سأهدم القصر الذي آواك وأزيل بقايا أطلاله وأحرق البستان الذي تفيأت ظله وأقتل طيوره التي شنفت سمعك بأرق الألحان وأردم النهر الذي أروى ظمأك حتى يصبح ذلك القصر المنيف قاعاً صفصفاً وتلك الرياض النضرة يباباً ليزول كل ما يذكرني بك فقلبي مهدى لفتاين .
فتاين يا ملكة الخود الحسان يا من ازدان بوضاءتها التبر والعقيان أعاهدك على ألا أعشق غيرك وأن أبقى لحبك وفيا حتى أرحل عن هذه الدنيا .
قاتلتي لولا أن الحور الحسان مقرهن الجنان لقلت إنك حورية فرت من رضوان فرويداً رويداً بمن أفنى سِنِيَّ عمره في هواكِ فأنتِ من أسلمت لها قياد قلبي بكل قناعة لأن مثلك ندر في الوجود بل انعدم .
فاتنتي اعلمي أني أضحيت كالميت بين الأحياء أهذي باسمك ليل نهار لا أستقر بمكان حتى أذهب إلى آخر لا ألتذ بمطعم أو مشرب ومرقد وأنتِ السبب بهذا وطالما دعوت الله أن يظلني وإياك سقف واحد فإن تعسر هذا فأعاهدك ألا أقترن بغيرك وسأظل أرتجيك ما دام بجسدي عرق ينبض ونفس يتردد .