2024-09-22, 09:39 PM
|
|
قصيدة نثرية: سطوة البهتان
قصيدة نثرية: سطوة البهتان
(((حالةٌ مُعاشة)))
(1)
في فِجاج الحياة، تتمايل الكِفَّتان،
يستأسد الباطل على العروش، متكئاً على أكتاف الوهم.
والحقّ، يترنح بين ألسنة العابرين،
كشعلةٍ تذروها الرياح،
يتسلّق الصادقُ الجبالَ بأظافر مثخنة باليأس،
والناسُ تدير ظهورها لوجهِ الحقيقة،
تُكذبه، تلعنه،
وكأن الصدقَ بات لعنةً لا تُحتمل،
وشرارة النور تُعمى عنها الأعين.
(2)
الكذبُ يمضي شامخاً، مُكللاً بأكاليل الظنون،
يُنسج على ألسنة الماكرين حُللاً من الخداع،
وتلتفُّ حوله الجموع كأنّهُ نبيٌّ مُنزَّل.
يُصفِّق له الزمنُ،
وتُكتب له قصائد المديح على جبين الظلام،
أما الحقُّ، فقابعٌ في الزوايا المعتمة،
يُرمى بأحجار السخرية،
ويُتهم بالجنون،
وتعلو رايات الخديعة،
تُعلن انتصار الكذب في معركة الأخلاق.
(3)
تتصافح الأيدي الملطخة بالبهتان،
وتُشيَّد القصور على رُكام الصدق المهدور.
الشرّ يمسك بزمام الأمور،
يمضي مُدججاً بسلاح الخداع،
يُطاح بالصادق تحت سنابك الحقد،
وتتوج الأكاذيب بتاج السلطان.
يستقوي الكاذبُ بجموعٍ عمياء،
ويُصدّق حتى تُصبح الأكاذيبُ حقائق لا تقبل النقاش.
(4)
أيتها الدنيا، يا مسرح العبث،
كم من مرةٍ انتصرتِ للباطل،
وسحقتِ أصحاب النوايا النقية؟
لكنَّ هذا الصراع، وإن طال أمده،
ففي جوف الليل ما يهمس بأن الفجر آتٍ،
وأنَّ الخير، مهما انحنى،
سيبقى الجذر الذي ينبت من رماد الزيف،
ليحمل الشمس على راحة يديه.
خالد الكاتب
20 سبتمبر 2024
|
|
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-09-23 في 07:04 PM.
|