العاصفة ..!! عبير هلال - منتدى أكاديمية تباريح الضاد

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: إعْلَاَنَاتُ مُنتـدى آكآديمية تبَآريح آلضَآد ::  
فعاليات أكَادِيمَيَة تبَاَرِيحْ الْضَاد

نبضـات مبدعي اكَادِيمَيَة تبَاَرِيحْ الْضَاد

"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" إدارة الموقع

"أكاديمية تباريح الضاد، سفينة تسير بخطى ثابتة نحو آفاق المعرفة، وأنتم ربانها الحكيم وقائدها الملهم، تعملون معًا لبناء مستقبل مشرق" مرحــبا بكم مليون



قصــص وروايـــات تُـــروى تحـت النجـوم، أقلامكم وواقعكم وخيالاتكم يمر الربيــع تلو الربيـــع ويتصــاعد الشـــعور - قصص ، روايـات وسرديات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2024-09-20, 09:23 PM
عبير هلال غير متواجد حالياً
اوسمتي
احباب تباريح 
 عضويتي » 261
 جيت فيذا » 2024-09-01
 آخر حضور » 2024-09-21 (01:32 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 2,137 [ + ]
تقييمآتي » 3143472
الاعجابات المتلقاة » 51
الشكر المتلقاة » 29
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  عزباء ♔
آلقسم آلمفضل  » water
آلعمر  » نشاط
الحآلة آلآجتمآعية  » Palestine
 التقييم » عبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond reputeعبير هلال has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك
قناتك  » قناتك   abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
احباب تباريح 
قصة العاصفة ..!! عبير هلال













العاصفة







كانت الرمالُ تمتد إلى ما لا نهاية ، وكانَ يركضُ على مداها كالمجنون حيث لا ريح تعبثُ بخصلاتِ شعرهِ، ولا نفحات هواء تلاطفُ بشرةَ وجهه.
ينزلق العرق فوقَ جبينه نحوَ عينيه لدرجة أنه لم يعد يستطيع الرؤية بوضوح .. وجعلَ يمسح عينيه بحركة هستيرية ويتمنى ألا ينفجر بالبكاء كطفل، وحتى لو بكى فمن سيسمعهُ؟
لا زالَ لا يعلم كيفَ سقطت الطائرة التي كانت تقلهُ إلى المدينة المقرر عقد المؤتمر الطبي فيها. بدأ يتساءل عما حدث لمن كان على متن الطائرة معه؟
-يجب عليَّ أن أتصرف بعقلانية وأعودُ إلى حيث سقطت الطائرة فربما لم تنفجر ، وسأجد فيها كل ما أحتاجهُ.
عادت بهِ الذاكرة إلى جارتهِ العجوز التي كانت تربي بعض الأغنام ،وتذكر كلماتها اليومية له وهوَ يستعد لركوب سيارته متجهاً نحو المشفى :" سأطعمكَ منها متى ما ذبحتها".
لا يعلم لمَ خطرت على باله وتمنى لو أنه الأن يجلس على مائدتها ويستمع لثرثراتها التي لا تنتهي حيث أن ذلك أفضل بكثير من السير تحت أشعة الشمس الحارقة.
رفع َ يديهِ نحو السماء وصرخَ قائلاَ: " ليتها تمطر! أم أنَّ زمن المعجزات قد ولى! كم أشتهي أن تمطر ولو قليلاً ".
تردد صوت كلمات جاره صديق والده في أذنيه:" كم أتمنى أن تمطر مدراراً ،يا جاري العزيز، حتى ترتوي محاصيلي".
وتابعَ جارهُ قائلاً وهوَ ينفث دخان سيجاره في الهواء على شكل حلقات:" حينَ كنتُ شاباً ،لم أترك أي شيء يخص الأرض إلا وفعلته ُ من ري وزراعة وتسميد وتقليب الخ بنفسي والأن أعتمد على العمال ليقوموا بعملي فحفيدي ولأسفي الشديد لا يهتم بالأرض ولو قليلاً. "

