتحضر، ويبررون استخدامه للقوة ضد شعبٍ أُغتصبت أرضه منذ عقود.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح:
لماذا يتم الاعتراف بحق المحتل في الدفاع عن نفسه، بينما يُنكر هذا الحق
على الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال والظلم؟ الفلسطينيون ليسوا المُعتدين في هذه المعادلة، بل هم ضحايا احتلال عسكري ممنهج ومستمر.
كل مقاومة فلسطينية، سواء كانت سلمية أو مسلحة، هي تعبير عن حق مشروع
في الدفاع عن النفس والوطن المغتصب.
ومع ذلك، يُصوّر الفلسطينيون في الخطاب الغربي بشكل مستمر على أنهم "إرهابيون"
فقط لأنهم يسعون لاستعادة حقوقهم وكرامتهم. هذه الازدواجية في المعايير تُظهر تناقضًا صارخًا في فهم العالم الغربي لمفهوم "الحق في الدفاع عن النفس".
فبينما يُعتَرف بهذا الحق للكيان المحتل، يُنكَر بشكل ظالم على من يعاني من هذا الاحتلال.
إن الدفاع عن النفس هو حق معترف به في كل القوانين والأعراف الدولية
ولا يجوز أن يُستخدم بشكل انتقائي يُحابي طرفًا ويُقصي آخر. إذا كانت "الحضارة" تعني الدفاع عن الظالم وتبرير احتلاله
فإنها بالتأكيد بحاجة إلى إعادة تعريف. لأن الحضارة الحقيقية لا تقوم على الازدواجية في المعايير
بل على الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن حريتها وكرامتها.
الفلسطينيون لم يختاروا العيش تحت الاحتلال، ولم يختاروا أن تكون حياتهم سلسلة من المعاناة والمقاومة
بل فُرض عليهم هذا الواقع من قبل قوة احتلال تستخدم كل وسائل العنف لإخضاعهم. الغرب وأمريكا بحاجة إلى مواجهة هذه الازدواجية بصدق، وأن يدركوا
أن دعمهم لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين لا يُبرر أخلاقيًا ولا قانونيًا.
فلا يمكن وصف الدفاع عن الأرض والوطن بالإرهاب، بينما يوصفُ المحتل بالمتحضر.
إن مقاومة الفلسطينيين ليست خيارًا بل واجبًا تمليه الظروف القاسية التي فرضها الاحتلال عليهم.
وكما تنص كل الشرائع والقوانين الدولية على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال
فإن الفلسطينيين يمارسون هذا الحق المشروع في مواجهة آلة حرب لا ترحم. الدفاع عن الوطن حقٌ مشروع، ولن يكون هناك سلامٌ أو استقرارٌ ما دام هذا الحق يُسلب من أصحابه.
على العالم أن يُعيد النظر في مواقفه، وأن يعترف بأن الحق في الدفاع عن النفس ليس حكرًا على المحتلين
بل هو أولًا وأخيرًا حق للشعوب التي تعاني من ويلات الاحتلال والظلم.
31 / 8 / 2024 |
|