قراءة وتحليل لنص " ميقات الحنين " للأديب الفذ/عبد المنان ميزي / ومن وجهة نظري الشخصية - منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد
"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" مرحــبا بكم مليون


العودة   منتـدى أكاديميـة تباريـــح الضــاد > 【【【 ركــــــن خــــــاص لكتابـــــات احمـــد حمــــــاد】】】 > 【【الركـن الخـاص بحـروفــــي】】 > 【【قـراءات وتحليـلات أدبيـة】】

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2024-09-07, 03:14 PM
https://www.raed.net/img?id=1066363
احمد حماد غير متواجد حالياً
Jordan     Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : 2018-05-16
 فترة الأقامة : 2378 يوم
 أخر زيارة : 2024-11-17 (07:55 PM)
 المشاركات : 63,581 [ + ]
 التقييم : 287108135
 معدل التقييم : احمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond reputeاحمد حماد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 7,065
تم شكره 4,170 مرة في 2,327 مشاركة

اوسمتي

تحليل أدبي قراءة وتحليل لنص " ميقات الحنين " للأديب الفذ/عبد المنان ميزي / ومن وجهة نظري الشخصية




هذا رابط النص:
https://artabaree7.com/vb/showthread.php?t=4496
وهذا هو النص

ميقات الحنين
،،
،

في عينايَ مشْهَدْ :
ضِفّةٌ وَنَهْر وبَقايا مِنْ أطْلالٍ
وخُيوط مُحْمَرّة تَمْتَدُّ في الأفُقِ
تَكِسِرها ثَنيّاتُ الأغْصان
كُوخٌ مَهْجور إلاّ مِنْ حَشْرجةُ أنْفاسي
وَحَصير مُمَدّد تحتَ جَسَد مُنهار
وكُوبٍ من فخار قديم كَساهُ الغُبار
وأريكَةٌ مَكْسورة وطُيور تُرَتِّلُ تَسابيح ما قَبْلَ السُّبات
وصفيرُ الأغصان يُزعِجُ الطائر المسكين
انْتَصَفَتْ العَتْمَة وهَجَعَ الليل
وسُكونٌ سَرْبَلَ كُلُّ شيء إلاّ مِنْ خَفَقان قَلْبي
واضْطِرابَ أضْلُعي
وجَمْرة اتّقدَتْ في الوَتينِ لِـ تَهْتَدي بِقَلبي
إلى المَكانِ ذاتُه وَالزَمنِ نَفْسُه
ودقّات السّاعة تخْتَنِقُ في جوفي الأيسر
تَعُدُّ زَمَن الخَفْقَة واحِدَة تلوَ الأخرى ..
وحانَ وقْتُ الهَذيان ..
وفي نفسي قِصّة :
أبُثُّ لها الحَنين فَأنْبَعِثُ إليها كُلًّي ولا أبْقى أنا .. أنا
أ تَعْلَمين يا صَغيرتي كَمْ أشْتاق ؟
مِلئ المُزْونِ وأكْثَر بَلْ أكْثَر و أكْثَر
أ تَعْلَمين َ حَجْمَ تِحْناني إليْكِ ؟
بحَجْمِ الّسماوات وأكْثَر بَلْ أكْثَرَ وأكْثَر
صَفير الأنين في داخلي كَأزيزِ الرّياح
يَقْلَعُ كُل شيء وَ يَشُد الوريد
وحِمَمُ الزفير عالقَة في الحُنْجُرَة حد الاختناق ..
وصَوتي يشتهي البُكاء .. أو الصّراخ
وفي شهقتي غُصّة :
انبلاجُ الضّوء .. وضوضاء الشمسْ وميلاد غُصّة ..
تلاشَتْ صوَرُ التحنانْ وتبايَنَتْ أحافير الشحوب ..
التي أوشَمت تقاسيم الملامِح
بزوغ ٌ بائس لا يرافِدُ الأمَل ..
والشّمس صاخِبَة حدّ الفوضى ..
أزِفَ الوَقْت .. رُبّما انتهى عندَ ذلك الميقات ..
ولَمْ تأتي حتّى لِـتقْرأ ما بي ..
،،
،
مشاركة أولى اتعشم أن تنال رضاكم



