يا هذا المسافر بلا عودة
أُذكرني عند رسول شوقك
ولا تجعلني نَسيا منسيا
أكتب له إنَّ الزُّليخاءَ تعطرت
وتزينت ثم أحكمت عليه الأبواب
ولكنه أبداً ما رضخ
ولحُضنها ما سعي
وسل عني رسول الهوى ببابلَ
وما خلفَ النهر الحزين
فأنا عِشْتَارُ الليل و النهار وعندي القرار
تعشقني الزَّهرة وأشعتي الثمانية تحرق العاشقين
أنا ابنةُ المُذْنِبْ سِين
ونينكا ربتني على الغواية
وكل أبناء الأوروك من غُنجي يترنَّحون
قل عني أن الراعي الساذج صدقني
وأني لم أعشق غير جلجامشَ الذي قطع شجرة الجان
وأغضب الطير كي يصنع لــ إنانا مهاد
أخبره أني كليوباترا المقدونية بكامل فتنتي تزينت
وقد وقع القيصر في غرامي وأغويت مارك أنطونيو
ولم يقتلني سوى الخوف
هب أني رادها الهندية
وكريشنا كان عندي من العالقين
فتركته لــ روكميني على حُبٍّ
يا سيدي أنا سالومي التي أخبروك عنها بلا قلب
ولو تركوني دون غواية لتغيرت القصة
قل لهم أني ديدمونة وشَكُّ عُطيل قتلني
وأنا جولييت التي عرفها روميو في حفلة رقص
وكان يظن قبل عشقي
إن روزلاين هي عشق السنين
فما الحب إلا صُدفة
وما الموت إلا لقاء مؤجل
سلهُ عن موتى يسيرون على الأرض حتى لقاء
فأنا ليلى التي فارقت بعلها موتا قبل قيس بسنين
وأنا ولَّادةٌ
وابن زيدون عاشقي
وابن عبدوس لا يعدو غير شُعلة
يقتات عليها غيث المحبين
قل لهم يا سيدي أني الصاحبة المنسية
وابن حجر ما صبر
وآثر الهجرة على أن يواجه
وأني سَيِّدةُ الهاتفِ الوحيد
وقل لهم أني هناك أنتظر
وبين يدي رسائل الشوق القديم
ودمي الواقف على طُهري
كم أخبرته أن ينتظر عدد سنين؟
^
^
وختاماً
^
^
بينما الحديث لا يفتأُ يُذكر عن تحاورنا بليلٍ
فمن أين حضرت تلك الخطيئة
ربما الدم المسال عن كذبٍ
وقد قُدَّ القميصُ من دُبُرٍ
وبرغم آيات البراءة العشر
سيلبثُ يوسف في سجنه بضع سنين
ولسوف تصمت النسوةُ على خوفٍ
ويحكمُ القاضي على جهلٍ
فقط لأنها صرخت (يا من وقفت دمي عليه وذللتني)
و الزُّليخاءُ نافذةٌ في قصر العزيز
وكل القضاةِ فاسدون وحمقى
وجميع الشهود يهابون بطش الزليخاء
وتلك الفَرِيَّةُ لن تنقطع
فـــ قميص يوسف شاهد
والرواية كل ليلة تُتلى
والمُنشَدُ مُستجير
وصاحبي السجن ينتظران كيف تُروى لهم الحكاية
(إني تركتُ ملة قومٍ لا يؤمنون)