2018-06-13, 09:59 PM
|
|
بين الحب واللاحب
{{ بين الحب واللاحب }}
..
أيكون الحب أو العشق فقط هما ذيكَ العلاقة الغرامية بين ذكرٍ واُنثى ؟! (( وإن استهللتُ مقالتي هذه باستفهامٍ ربما لا يروق للبعض ، إنما هذا الاستفهام هو محور الحب
أو كما يقولون " بيت القصيد " ))
..
ربما من منظور البعض يكون هذا التصور ، وإن كان فهو يكونُ تصورٌ ضعيف الرؤيا ، فاقدٌ للرؤية
إذ أنني أجد هذه العلاقية والتي هي بمجملها تشاركية حدَّ النخاع بصورةٍ أخرى
ولربما تكون رؤيتي صائبة أو هي الأخرى فاقدةً للرؤى
..
فالأخ يُحب أخاه ، وهذه المحبة فطريةٌ تُولد مع نفسِ كلٍّ منا بخلقٍ من خالقها الذي خلقها ، فلا يداً لنا فيها
( كـ فطرتنا على حبُّ والدينا والذي نماهُ ورعرعه ديننا الحنيف وعقيدتنا الإسلامية السمحة وعلى رأسها
ما جاء في كتابنا الكريم قرآننا الطهور ، وهو كلامٌ وعظةٌ وتنميةٌ ورعرعةٌ من الرّبِّ القدير )
..
فخلق الله بفطرتنا هذا الحب ، والبقيةُ الباقية من ننميةٍ ورعرعةٍ تركها بين أيدينا نشكله كيفما نشاء .
في كل الحالات سواءٌ نَميناه وقوَيْناه أم أننا جعلنا الوهن يتآكله رويداً رويداً هو بناتجهِ مردودٍ لنا أو علينا .
..
ولا تكتمل صورة هذا الحب بمجرد كلمةٍ او عبارةٍ أو موقف ما ، فالكلمات في الحب كثيرة والعبارات أكُثر
من الحروف ، والمواقف أحياناً بل في الأغلب تكون مفروضةٌ علينا فرضاً من جرّاء خلقِ ظرفٍ ما.
فتراهُ يقف من أخيه ذلك الموقف والذي يكون اِيجابياً جداً - وبأغلبه فهو فطري -
وأحياناً يكون كردة فعل لا شعورية منا.
فالكثيرُ من الأشخاص ما يعودون نادمون على أنهم قاموا بذلك العمل الايجابي تجاه اخوانهم
في تلك اللحظة حين كانت تعتلي النفس عواطفٌ حرّى دفّاقة دون دراية منهم
..
ففي هذه الصورة يكون هذا الحب الأخوي غير مكتملٌ ، ولا نستطيع أن نطلق عليه مسمى " الحب "
كما هي الحال علاقة الجار بجاره ، فعلى الرغم أنهما يقومان بزيارة بعضهما العض إلا أن علاقتهما لا تتوج
باسم وعنوان الحب ، فهذا النوع من الحب يكون لحظيّاً أو يكون لمناسبةٍ أو ظرفٍ ما حلَّ على هذين الجارين
..
فحب الأخ لأخته والأخت لأخيها ، وحتى الزوج أو الزوجة لزوجه ، والحبيب بحبيبه ، والعاشق بعشيقه
كل هذه العلاقات بظاهرها هي تكوّن لنا معنى أو بالأحرى مسمى الحب
ومن هنا يُمكننا أن نسأل أنفسنا " من أين وُلدَ الحب ؟ "
فالأب الروحي ، أو تحديداً الرّوح الحقيقية للحب وهي التي تُنجبه وتنميه وترعرعه
هذه الرّوح الوالدة للحب هي " الإهتمام " ، فالحب مولودٌ من رحم الاهتمام
فإن بدأ هذا الاهتمام بالتناقص فذلك يعني بدء التناقص في معدلات
الشعور بالحب للطرف الآخر
أو كما يقولون :: بدء برود العلاقة بين الطرفين :: ليبدأ هذا الحب بالضعف والوهن تدريجياً
فعلاقة الاهتمام والحب هي علاقة طردية ، يزيد هذه يزيد ذاك ، تقل هذه يقل ذاك
وبمهما كانت نوع العلاقة في الحب اخوية زوجية صداقة عشقية الخ .