القراءة والتحليل:
العنوان "ميقات الحنين" يُظهر عمق النص ومحتواه العاطفي.
كلمة "ميقات" تشير إلى زمن محدد أو لحظة معينة، ولكن في السياق الأدبي، تتجاوز هذا المفهوم لتصبح رمزًا للحظة داخلية مرتبطة بالعاطفة.
فالميقات هنا ليس وقتًا ماديًا يُقاس بالساعات، بل هو توقيت نفسي ينبع من اشتداد الحنين وتدفق الذكريات.
1. الحنين والزمن:
الحنين يرتبط غالبًا بالعودة إلى الماضي، حيث يستحضر الإنسان ذكرياته وأحاسيسه التي فقدها أو ابتعد عنها.
"ميقات الحنين" يشير إلى لحظة خاصة حين يتكثف الحنين ليصبح تجربة مشحونة بالعواطف.
في هذه اللحظة، يجتمع الشوق والذاكرة ليخلقا تجربة تتجاوز الزمن الفعلي وتغمر الذات بالذكريات.
2. المفارقة في العنوان:
هناك مفارقة ضمنية في العنوان.
"ميقات" يشير إلى شيء محدد ومرتبط بالزمن، بينما "الحنين" هو شعور غير مرتبط بلحظة زمنية معينة، بل يتكرر ويعود دون انقطاع.
هذه المفارقة تُظهر الصراع الذي يعاني منه المتكلم في النص بين الحاضر والماضي، وبين الرغبة في العودة إلى زمن معين والشعور بالعجز عن استعادة ما فقد.
3. الحمولة العاطفية للعنوان:
الحنين في النص ليس مجرد شعور عابر، بل هو تجربة متكاملة تمثل حالة نفسية تسيطر على المتكلم.
استخدام كلمة "ميقات" يضفي على الحنين بعدًا رمزيًا قويًا، حيث يصبح الحنين محطة زمنية لا يمكن للمتكلم الهروب منها، وكأن هناك موعدًا محتومًا مع الألم والاشتياق.
4. العنوان كمدخل للنص:
العنوان يهيئ القارئ/المتلقي للولوج إلى نص مشبع بالعواطف والتجربة الداخلية.
إنه يوحي بأن النص سيأخذنا إلى لحظة معينة مشحونة بالتفكير في الماضي والشوق إلى الشخص الغائب.
كذلك يشير إلى أن الحنين ليس مجرد تذكار للماضي، بل هو حدثٌ في ذاته.
بالتالي، العنوان "ميقات الحنين"
هو انعكاس شعري معبّر عن مضمون النص، حيث يجمع بين الفكرة الزمنية والإحساس العاطفي، مما يضفي عمقًا ومعنى أكبر للتجربة الإنسانية التي يستعرضها النص.
تحليل النص "ميقات الحنين"
فهو يكشف عن تجربة عاطفية عميقة مليئة بالشوق والألم والحسرة، مستوحاة من مشاعر الحنين إلى شخص غائب.
النص يتمحور حول استرجاع الذكريات والعيش في ظلّها مع العجز عن الفكاك من آلام الفقد.
والآن للتحليل الأدبي حسب رؤيتي الشخصية:
1. الصور الشعرية والمشهدية
النص يبدأ بوصف مشهدي غني بالتفاصيل، حيث نرى "ضفة ونهر وبقايا من أطلال"، وهي صور تستدعي مكانًا مهجورًا وهادئًا، يُظهر حالة الكاتب النفسية المنهكة والوحيدة.
تخلق "الخيوط المحمرة" و"كسر الأغصان" حالة من الانكسار والانطفاء.
المشهد يوحي بالهجران والذكريات الباهتة المتلاشية.
الصورة الأخرى المهمة هي "كوخ مهجور" و"حصير ممدد تحت جسد منهار"، تعبيرٌ رمزي عن حالة الشاعر النفسية.
الكوخ المهجور يمثل القلب المهجور، والجسد المنهار يمثل الروح المتعبة.
2. توظيف الزمن والليل:ا
لليل يلعب دورًا مركزيًا في النص، حيث يمثل الظلام والهدوء الحالك في منتصف الليل حالة العزلة والاضطراب الداخلي للمتكلم.
