خَريفْ ..

.".

قَالتْ لِي الأوراقُ القَدِيمة
أنَّ مِثلُكَ : يَفرحُ بِوقتِ البُكاء
كنتُ كَالخشبِ على أعيادِ المَساء
وَ قدْ تَكسَّرتُ كَورقةٍ خَانتْ فَصْلها عَلى أرصفةٍ شَاكِية !

مَا كانَ لليلِ أنْ يَنعُتنِي بِالخَريف !!

متمردة ,مجرد ,سُقيا معجبون بهذا

.".


مَطَرْ

متمردة ,مجرد ,سُقيا معجبون بهذا

.".

وَرقةٌ قَصِيرة .. بِها من الخُيوطِ الطَويلة :


طَرقتُ بابَ الصيفِ كَثِيراً وَ مَكثتُ على كُرسِي الشِتاءِ وَ نظرتُ إلى الرَبيعِ من الجِهةِ الأُخرى , أنا سَيِّدُ المُعاناة / أُشبِّهُنِي بِالفاصلةِ التِي تُغني من فَوقِ سُطورِ النَار , مُغتالٌ بِاسمِ الذُبول , زَرعُونِي كَوردةٍ مَقتولةٍ فِي تُربةٍ نَائِية , وَ شُبِّعتُ بالغُبارِ حتَّى كَرِهْتُ رائحتهُ وَ مِنَ الأشياءِ التِي أمقتُ مُلاحقتها تِلكَ الأوراقُ عَلى عَتبةِ بَابِ مَنزلي , هُنا يَبدأُ فَصلِي الشَاحبُ إلى لَونِ السُمرةِ وَ لكِي أدخُلَ إلى الشِتاء , أستمرُ فِي الركضِ خلفَ الغُيومِ التِي تَزُورُ ذِكرياتِي السَاكنة فِي الصَدر , لِتستيقِظَ الذِكرياتُ المَصلُوبة فِي قُدسيَّةٍ آلتْ إلى اشعَالِ مَا بِالأوداجِ من انسِيابٍ وَ غَرقْ , إنِّي أبدُو كَالحَائطِ الذِي لَمْ يَعُد يَستوعِبُ ألوانهُ الغَاضِبة ! / مَا أنْ استقرَّ فِي القلب هَاجَ فِي حَضرةِ الجَفاف , وَ أيُّ قِيمةٍ تَتوغلُ فِي أناملِي .. مَا أنْ سَقطتْ على الوَرقِ دخلتُ كَإيقاعٍ غَاضِب , لنْ أُغنِّي مع صَفِيرِ الريَاح , سأرتدِي مِعطفِي وَ أُخفِي زَنابقَ أكتافِي , لِي فِي إحداهَا نَايٌ وَ امرأة , وَ بِالأخصِّ حَنينٌ إلى حَيٍ يَقطنُ خَلفَ ذِكراي العَتِيدة , مَا أنْ أُفتِّشَ عن مُحتوى العُمر تَموتُ أزهارَ الفُلِّ شَرقاً ! وَ مِنَ الغَربِ مِساحةً تَكتفِي لرَشِّ الملحِ وَ الأحاجِي العَابِرة , حتَّى المُوسيقى أمَامَ الليلِ تَضُجُّ من أوَّلِ الغُروبِ لآخرِ الضُحى .. هَذا أنا المَاءُ فِي غَيرِ مَوعدهِ يَتأخرُ فِي فَصلٍ أثبتهُ التاريخُ جَفافاً لا مَفرَّ مِنهُ ,أيُّها العندليبُ أطرب بَساتِينَ شَغفِي لعلَّ السَنابلُ تَصحُو أمامَ أكوامِ الوَجع , أينَ زَهرُ الأوركِيد ؟ أمَا خَرجتْ من فَمِ الأرض ؟ كنتُ أعبثُ بها لأزرعها فِي ثَغرِ سَيّدتِي , لأُداعِبَ حَكايا قَلبِهَا , لِأكُونَ المَنفى إلى حممِ شَوقهَا , أيَّتها السَماء أرجوكِ أُهطلِي مَطراً عَلى أعشاشِ العَصافِير .. لِتحلِّقْ خَلفَ ضَوءِ الشَمس , وَ حِينَ الليل أُشعلُ حَطباً لأتركَ النارَ تُغنِّي وَ تُقِيمَ عَاصمةً لوصلِ الأمانِي وَ فوضيّة العُود , أُتركُونِي أكتُب حَولَ عِباراتِ آبريل , فهَذا الخَواء أصبحَ يَجيءُ مُبكراً , أُتركُوني لغاباتِ الأوركيد وَ لهيبةِ المَاضِي , إنَّ ما بِصوتِي لَعالمٌ من الخُذلان , فأنا الفصلُ الفَقيرُ إلى المَاء , إنَّ الأشياءَ تَكبرُ فِي دَاخلِي وَ الأحلامُ تَتلاشى وَ تَنهارُ أوراقِي , كأنَّ لعنةً ما أصابتني , فكلَّ حُزنٍ يَثقبُ قلبِي لأكتبَ نَثراً من يَاسمينٍ مَيّت ! / إنِّي أُفصِّلُ لحظاتِي وَ أُوزّعُهَا عَلى نِيرانِ الحَطب , لأُشعلَ الكَستناء وَ تَحترقَ بَاطِنُها وَ أكتبُها تَاريخاً لهذا اليَوم , عَبرَ أناملِي الطَويلة جِدالُ عَصافِيرٍ عَلى فُتاتِ خُبزٍ وَ مَا حَوى , وَ الرسالةُ الجَميلةُ تَرقبُ حَمامةً تَائِهة , حِينَ أكتُب ليسَ بِالضَرورةِ أنْ أنعتَنِي بِرائحةِ النِسيان , سأبتسم لأنَّ أشجَاري العَارية .. تُهدي لرئتِي هَيئةً مِنَ الشَاي وَ القُرنفُل !


أنَا عَائدٌ إليك
أنَا عَائدٌ إليك

متمردة معجب بهذا

.".

سَئِمتُ من ذَلكَ الغِياب الذِي يَحتفلُ فِي دمِي !
إني أتنفسُ هَذَا الصَباح عَبرَ الحقُول وَ مِن بَينِ السنَابلِ الشَقراء
مِن أجلِ عَيني الأُخرى .. أخطفُ من الأبجديةِ ما يَكفِيني من حرُوفٍ صَغِيرة ..

أشعرُ أنَّ الرُوحَ خاويةْ , و سَقفُ مَنزلي قَدِيمٌ بَاهتٌ بِاللاشَيء ,
وَ الفراشاتُ فِي يَدِي تَمُوتُ بِبطءٍ شَدِيد , ثُمَّ أوراقِي تَضربُها الرياحُ حتَّى تَصفعها مُجدَّداً ,
حيثُ الصباح وَ لسعةِ الأرق .. أنتظرُ أمراً قَبلَ تَتوُّجِ الأرضِ بِالضُحى .

متمردة معجب بهذا

.".

هَل يَحفَظُنِي الذُبولُ جَيِّداً ؟
أمْ هُوَ ذَلكَ الفصلُ عِندما تَسقطُ أوراقهُ لِيشكِّلَ إليَّ رَسماً ما ؟!

قُلتُ لزُنبقتِي الصَفراء :
وَحدكِ تأخُذِينَني إلى حَياةِ صَوتكِ الذِي يَزرعُ فِي نَفسِي مِئةَ شَجرةٍ مِنَ الليمُون , وَ أقولُ لكِ قَدْ أُصِبْتُ بكِ وَ تمسكتُ بعَصركِ القَدِيم حتَّى ارتشفتُ من نَبعكِ المَوتَ بكِ , ما أنْ أراكِ أسألُ قلبي : أيُّ انسانةٍ تَزُورني بِرائحةِ الزيزفُون وَ صَوتِ الحسّونْ ؟ / أينُكِ عن ثُقلٍ قَيَّدَ قلبِي بفحمٍ مُشتعِل ؟! / كِدتُ أنْ أنساكِ لكِنَّ اسمكِ يَمرُّ كَالغيمِ حتَّى يَرشنِي بِالمَطر , آهٍ لو تَعلمِي كم منَ الفُلِّ غَرستُ على كفِّي , هَذهِ أنتِ يَا جَمِيلتِي كُلَّما جَمعتُ من العُمرِ يَوماً وَ شهراً وَ سِنيناً بَرِدَ قلبِي الذِي كَانَ يَشتعلُ من جَمركِ , أُكتبيني حتَّى أُكثِرَ منَ النثرِ وَ عُوْدهِ , أُنطقِي لليلِ بأنَّكِ سِرِّي الذِي يُغنِّي فِي رَوضةِ الحُب , دُلِّيني عليكِ لأحملَ الهَدايا التِي تَحولتْ إلى غُبارٍ وَ أسى ! / لوْ أنَّكِ تَعبُري فَصلِي لَبقيتُ سَلامِي فِي مُفترقِ الطَريق الذِي أجهلُهُ ! بعدَ أنْ تجفَّفت أوراقِي وَ تَكسّرت قَبلَ أنْ يَغسلها المَطر بِماءهِ العَظِيم , مَاتَ اليَاسمينُ عندَ نُهوضِ الألم وَ قُبحِ المَنظر !

متمردة معجب بهذا

.".

أيَّتُها المَرأة .. تَمهلِّي قَليلاً
لأُحِيكَ لكِ فِي وَسطِ قَلبي حُجرةً صَغِيرةً مَلاذُها أنتِ .

متمردة معجب بهذا

.".

وَحدهُ الصَيّف يَهِبُني حَرارةَ صَوتكِ
حتَّى أُصبِحَ مَوجوعاً بِتأويلُكِ !

متمردة معجب بهذا

.".

أيَّتُها المرأةُ التِي حَرَّكتْ نُصوصَ حِكاياتِي , قَهوتكِ أصبحَتْ بَارِدةً فأبتعدتُ عَنِ الشِتاءِ , وَ ارتشفتُ من فِنجانكِ السَاخِن وَ لا تَسألِي , إنَّ أسفلَ وِسادتِي سِراً كَادَ يَبلغُ أُغسطسْ بِلغةِ الرِيَاح , وَ مَا مَسّنِي منكِ سِوى اصبعكِ الذِي أحسبهُ سُكَّراً , جُزءً مِنِّي قَدْ اتَّسعَ حجمَ السَماء , وَ بينَ شَفتيَّ وَردةً بِمقدارِ الذُبول وَ لا أعلمُ إنْ كَانتْ لكِ أمْ لِفصلِي , أُقصدِيني بِصوتكِ لعلَّني أغتسلُ بِماءهِ , تَعالِي إلى نَافذتِي وَ استمعِي لِنداءٍ سَقطَ خَوفاً وَ كَانَ للعراءِ زِينةً !


تحَرِّي عَنِّي وَ أغلقِي بَابِي وَ اسرُقِي صَمتِي وَ أعلنِي لُغتِي بَينَ فَواصلِ الحَياة
تَركتُ قُبلتكِ مَرَّةً .. لوَّحتُ إلى حِكايتِهَا فَفرَّتْ !
قُولِي لِي : أينَ رَقصتُكِ وَ طَرقِ كَعبكِ عَلى مَجالاتِ المُوسيقى ؟
عَلِّقِي فِي ذِهنكِ وَقتاً مِنَ اليَاسمينِ فِي حَضرةِ الليل
فأنا انحَسِرُ فِي مَواقيتِ دِفئكِ !

لوْ تَعلمِي أنَّني مَضغتُ حُلمكِ الشَبيهُ بِحلوى دِمشقيَّة
وَ جلبتُ من أوَّلِ الغَيمِ قَطرةً صَغِيرةً .. أدعُوها أنتِ

مَا فقدتُ خَيالِي .. حتَّى غَضِبَتْ جُلناريَّةُ عُمري !
وَ ما ارتديتُ مِعطفِي حتَّى أُشكِّلَ رَحِيلِي القَادِم
إنَّ القِراءةَ تُوفِّرُ بَعضاً من الألمِ وَ طعنةً من أُغنيةٍ بَطِيئة !

لوْ أنَّ صَوتكِ .. يَأتيني وَ الآنْ
كَسفنٍ تَنشدُ الحُريَّة .. ثُمَّ يَبرزُ نَهدكِ كَمَدينةٍ مَا !
وَ الصَيّف أسفلَ الحَدائقِ .. يُحرِقُ بَقايَا الشَوقِ مِن طِينٍ طَريٍّ كَجلدكِ
الذِي يَعبرهُ نُعومةَ القَصائدِ وَ ألوانِ أشجَاري !!

وَجهُكِ .. نِداءٌ
قَلبُكِ .. عُشٌ
أناملكِ .. قُدومُ الرَبِيع



هَذا أنَا .. أشرُحكِ بِسياسةٍ أسفلَ مَظلَّةٍ وَ ضَوءٍ لَعِينْ

متمردة معجب بهذا

.".

هُنا فِلسطينٌ فِي سُكنى الخَرِيف
أيُّها الوَطنُ البَعِيدُ عَن الرُوح
أُلقيكَ سَلامِي وَ كَثِيراً
وَ أُعِيدُ الكرَّةَ فِي غُربتِي


وَ تمنيَّتُ زِيارتكِ .. لأُوفِيَ لِعينيَّ مِن وُعودٍ أصبحتْ مُهملةً على طُرقٍ مَسدودة
لكنْ الصَبرَ يَا بِلادِي

متمردة معجب بهذا