مرحــبا بكم مليون |
قصـص، روايـات، سرديات، بأقلامكــم يمر الربيــع تلو الربيـــع ويتصــاعد الشـــعور - قصص ، روايـات وسرديات |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أحاسيس خريفية - الورقة الرابعة
أحاسيس خريفية
الورقة الرابعة.... كانت مجرد حجة،لأن الضياع داخل شعاب الروح أصعب من الضياع في حواري المدن العتيقة.. كذبة..!!!،أو ربما تسليم واستسلام للضعف والخوف... كم أنا بحاجة لشخص واحد.. ذلك الذي يسمونه خليل أو ونيس أو سند.. شخص منك وأنت منه.... أكبر كذبة أن تهب عمرك لأشخاص خرجوا من رحمك.. سيستقبلون أحضان أخرى ويضيعون أيضاً في شعاب الحياة... حين كنت صغيرة كان وجود جدتي مصدري الوحيد للأمان... فتحت عيناي في حضن عجوز بحكم عريزة الانتماء اناديها ''..أما.. أو ياما ''.. في وقت كانت صديقاتي لهن أمهات صغيرات وأكثر اناقة من "أما ".. ذات الشعر الأحمر الناري... وتلك التجاعيد على جبينها وخديها.. "أما "..كانت في الماضي جميلة جداً ما زالت تحتفظ بملامح خاصة بها... هكذا كانت تجيب عن أسئلتي بسرد أمجاد ماضيها.. التي كنت اسخر منها في معظم الوقت وكانت تنهال علي برمي ما هو أقرب لها..... من آثار تخليها عني في فترة حجزي بالمستشفى كان فقدان شعري... جديلتي الطويلة التي تحولت إلى كتلة واحدة لا مجال لفك عقدها وتسريحها.. لم تكن النظافة منعدمة لهذه الدرجة! كانت المشكلة في انعدام الأيدي الحنونة علي.. التي تعودت الاعتناء بغسيل شعري وتمشيطه.. أتذكر كيس القماش الذي يحتوي على عدة جدتي وتلك المجموعة من الامشاط المختلفة الحجم.. الآت التعذيب كنت أطلق عليها وجلسة قبل النوم بين ركبتيها لفك ظفيرتي وتسريحها وشدها وتقميطها من الجذر للأطراف بقطعة القماش حتى تأخذ شكل عصى يقسم راسي نصفين... ويزعح منامي فقط لانعم الصباح بربطة ذيل حصان أو جديلة تثير الحسد للكثير من رفيقاتي... لكن بمرور وقت إقامتي الجبرية في قسم الأوبئة تحولت تلك الجديلة لعرين الطفيليات ووجدت البيئة المناسبة للتكاثر.... حين غادرت المشفى في وقت غير مناسب حتى دون إكمال مرحلة العلاج بسبب نوبة خوف شديدة وهلع جنوني ليلة فارقت الحياة رفيقة غرفتي إلى رحمة الله.. خوفا علي من الجنون تمت اعادتي للبيت. في وقت متأخر من الليل... لم تكن جدتي في بيتنا ليلتها.. كان استقبالي تماماً مثل استقبال الوباء.. فكانت ليلتي أن أنام في المطبخ على قطعة لحاف قرب الموقد حتى يطلع ضوء النهار ويبث في وضعي.... وفي إقامتي في بيتنا.... لم تكن ليلة سيئة على الأقل انا بمأمن عن الأموات والموت... مازلت أحمل آثار تلك الحادثة طول هذا العمر... رغم كتماني الشديد لها ما زال الكثير من يتذكرها يناديني ب كوزيت.. بطلة قصة البؤساء.. ربط طفولتي مع تلك البطلة كان يمنحني دمعة وابتسامة في نفس الوقت... أما الحسرة فكانت تقيم تحت أنقاض روحي.... كان الصباح في بيتنا جميلا افتقدته كثيرا أثناء إقامتي في المصح... اخوتي وأخواتي أبي وأمي لكن "أما ".لم تكن موجودة كانت عند أحد عماتي... أول ما قام به والدي تشديد الحرص على حميتي الغذائية وإعداد القائمة بذلك.. زيادة على الدواء... لقد تعديت مرحلة نقل المرض لكن ما زلت تحت الخطر ....... يتبع #سميرة
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-10-29 في 05:05 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 3 | |
, , |
|
|