|
|
إدارة الموقع |
مرحــبا بكم مليون |
⊱⊱⊱ زاوية مدوناتكم الخاصة خالية من التعقيبات ⊰⊰⊰ ⋘ غذاء الروح والذهن .... اشتعالات واشتغالات ونبض سوامق حروفكم .. بعيداً عن الردود والتعقيبات ⋘ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2018-10-15, 09:16 PM | #29 |
|
-
أنت لا تفهم يا حسن. أتظن الأمر سهلًا؟ أين سأدفن السنون التي ضاعت بين ايديهم؟ أربع سنين و يزيد. ماذا أقول لمن يسألني عنهم؟ ماذا أقول لأولادي اذا سألوني أين كُنت في العشرين من عمرك؟ اوه عفوًا. لن يسألوني. تعرف لماذا؟ لانهم سرقوا اطفالي ايضًا. سرقوهم كما سرقوا أعوامي. أتظن الامر يقف هنا فقط؟ أتظن ان الحال كما دخلت كما هو كما خرجت؟ هل الطرق نفسها؟ هل المباني نفسها؟ انا لم اعد اعرف وطني يا حسن. كل الاماكن غريبة. كُل شيء بها مُختلف او ربما أنا اراها مُختلفة. أتعرف ما حال الشجرة التي كُنت اسقيها في الخفاء؟ لا احد لها. ماتت و اقتلعوها. ثم بنوا عليها لعبة اطفال. هل ستغفر لي شجرتي هجري؟ ام تشكوني الى الله. اتظن انني سعيد هنا. انني حُر طليق؟ لا يا حسن انا لا ازال مُقيد. لا أزال حبيس اعوامي. كُنت انفخ بالونة الأمل كُل يوم. كُل يوم. اقول اني سأتحرر سأخرج. و بعد؟' زفرة الهواء خارج السجن فقط. تستشنقها و بعد؟ تعمل؟ تدرس؟ تتشتت؟ و كأن كُل ماجرى من عذابات محض لعبة؟ ثم لا خيار لديك لان الحياه تجري و الاعوام المثقوبة لا ترجع. أسلوب "الشبح أو الكلب" ليس سوى تسلية فقدت فيها ذريتي. لاخرج يومًا مدركًا ان و سبحان الله لي اخ نتيجة ذنب وحدتي. وحدتي التي تتحم علي ان اموت وحيدًا. دون شقيق او ابن. أنا وحيد يا حسن. لك اخٌ غبي جدًا لكنه يقف فوق رأس طبيبك حين تمرض. يناقشه و يحاججه بتفاصيل المرض هو مزعج لكنه شقيقك. و اختٌ شفافة رقراقة. يذوب لنعومتها الحرير. تتكأ عليها. تعطيك ادويتك. و أنا من لي؟ كهلٌ يرعبني مرضه و امراة بلغت من العمر ماتحتاج ان اعطيها. لا ان اعُطى. حسن. أن كُنت ستموت. من جراء السجن. و شهورك المتقطعة به. فأعلم انك ضعيف. أنت ورقة خفيفة دخلت في مسمار فاهترأت. و لم اعرفك ضعيفا. أحمد ماسبق | بتصرف. |
اللهم أجعل خيرهم بين عينهم وشرهم تحت قدميهم وخاتم سليمان بين أكتافهم فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|