2024-10-16, 11:47 AM
|
|
شمعة تحترق .... فواصل من كتابي كلام في الرومانسية
شمعة تحترق
صنف جديد قديم مرَّ بحياتي
امرأة لرجل وحيد
خرج عنها ولم يعد
تلك التي أشعلت كل الشموع
انتظاراً لقدومه من عصره الوحيد
هذا الذي يوم أن وعدها أنه قادم
ونشرت على حبل أوجاعها كل أحلامها المولودة
أوقفت تلك العذرية الفريدة على شبق كلمة منه
لو نطقها لرقصت
ولو بثها عبر الأثير لذابت كما السكر في قعر فنجانه المجهول
جلست تلك المسكينة عند شرفتها المطلة على بحر الذكريات
تتنسم حضوره مع العواصف الذاريات
وكم لبست ثوب السافيات الماطرات القاتلات
أملاً في أن يأتيها صباحٌ يحملُ ضوءَ هذا المفقود الخافت
أو ربما مساء يجرجر أذيال التمنِّي قبل الغروب
انتظرته وحيدة كما زهرة الصنوبر بعد ثلاثة عقود
ظناً منها أنها ستنبت
وحين تمطر السماء تمنت
أن تتشربه كما قطر الماء
حين يهطل من أعالي الذكريات
لبست أجمل ما لديها كل ليلة من ثياب
لكنه لم يأتيها
تعطرت بعود وريحان كي يتنفسها قبل العناق
لكنه لم يأتيها
أشعلت كل الشموع فوق منضدة التلاقِ
ومرَّاتٍ تلوَ مرَّاتٍ
لململت ضفيرتها ثم أسدلتها من جديد
لكنه لم يأتيها
ولم يُثنيها البعد عن الانتظار
ذبُلت الورود
وتاهت كل الوعود
وتمنت لو تراه قادم من قلب العتمة
كما ضوؤها الخافت من جديد
لكن هذا الرجل الباهت مازال يواصل الغياب
ذابت الشموع وانقطعت سبل الرجوع
وهي هناك في شرفتها وحيدة
تحترق ... تتهافت كما ريشة في مهب الريح
وأقسمت أن تبقى في شرفتها وحيدة
على أملٍ منحه لها ذلك الرجل الوحيد
الهارب في جحيم الأمنيات
ثمَّ
حين تجلس أنثى على شاطئ ذكراها وحيدةَ
أقول لأصدقائي
أنا وحافظة نقودي لكم
لو يترجم أحدكم ما يحكيه هذا الكائن للنسيم ؟
أحيانا يثرثر أحدهم
لا شيء يا صديقي غير أنها تنتظر
وآخر ربما أحدهم بمكان ما
وثالث قد يقسم أنها فريسة لخديعة ما
ولكنني قد أختلف معهم جميعاً
فلا تجلس سيدة مهما بلغ زمانها على حافة شاطئ وحيدة
إلا لتناجي البحر أن يمنحها مالم يعطيها الزمان التليد
وكلما اهتزت مع الريح منها ضفيرة
قالت ليتها كانت همسة من حبيب
ثم
أظل أثرثر والحمقى يُسَجِّلون
بينما أنا أقطف من جمال الصورة
زاوية جديدة للكتابة
وهم بذلك يتنعَّمون
***
فواصل من كتابي المزعوم
كلام في الرومانسية
محمد حجر \
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-10-27 في 03:20 PM.
|