2018-06-10, 10:20 PM
|
|
رسالة لإبنة غالية
كُتبت هذه الرسالة حملت لها كل معاني الأبوة، لكن كانت الصدمة فيها وبها أقوى
من أيِّ وصف ، ولم تكن على أدنى مستوى بنوَّةِ الأبناء، ولا اعتقدها تتمتع بأمومتها لأئبنائها ، ولستُ بنادمٍ على ما كتبت فقد كانت خوالج صادقة خاليةٌ من أيِّ زيف
وما احتفاظي بهذه الرسالة رغم غصات ذكرياتها
سوى لتبقيني أتذكر أن لا يُصدق كل
ما يُقال وبخاصةٍ ما يتعلق بالمشاعر
|
|
|
|
بُنيَّتي الغالية
وعلى غرار الأحبة والعاشقين ، أتيتُ هنا لأكتبَ لكِ وأعلم تماماً
أن هذه الكلمات التي سأسجيها على هذا البياض من السطور
ربما تصلكِ ، وربما لا تصل ، ولكن عزائي أنكِ في يومٍ ما ستقرئين وتعرفين
ما حملته لكِ من حبٍ في حنايا وثنايا سطوري
فلا تعجبي أيتها الغالية المُقيمة في النفس ومنذ سنين أني دوماً ويومياً
أتتوجُ بعطرٍ من صورتكِ وابدأ صباحي به ليكون فيما بعد يومي أبلجٌ أغرٌّ
متوجٌ برذاذٍ من عطرِ اقحوانكِ وبيلسانك
فابنَتِ أنتِ والتي لم يشأ الرّبّ أن يكون لي اِبنةٌ من صُلبي ، لكن الله رحيمٌ كريم حين لي وهبكِ ابنةً ، وأنتِ اِبنتي منذ سنين خلت ولعلك بذاك ما شعرتين
أرقُبُكِ واراقبك وأُحاذر في مراقبتي لكِ كي لا يُلفت اِنتباهك مراقبتي فتأخذنيها على محملٍ آخرٍ غير الذي له أنشد
ومن محاسن صدفي ، والصدفةُ التي لعلها جاءت ليست في زمانها ولا في توقيتها ولا مكانها ولا حتى ظرفها
إنما هي جاءت ، وجاءت في لحظةٍ كانت لربما موحشةٌ ببعضٍ من قسوةٍ
أو بعضٍ من فضاضةٍ وضيقِ خاطر
أتيتِ أيتها الغالية ، وبغضِّ النظرِ عن ما أتيتِ به ولأجله ، كانت هناك لحظةٌ في ذلك القدوم والذي لطالما أسعدني وأثلج صدري
لحظةٌ كانت هي حقيقيةٌ برغم ما هو قائمٌ من مسافات ، بكلِّ ما فيها
كانت حقيقة ، وحقيقةٌ هي كانت الإثلاج الحقيقي للصدر بكلِّ ما تحمله هذه العبارة من معنى
....
تالله في لحظتها كنتُ كمُتيَّمٌ وعاشقٌ وَلِهٌ من الوريد للوريد
في تلك اللحظةِ والتي تلفظتِ بها بالمناداة إليَّ لتقولي لي " أبتِ "
كان لها من الوقعِ في النفسِ بأكبرِ من كلِّ محيطات هذا الكون
وكانت أثمن وأغلى من كلِّ كنوزٍ على الأرض وفي باطنها ، وما في السماء وأعاليها
....
أيتها الإبنة الغالية وجداً
لكِ في ظهرِ الغيب مني كثيرٌ وكثيرٌ من الدعاء والاِبتهال والترّجي للخالق
أن تكوني دائماً وأبداً محفوظةً من أيِّ ذرةِ أذى
فبكِ متربصين ، ولكِ حاسدين
وإني لأرى فيكِ من النقاءِ ما يعُمَّ على الكون ، من أرضنا ولحدِّ ثامن سماء
وإني لأدري أنكِ على قدرٍ من العزم والصمود والتصدي لكلِّ عابثٍ
يحاول أن يعبث ويعكر صفو عذب نقاء روحك ، فمصيره أدري لن يكون الاّ هالكٌ متهالكٌ هو وما حملت نواياه من خُبث وضغينة
....
غاليتي الحبيبة
حقاً ، لستُ أدري ما دعاني للكتابةِ الآن
وفي هذه اللحظة بالذات ، والتي كنتُ فيها مُتضرعاً للّربِّ أن يحميكِ حيثما تكونين
فإن شاءت الأقدار لنا لقاء ، وإن شاءت اللحظات أن يصلكِ هذا الخطاب
فاعلمي أنه بكلِّ الظروف والأحوال حينها سأكون بأكُفِّي رافعٌ للسماءِ من أجلك ومُتضرعُ
وسأكون في غاية غبطتي وسروري
غبطةٌ وسرورٌ حقيقيان وليسا فقط مسجيّان على صفوف السطور
واعلمي أن هذه من أسعد لحظاتي ، إذ أني ولمرتَّي الأولى تراودني فكرة الكتابة لكِ ، وأجلس هنا خلف شاشتي
ولا أرى من خلالها إلاّكِ وعيناكِ ، ورائحةٌ من جنباتها شذية
لأن الحروف مُنصبَّةٌ نحوكِ ونحو ديارك ووطنكِ وحيث تقيمين
ابنتي الحبيبة
احبك وجداً وبأكثر مما تتصورين أو تتخيلين
فليحفظك وليحرسك ربَّ الكون
من كلِّ العابثين
حبي ومحبتي لآخر الدهر وما بعده سيكون
...
..
.
تم النشر سابقاً
|
|
|
|
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2024-10-27 في 01:48 PM.
|