كأن نقول
{ اضطرب خاطره لما سمعً من أخبار } وهي كذلك ما يمّرُّ أو ما يجول بالنفس أو القلب
* وكلمة الخاطر تعني كذلك الهاجس
*كذلك تعني ما يخطر في القلب من تدبير أو أمر
وما يميزها هو انها ليست محددة بقافيةٍ أو وزن أو إيقاعٌ موسيقي .
وهي بالتالي ذاك الشعور الذي يحوي الكثير من الدفء في المشاعر والحاسيس
وهي فنٌ من فنون التعبير الأدبي ، والذي يكون هو بالأصل نعمةٌ من الله أن مُنح هذا الانسان هذه الموهبة من لدّن الرحمن.
ومع كل ما ذكر سالفاً ، لا بد أن لهذا الفن الأدبي والمستقل بذاته خطوطٌ عريضةٌ من قواعدٍ وأسس ، على الكاتب
أن يتوخاها ويضعها نُصب عينيه أثناء كتابته لخاطرةٍ ما ، وهذه بدورها سوف تُعينه وتساعده على معرفة
ماهية واسلوب الخاطرة الموفقة بكتابتها والناجحة.
ومن هذه الخطوط او النقاط نذكر :
{{ الوضوح في الأسلوب}}
وهنا يجدر الذكر أن وضوح الأسلوب لا يعني الوضوح التام ، فلا بد أن يكون هناك بعض الغموض أو الرمزية حتى تُحافظ
الخاطرة بالتالي على اثارتها وتحقق دهشة وتفاعل القارئ أو المُتلقي ، وتُعطي القارئ مساحةً للتأويل
فوضوحها وضوحاً تاماً سيُعدم اثارتها ودهشتها لدى القارئ أو المُتلقي ، وربما يأخذ القارئ لبعضٍ من الملل في قراءتها
وهذا كله يعتمد على حنكة وعقلية الكاتب في اختيار مفرداته والتي تؤدي الغرض المنشود من كتابة الخاطرة
ولا بد ان يكون دقيقاً في اختيار هذه المفردات وكيفية صياغتها بلغةٍ سلسلسةٍ رصينة
ثانياً :
{{ تحقيق التشويق والإنجذاب لدى القارئ " المُتلقي " }}
وهذا يعني أنه لا بد من وجود هدف معين للخاطرة ، وأن تكون ذات معنىً منشود
وأن تحتوي على العُمق في معانيها ، وتسلسل افكارها واحداثها ، كذلك لا بد أن يكون في هذه الأحداث
روحٌ تحركها الحروف ، وهذه دورها عنصرٌ هام كي تجعل القارئ أو المُتلقي ينجذب لقراءتها ويتشوق
للـ آتِ من أحداث وهو فيما بينه وبينه يعيش تلك الأحداث التي يقرؤها ، ومن هنا يتحقق التشويق
وهو مطلبٌ أساسي في كل خاطرة مطلوبٌ في كل خاطرة
{{ تحقيق التشويق والإنجذاب لدى القارئ " المُتلقي " في الخاطرة من خلال أحداثها }} {{ طريقة وأسلوب السرد }}
من المؤكد هنا أن لكلِّ سردٍ مزايا خاصة به تختلف من كاتب لكاتب
فعند استخدامنا لضمير المتكلم في الخاطرة نكون هنا بطريقنا الى البوح والاعتراف بجليّةٍ ووضوح
واذا استخدمنا ضمير الغائب نتجه هنا الى الحديث عن مشاعر حب أو عن هموم ومُنغصات غيرنا ، وهُم الذين
نشعر بمشاعرهم وأحاسيسهم
رابعاً :
{{إعادة إحياء المواقف }}
واحياء المواقف في الخاطرة هو أن على الكاتب أن يُبقي هذا الموقف في ذاكرته
ليحوّل هذا الموقف لمشهدٍ أو لوحةٍ مرسومةٍ يحعل من خلالها القارئ أو المُتلقي
يشاهد هذا الموقف أمام عينيه
وما يتوجب على الكاتب هنا هو
اختيار مفرداته بفطنة وذكاء ، واستخدامها بوصفِ الموقف بدقةٍ دقيقة ويتوخى في هذا
الوصف كذلك الايجاز ما أمكنه والتكثيف
خامساً :
{{ فصل الخاطرة }}
وهي أن نقسم الخاطرة الى فقرات ، أو وقفات تكون متسلسلة وتكون هي غالباً مقسمة الى :
المقدمة
العرض أو العقدة { وهي تكون حور الخاطرة الرئيسي }
ومن ثم الخاتمة { ويجب أن تكون مؤثرة للقارئ وتحتوي على صُلب وخلاصة ذاك الشعور لدى الكاتب } {{ التناسق }}
على الكاتب أن يكون أنيقاً في تريتيب أفكار خاطرته ، وان تبقى خاطرته بخط سير واحد
وأن يتم فيما بعد تنقيحها وإزالة أي شوائب لغوية أو مفردات تكون زائده وبالتالي فهي لن تضيف
أن شئ أو أي جمالية للخاطرة .