الليل ليس فقط وقتًا فعليًا، بل رمزًا لحالة من اليأس والحيرة.
استخدام "جمرة اتقدت في الوتين" يرمز إلى الشوق والحنين اللذان يستمران في الاحتراق داخليًا رغم هذا الهدوء الظاهري.
3. الثنائية بين السكون والحركة:
النص يجمع بين السكون الظاهري، مثل "سكون سربل كل شيء"، والحركة الداخلية العنيفة مثل "خفقان قلبي" و"اضطراب أضلعي".
هذه الثنائية تُظهر التناقض بين حالة السكون الخارجي والهيجان الداخلي، وهو تجسيد للصراع العاطفي الذي يعيشه المتكلم بين الشوق والحزن.
4. الحنين والشوق:
الجزء الثاني من النص يدخل في حالة من البوح العاطفي، حيث يعبّر المتكلم عن شوقه الجارف بطريقة تتجاوز الحدود المعروفة.
السؤال الموجه "أ تعلمين يا صغيرتي كم أشتاق؟" يعبر عن حاجته الملحة للتواصل مع الشخص الغائب
واستخدامه لصيغة المبالغة في "أكثر بل أكثر" يُظهر مدى اشتداد الشوق والحب.
5. الاختناق والبكاء:
في النص نرى استخدامًا متكررًا لصور تشير إلى حالة من الاختناق والاحتباس العاطفي. "حمم الزفير" و"صوتي يشتهي البكاء"
تشير إلى رغبة قوية في التحرر من الألم، ولكن المتكلم لا يستطيع ذلك، فيظل عالقًا في دائرة الألم والصمت.
6. الخاتمة:
ينتهي النص بوصف مأساوي، حيث "بزوغ بائس لا يراود الأمل" و"الشمس صاخبة حد الفوضى".
هنا، الشمس التي ترتبط عادة بالأمل والنور تأتي لتكون رمزًا للفوضى والضوضاء التي تزيد من حالة التشتت والضياع. النهاية تترك انطباعًا باليأس الكامل، إذ رغم انتظار المتكلم الطويل، لم يأتِ الشخص الذي يشتاق إليه.
7. الأسلوب:
النص يعتمد أسلوبًا شعريًا قويًا مليئًا بالاستعارات والصور الشعرية.
الاستخدام المكثف للتكرار والعبارات المتوازنة مثل "أكثر بل أكثر" يعزز من التأثير العاطفي
ويجعل القارئ/المتلقي يشعر بالضغط النفسي الذي يعاني منه المتكلم.
لغة النص عاطفية ومشحونة بمشاعر الحنين والحزن، مما يعكس القدرة على مزج المعاني الإنسانية في قالب شعري رقيق.
أخيرًا،
نص "ميقات الحنين"
هو تجسيد لحالة عاطفية معقدة، تمزج بين الماضي والحاضر، الفقد والأمل.
استخدام اللغة الشعرية والرمزية يُظهر تجارب إنسانية عميقة، مما يجعل النص مؤثرًا ويتجاوز مجرد التعبير عن الشوق، ليصبح تأملًا في الهوية والذكريات.
في النهاية، النص يمزج بين الشاعرية والرمزية بأسلوب يُظهر مشاعر إنسانية عميقة وتجربة مؤلمة تجعل القارئ/المتلقي يتفاعل معها على مستويات متعددة.


مع شكري وتقديري
لكاتب النص المبدع/ عبد المنان ميزي
أتمنى ان تنال هذه القراءة رضاه واعجابه






آخر تعديل احمد حماد يوم 2024-10-27 في 03:51 PM.
رد مع اقتباس
13 أعضاء قالوا شكراً لـ احمد حماد على المشاركة المفيدة:
 (2024-10-20),  (2024-09-17),  (2024-09-22),  (2024-09-11),  (2024-09-24),  (2024-09-19),  (2024-09-08),  (2024-09-07),  (2024-09-15),  (2024-10-06),  (2024-09-07),  (2024-09-29),  (2024-09-16)
 

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas