2024-10-18, 10:11 PM
|
|
رحلة مجاهد: ربح البيع يا أبا إبراهيم
**توكلت على الله وكفى به نصيراً، يا أبا إبراهيم ثابتاً لا تهاب، خضت المعارك بشجاعة حتى ارتقيت شهيداً، طوبى لك الفوز يا أبا إبراهيم.**
في رحاب الله ترقد الآن، يا من ارتقيت إلى مقام الشهادة مقبلًا غير مدبر، شامخًا في ساحة المعركة، ثابت الخطى لا تعرف التراجع ولا الهوان.
لقد رحلت عنا، لكنك لم ترحل في قلوبنا، فقد تركت بصمة لا تُمحى من البطولة والفداء، أنت الذي عاهدت الله ثم وفيت بالعهد، فكان البيع رابحًا والشهادة وعدًا تحقق.
**يا أبا إبراهيم**، لقد اخترت الطريق الصعب، طريق التضحية من أجل الحق والكرامة.
حملت سلاحك وقلبك مملوء بالإيمان، وواجهت المصاعب والصراعات دون أن تلتفت إلى الوراء.
لم تكن تبتغي من الدنيا زينة أو مغنمًا، بل كنت تتوق إلى لقاء الله، إلى تلك اللحظة التي يسجّل فيها اسمك في سجل الخالدين.
قاتلت وقاتلت، وكنت دائمًا في المقدمة، لا تخشى الموت لأنك كنت تعرف أن الحياة الحقيقية تبدأ بعده.
لقد حسمت أمرك، وجعلت جهادك ليس فقط من أجل الأرض والوطن، بل من أجل الله ورفع كلمته.
فأنت لم تكن فقط مقاتلاً، بل كنت رمزًا للثبات والعزم، تعلّمنا منك أن لا نتهاون في الحق، ولا نلين أمام الطغاة.
**ربح البيع يا أبا إبراهيم**، فقد بعت الدنيا بالآخرة، وكنت على يقين أن ما عند الله خير وأبقى.
تركت خلفك الدنيا ومغرياتها، وآثرت الآخرة ونعيمها.
حينما رحلت، لم تخسر، بل كسبت الفوز العظيم، الشهادة التي طالما تمنيتها.
لقد كان استشهادك محطة للوصول إلى الخلود في جنة عرضها السماوات والأرض.
اليوم، ونحن نرثيك، لا نحزن على فراقك، بل نفخر بك ونحتسبك عند الله.
نعلم أنك قد نلت ما كنت تبتغيه، وأنك الآن في مقام لا يبلغه إلا المخلصون، عند من لا تضيع عنده الأجور.
نحن هنا على العهد باقون، سائرون على نفس الدرب، لأننا تعلمنا منك أن النصر ليس بالضرورة نصرًا ماديًا في هذه الحياة، بل هو نصر الروح والثبات على المبادئ، ونيل رضا الله.
يا أبا إبراهيم، إن رحلت جسدًا، فإن روحك لا تزال بيننا، تلهمنا بالشجاعة والصمود.
وكفى بالله وليًا ونصيرًا، فهو الذي نصرك في حياتك، وهو الذي سيكرمك في آخرتك.
لقد قاتلت وقاتلت حتى نلت ما وعدك الله به، وفي ذلك ربح البيع حقًا، لأن الله هو خير الوكلاء وأصدق المواعيد.
------
------
بقلوب مؤمنة، نودع **أبا إبراهيم – يحيى السنوار**
القائد الذي عاش ثابتاً في ميادين العزة، لم يتراجع ولم يهن، مضحياً بكل ما يملك لأجل فلسطين.
اخترت طريق الجهاد، فكنت رمزاً للفداء والصمود، واستشهدت موقناً بأن النصر وعد الله.
**ربح بيعك يا أبا إبراهيم**، فالدنيا فانية وما عند الله خير وأبقى.
رحلت جسداً، لكن روحك ستظل تلهمنا الصبر والثبات، وعلى دربك ماضون.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
|