{{ الخيال والتصاوير والتشبيهات المجازية }}
وهي أن يتعمق الكاتب في عالم الخيال ، حتى يبات القائ يجده لا يلامس الواقع أبداً
وهذا يُعطي للخاطرة رونقاً جميلاً ، ويُضفي عليها شيئاً من الشاعرية
كأن نجعل او نصف أن النسيمات تتراقص ، وتُحاكينا الأزهار والورود بلغتها
والقمر فوقنا يكون بثغره البسام بعذوبة ابتسامته
كل هذا يكون هو عبارة عن مُنكهاتٍ للخاطرة لدى القارئ مُحببةٍ ، وتستسيغها نفسه
{{ العنوان }}
إن اختيار العنوان هو دليلٌ على حنكة الكاتب ، ولا بد أن يكون اختيار عنوان الخاطرة
مُعبراً ومؤدياً للفكرة الرئيسية للخاطرة ، ويحبذ هنا أن يكون عنواناً يحمل رمزية أو يكون هو إيحاءٌ
يعكس فكرة الخاطرة
ومن الممكن أيضاً أن يتم اختيار العنوان ببعبارةٍ أو كلمةٍ من ضمن سياق ما أتى في الخاطرة
لكن لا بد أن يتسم بالقوة من حيث التعبير والتأثير ولفت الانتباه في نفس أو نفوس القرّاء.
{{ استخدم الإسقاط الفني }}
وهذه كما قلنا سابقاً اللجوء الى الرمزية داخل النص للتعبير عن أشياءٍ واقعيةٍ
إذ أننا هنا نحتاج الى الاستغناء عن التصريح بهذا التلميح الرمزي وهذه معنية بالمواقف التي يمر بها الكاتب من حبٍ وفراقٍ ولقاءٍ وشوقٍ ومُعاتبةٍ .... الخ
معنية هذه الخاطرة بالفضائل الانسانية ، والقيم الحميدة والجملية كـ الوطنية ، والتضحيةِ ، والصداقة والأخلاق الحميدة الفاضلة ، والعادات المُتسمة بنُبل الخُلق وشهامة النفس ... الخ
معنيةٌ مثل هذه الخواطر بوجد ووجدان الكاتب الداخلي ، ورؤيته لشئ ما
وربما تكون شطحةٌ من شطحات خيال الكاتب وهذا ما يُسمى بالـ " سريالية " وكهذه خواطر تكون معنيةٌ بنقلٍ أو وصفٍ لمواقفٍ أو صورٍ اجتماعية تحدث
في واقع الكاتب ، وهي عادةً ما تكون إما مواقف أُسرية ، او مجتمعية ، أو على مستوى الوطن والدولة وهي عبارة عن نقل احاسيس أو مشاعر او بعض مواقف
كما في الخاطرة الرومانسية وهي عبارة عن نقل احاسيس ومشاعر كاتب الخاطرة ، ولا تتطرق لذكر ذلك الموقف
كما في الخاطرة الوجدانية
{{{ من مكونات الخاطرة المركبة }}}
ترابط ووضوح بين جمل الخاطرة ومعانيها
فلا يكون هناك شذوذا بين الجمل والمعاني من الممكن احياناً لهذه الخاطرة أن تسير في نفس
درب اسلوب القصة القصيرة غالباً لا نجد في مثل هذه الخواطر المركبة صوراً بلاغية أو مُحسنات ومنكهات بديعية
تكون متنوعة المفردات والكلمات
بين مفردات تُحاكي الواقع ، واخرى تأخذ جانب الخيال والأحاسيس
{{{ ومن مكونات الخاطرة المجردة }}}
تكون فيها الرمزية غالبةً تماماً في جُملها ومعانيها
إذ تتخذ طريق الغموض وعدم وضوح المعاني ، والإبهام في جُملها وفقراتها أو وقفاتها يضفي عليها مفردات البديع
فتكون كثيرة كلمات البديع فيها كذلك نجد فيها تلك الجُمل الغريبة ، والغريبة جداً في بعض الاحيان
لتصل في غرابتها أن تكون غير واقعية كُتّاب ورواد مدرسة الخاطرة المجردة
نجدهم الأكثر تعمُقاً في سحر عالم الخيال
وكثيراً من هذه الخواطر نجدها أنها أبداً لا تلامس الواقع بأدنى شئ
أخيراً ، هناك بعض اخطاء أو افعال يقع فيها بعض كُتّاب الخاطرة بشتى أنواعها واشكالها