ولن يصلح الاهتمام بأن يكون مبنيٌّ على طرفٍ دون الآخر ، فمهما كان
صبر الطرف المُهتم إلا أن لحظةً ستأتيه مولودٌ فيها شعورٍ قويٍّ
بأن طرفه الآخر غير راغبٌ بهذا الاهتمام ، أو أنه يرى في اهتمامه خنقٌ له ولحريته
لذا ستراه سينسحب بهدوءٍ ولُطف كي لا يُزعج الطرف الآخر لأنه يكون لا يزال
يهتم به ويحبه على عسكه هو ، فيُبقي اهتمامه عن بُعد به
..
لذلك فإن قول " أنا أهتم بك ، أهتم لأمرك "
فهذه هي الكلمة بحدِّ ذاتها عظيمة وهي اعلانٌ صارخٌ واضحٌ صريح بالاعتراف بحب هذا الشخص وهو هذا
الذي يكون أو هو الذي نستطيع أن نُطلق عليه الحب الحقيقي بمعناه النابع
من حنايا وخواصر كل نبضٍ في المُصرِّح ( القائل )
بصفاءٍ وصدقٍ من سويداء وجدان هذا القائل
لكن .. برغمِ عظمة هذه الكلمة أو العبارة ، فإن لم تُعزز بأعمال وأفعال ومواقف
فهي حتماً ستكون قد قيلت لهدفٍ وغايةٍ ، والعواطف فيها
لا تتعدى مبسم القائل أو شفتيه أي " قول نفاق "
..
فماذا تعني كلمة " اهتم لأمرك وبك "
المعنى من المنظور - حيث أراه - وهو ما أراهُ أكثر عقلانيةً والأقرب الى حقيقة المعنى
بأن هذا الشخص والذي أسمعناه وقلنا له عن اهتمامنا هذا
هو في أعلى درجةٍ من سُلَّم اولوياتنا
واعلى درجةٍ من سُلَّمِ أولوياتنا : تعني أننا حقاً ويقيناً نُحب ما يحب ، ونغفر له أي زلةٍ حتى لو وصلت
الى درجة الخطيئة ونبقى نجد له الأعذار والأسباب لتلك الزلة أو ذاك الخطأ
" اهتم لأمرك وبك " أي أنكَ تستحوذ على تفكيري في معظم لحظات يومي التي اعيشها
وأنكَ الأهم عندي دون كلِّ مَن حولي مهما كانت صفتهم ، ولا يمكن التضحية بك بأيِّ حالٍ من الأحوال
فالاهتمام هو أعلى وأسمى درجات الحب
والحب الذي يفتقر للإهتمام هو حب تتوهم به النفس البشرية احياناً
لتعيش لحظةٍ هي بحاجةٍ لها
ودون التفكير بما سيكون بعدها من دمارٍ لنفس أخرى
..
فدون الإهتمام هو حب لامسؤول ، أو أستطيع أو ربما يمكنني أن اُسميه "الحب الأناني بامتياز "
احبك كلمةٍ عظيمةٍ ، وما يُعظمّها فوق عظمتها ، ويجعلها آيةً من نورٍ للقمر في ليلةِ بدريته ويعززها ويزرعها
في الوجدان زرعاً هو وحده الاهتمام
(( ترهاتٌ وترهلاتٌ لاحت بالأفق ، نثرتها هنا علّها تُورق
فاعذروا ترهاتي ))
سبق له النشر
|
آخر تعديل احمد حماد يوم
2018-08-20 في 04:15 PM.
|