رحمهُ الله واسكنهُ فسيح جناتهِ .
هَذه الهِجرة التي تُعانينها في ذاتِ المَكان أصعَب من هجرة متعددة الأماكِن
فَالذي دعاكِ لِذكراه ، حاجتهِ لَك في الخريف الضائعة فيهِ أحلامكِ المحفوظَة
فيهِ حكاياتِكما معاً ، ولا أريدُ أن أثقِل عليكِ بِسُؤال : هل اشتقتيه ؟
لأننا أدرَى بِهذا النبض المعبّق بِالضحك الذي تبرجت بهِ شفاهنا معهم
وأنتِ كذلك يا رُوح سُقيا ، كأنَّ شَهقَة رحيلهِ لا زالت تُواتِركِ بِعُمقها ولا كُؤوس تَرتشفينَ منها مُر النسيان !
كلما كبرت بَتول ،كلما وَجدتِ فيها عَين تغرغرت إثر فقد فلا يحزنكِ كل هذا
سَتأتِي أياماً مشرقة ، لا يكون فيها الغياب الا محطّة تَمر عنها قطارات أفراحكم
ولا تستعجِلي سَعادتكما ستجدينَ السعادة وحدها تطرقُ أبوابكِ ، فَلتكبر
إلى أن يشاء الله ، فلتكبر ويشرُد عقلكِ إلى ذاكرة داعية لهُ ولها ولكِ بِالحُب
في ظَهر الغيب يا عزيزتي .
أحبكِ .