ومن هذه الاخطاء ، والتي ننصح بالابتعاد عنها وتجنبها التجمل بالكذب ، أو التكلف بالمشاعر والاحاسيس
بهاتان سيجد الكاتب نفسه خارج نطاق حُب القراء لحروفه وربما لنفسه
تكرار الكلمات أو المفردات
فهذا سيخدش الخاطرة ويفقدها اتزان جماليتها
وقبولها لدى القارئ أو المثتلقي السرد أو الكتابة بأسلوب محكيّ
كأن نكتب بذلك الاسلوب
الذي نتحدث فيه في يومنا
فيكون سرد الخاطرة بأسلوبٍ عاديٍّ جداً بمفرداتها ، حيث يفقدها رونقها وخاصية التشويق فيها
( 4 ) إذ ان هذا الاسهاب وهذه الاطالة سيؤديان الى ملل القارئ أو المتلقي
فقمة بلاغة الخاطرة الناجحة هي
بلاغتها وتكثيف المعاني والايجاز والاختزال قدر المستطاع فيها
البحث واستخدام مفردات غريبة وصعب فهمها
يُحبذ الابتعاد عن مثل هكذا مفردات ، أن نستخدم المفردات والعبارات
السلسة والسهلة الفهم والتي تكون بليغةً في لغتها ومعانيها
وهذه هي التي عادةً تبقى راسخة في ذاكرة المُتلقي أو القارئ
على الكاتب أن يكون متأنياً في عملية نشر خاطرته
سواء في منتدى أو في أي موقع آخر
فعليه أولاً مراجعتها مراجعة دقيقة ، حتى يتأكد تماماً من سلامة وصحة لغتها
وعلامات الترقيم ، وحتى تكون سليمة من أي أخطاء املائية تعدد المواضيع في الخاطرة الواحدة
تعدد مواضيع الخاطرة الواحدة
هذا من شأنه تشتيت فكر القارئ أو المُتلقي
وبالتالي لن يحظَ القارئ ولو باليسير من التركيز
ذلك لتعدد مواضيعها وتشعب افكارها كأن يستخدم الكاتب عبارات ومفردات خادشة للحياء العام
وذلك بحجة الحرية للأدب ، ومَنْ يتناولون مثل هذه المفردات الخادشة
هُم الذين يتراكضون وراء الاضواء والشهرة بغض النظر عن الوسيلة .
فحرية الأدب تكمن في رصانة لغته وجمالها ، وجمال التصوير في مفرداتها
والتي تكون راقية التعبير والوصف ، بعيدة عن أي خدشٍ للأدب الانساني
ولا سيما الاسلامي
"" لا تضع كل أحلامك في شخص واحد
ولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته
ولا تعتقد أن نهايه الأشياء هي نهاية العالم
فليس الكون هو ما ترى عيناك ""
""" لا تحاول أن تعيد حساب الأمس ، وما خسرت فيه ، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى
ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى ، فانظر الى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء
ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها
إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم ، وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد
لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ، ولا تأسف على اليوم فهو راحل ، واحلم بشمس مضيئه في غد جميل
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك ، وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً فلا تبحث عن آخر أطفأه
وإذا لم تجد من يغرس في أيامك ورده ، فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى """
"" أيها البعيد عني جداً في آخر المدى
كيف صنعت من اللاوجود وجودك
ورغم كل هذا الفراغ حولي أحطتً بي
كيف يكون في غيابك ن كل هذا الحضور!! ""
مع خالص
الود وشذى الورد