وغيرَّ مجرى حديثه فجأة وقالَ وهو يتنهد :" هيا انزع حذاؤك واسترخ على الأريكة يا عزيزي د. علاء . نصيحتي لك يا صديق أن تجد وقتاً لنفسك ولا تغرق في عملك حتى لا تغرق في وحل الروتين الممل.لا تنسى أنَّ قطار َ العمر يجري بك. أعلمُ أنكَ لا زلتَ شاباً ولكن أعصابك دائماً مشدودة.بالله عليك استرخ.. استرخ".
أخذَ يردد كلمات صديق والده " استرخ..استرخ" ، وعاود َ نظرهُ نحو السماء:" ليتها تمطر ولو على سبيل المزاح! .
كانَ شريط الذكريات يتسارع في دماغه وكان لا بد أن يكون محوره جدتهُ الحبيبة وحواره الأخير معها :
" جدتي ، دعيني أطمئن عليكِ قبل َ أن أسافر. عديني أن تتناولي الدواء بانتظام، ورجائي الخاص أن تدعي ممرضتك تقوم بعملها ولا تنتهريها كعادتك لأنك تريدين أن تغادر دون رجعة.لا أعلم متى سأعود ..أمنحيني دعواتك الصالحة ..أعدك سأتصل بك متى سنحت لي الظروف ".
ابتسمت له جدته بحنان وتمنت له رحلة سعيدة وأن يحقق الله له أمنياته وبعدها حضنته بكل الحب.
همست له قائلة:" اشرب قهوتك يا طفلي العزيز ، ثم رتب أغراضك وتجهز لرحلتك ولا تنسى أن تأخذ معك الكثير من المياه والطعام".
-جدتي الحبيبة لا تقلقي بهذا الشأن ، الطائرة بها كل ما يلزم.
- اعلم هذا يا صغيري ، لكن اسمع نصيحة هذه العجوز خذ ما يزيد عن حاجتك فربما ستحتاجه..
" طبعت جدتهُ قبلةً على خده وتمنت له مجدداً رحلة سعيدة قبل أن تغلق باب بيتها .
-جدتي الحبيبة كم أشتاقُ لك .هل تلكَ الأمسية كانت الأخيرة التي تجمعنا؟
لا زالت الذكريات تتلاحق وتسرقهُ من حاضرهُ ومن سلامهِ الداخلي وكأنها تتغذى على أحزانه.
تذكر كلامه ُ الغاضب لطبيب التخدير وللممرضة:
" ألم أخبركم ألا تعطوها مخدراً .
المريضة تعاني من حساسية للبنسلين.من الذي أعطاها الابرة؟
التقت عيناه بنظرات الأم الحزينة والمتألمة ..هم زوجها وابنها بضربه لكنّ أنقذه الموظفون .
"صدقاً وشاهدي الله ، لا دخل لي بالموضوع..لستُ أنا من أعطاها الأبرة".
لا زالت دموع والدتها تغوص بعمق بكل ذرة من جسده ولو كانت سيفاً لمزقته ارباً...
اهمال فظيع دفعت ثمنهُ شابة مقبلة على الزواج.
اعتراف طبيب التخدير بخطئه ونفيه أي علاقة للطبيب بالموضوع أنقذه من فقدان وظيفته وسحب رخصته بمزاولة الطب.
قال له رئيس المشفى وهو ينظر له بحزن :" سيعجبك جداً هذا المؤتمر ، سيكون فريداً من نوعه لأنه ُ سيأتي إليه أفضل الأطباء في العالم .
باذن الله ستجد مفاجأت سارة بانتظارك وغير هذا كله وهو الأهم ستريح أعصابك لأنهُ يبدو لي وبشكل لا يقبل الشك أن تلك الحادثة المشؤومة أثرت على نفسيتك".
انتفض د. علاء وعادَ للحاضر .. لا زالَ في الصحراء ولولا قنينة الماء في يده وبركات جدته لماتَ عطشاً.
-شكراً لكِ جدتي الحكيمة.. لكن متى سأصل لتلك الطائرة؟
يا لي من سعيد الحظ! " قالها بسخرية وهوَ يسير على الرمال الحارقة وبيده منديله ُ يمسح بهِ العرق الغزير المتصبب بغزارة على وجهه الذي كاد يعميه.
قالَ الطيار بعصبية وتوتر:" أين ذهبَ ذلك الطبيب؟
تم اصلاح العطل في الطائرة وسنقلع قبل أن تهب أي عاصفة رملية.
أجابهُ أحد الركاب:" رأيتهُ يغادر الطائرة مسرعاً ويسير بدون هدى.ناديتهُ كثيراً ولكنهُ تجاهلني ".
قال الطيار بحزم:" يجب أن نغادر بسرعة ".
صرخَ أحد الركاب: " لن نغادر قبل عودته".
أجابهُ الطيار والقلق بادياً على وجهه : " حسناً ..خمسُ دقائق وسنقلع معهُ أو بدونه".
-ياه ! ها قد أقتربت من الواحة..ومشى بسرعة وهو يلهث..كان يتخيل كلمات ستقولها جدته له " ألم أخبرك يا طفلي الحبيب أنك أتخذت القرار السليم..يا لك من فتىً محظوظ!
حين وصلَ وجدَ الطائرة تحلق بعيداً ، فأخذَ يلوح لها كالمجنون ويصرخ: " عودوا إلى هنا . لا تتركوني! "
- هيا انهض عزيزي..يبدو أنك َ كنت مرهقاً للغاية لهذا استغرقت في نومٍ عميق..
الدنيا تمطر أخيراً يا للروعة!! هيا انهض صديقي الطبيب ، حان موعد عودتك إلى بيتك لتتجهز للمؤتمر.
وفكر بكلامي جيداً يلزمكَ زوجة..دولاب الحياة يدور بسرعة، وإن لم تغير نمط حياتك ستصبح عجوزاً وحيداً مثلي".
فتحَ عينيه بصعوبة ونظر َ كالابله حولهُ وقالَ لنفسهِ :
" يا لهُ من كابوسٍ فظيع! لا لن أذهب للمؤتمر " .
حركَ اصبعه باتجاه صديق والده :
" أنت على حق !" وهوَ يهز رأسه .
ثم ذهب راكضاً نحو بيته لا يلوي على شىء.













آخر تعديل احمد حماد يوم 2024-09-20 في 10:14 PM.
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ عبير هلال على المشاركة المفيدة:
 (2024-09-20),  (2024-09-20)
 

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.