2024-09-18, 01:40 PM
|
|
أحاسيس خريفية-الورقة الثانية
أحاسيس خريفية
الورفة ألثانية
كان الوباء في أشده، كنا نجهل عما يحدث داخل المستشفيات، حتى والدي لم يكن ينقل لنا الأخبار أو ربما لم أكن موجودة حينها لا أذكر...
صدمت من اكتظاظ الغرف والأقسام. حتى الممرات تعج بالمرضى.
مريضين في سرير واحد، روائح كريهة تنبعث من المكان، الموت يخيم في العنابر. عشرات الوَفِيَّات في اليوم الواحد...
طبعًا كنت أحضي بمعاملة خاصة، غرفة منفردة برفقة سيدة في أوج شبابها.
كانت حامل. بطنها كبير، ربما في الشهور الأخيرة من الحمل. أحت المقتصد،
قالت الممرضة. سوف تنتبه عليك وبدورك ترافقينها، حاولي عدم التَّجْوال في الممرات.، هناك حالات خطرة جدًا... والمكان ملوث بامتياز…
لحظات وسوف نحقنك بالمصل. والمضادات الحيوية، رتبي أغراضك وأستعدي... ثم أغلقت الباب وانصرفت…
بعفوية الصبا اقتربت من السيدة أسألها إذا كانت الحقنة بالوريد مؤلمة.
ابتسمت بصعوبة وقالت هي الوخزة الأولى فقط. ثم لا شيء بعد ذلك…
ثم أغمضت عينيها واستسلمت لتأوهاتها المكبوتة.
فهمت أنها لا ترغب في الحديث معي، غيرت ملابسي وقبعت في سريري انتظر الممرضة والحقنة في الوريد....
لست أدري لماذا أتذكر كل هذا اليوم.؟
عدت مرة أخرى لمحاولة قراءة الوصفة المرفقة بعلبة الدواء دون جدوى...
أنا متيقِّنة أنني لست أهلوس. فالشريط يمر أمامي بوضوح كأنه يحدث الآن...
اااوووف!!!! ما زلت أشعر بالتوتر… هذا عنادي المزمن السبب الرئيس في تعبي.
قلت انتظر عودة ابنتي حتى تقرأ لي الوصفة. أيضًا لما ما اتصل بالطبيب استفسر منه عن الموضوع مباشرة.؟
قال أيام وتكوني بخير، لقد مر أسبوعًا وأنا مقعدة وطريحة الفراش....
كان صوت الدكتور في طرف الخط ساخرًا مني. قال تعبت.؟ قلت. مللت، تعبت من قلة الحركة.
ليس بمقدوري ممارسة أبسط وظائف الحياة. وأيضًا شريط حياتي يمر أمام عيني بأدق التفاصيل هل هذا طبيعي.؟
قال، سيطفو كل ما كبتِهِ على السطح، هكذا تتخلصين من كل الأعباء الملقاة على عاتقك....
هذا التعب من وراء انخفاض مستوى الأدرينالين من دمك. جسمك مسمم من وراء هذا الهرمون، أيام قليلة وسوف تعودي لحالتك الطبيعية.
لا تفكري بإيقاف العلاج. سمعت.؟ انتبهي على نفسك واتصلي متى أردت فقط لا تتوقفي على العلاج.
قلت شكرًا على مضض.، لأني ما أحب الاستسلام......
الشعور بالغثيان أمر مزعج جدًا... مازال طعم المذاق المر عالق بذاكرتي من مخلفات الوباء والحمل أيضًا…
تختلف الأسباب والمرار واحد... لم تكن حبات العنب طويلة المفعول تمامًا مثل ملاعق المربى والعسل الذي كنت أتناوله طيلة مكوثي بقسم الأوبئة...
قدمت الممرضة بعد فترة تجر عربة محملة بالقناني الزجاجية وكمًا هائلاً من الحبوب
كان قلبي يخفق من شدة الخوف، شعرت برغبة في الهرب. كان الحمام ملجأي الوحيد في الوقت الحالي.
تأخرت قدر المستطاع حتى دقت علي الباب وكأنها اكتشفت، لؤمي…
قالت لا تحركي ذراعك يجب أن أمسك الوريد. شرايينك جِدّ رقيقة وهشه
أغمضت عيناي وكتمت أنفاسي تمامًا كما تفعل تلك المرأة أمامي. تكبت تأوهاتها المتشنجة...
كانت زجاجة المحلول صفراء تشبه عصير المنحة...
قالت الممرضة. نامي حاولي أن تنامي. سوف أتفقدك من وقت لآخر.....
سحبت الغطاء على وجهي اختبئ من منظر المريضة جانبي وأنينها الخافت....
أعتقد أنها ليست على ما يرام...
يتبع
#سميرة
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-09-18 في 01:54 PM.
|