’ ..
أطرق باب الموت، فيعلٍّق حفّار القبور لافتة:
"لم تبقَ محلات".. ويسجل اسمي على "لائحة الانتظار"!...
أطرق باب الفرح ، فيفتحه لي وهو يجهش بالبكاء..
أطرق باب المحبرة ، فأجد جثث الحروف
عائمة فوق سطحها مذبوحة بسكاكين "العناصر غير المنضبطة"
أطرق باب جدتي، فتفتحه لي بوجهها العتيق،
وأبكي طويلاً فوق حناء يديها،
بينما ياسمين شعرها يهطل فوقي ..
’ ..
قديماً; أحبّ الناس الزُهّاد، لِأنهم لا يحتاجون شيئاً ممّا في أيدي الناس،
هُم أقوى من غواية المال، وغواية السُلطة، وغواية المرأة،
وغواية الأهواء بين المطمع والمطمح، والناس يُحبّون
من لا يُكلّفهم شيئاً، وهُم يُعطون رغباً ورهباً،
والزاهد لا يحتاج في الحالتين. كاد من لا يحتاج أن يكون إلَهاً !
أنا لا أبدل أحزاني وأحزان قلبي بأفراح الناس
ولا ارض أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصبح ضحكا
أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وابتسامة
دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها
وابتسامة تدنيني من أبناء بجدتي وتكون رمز تمجيدي
دمعة أشارك بها منسحقي القلب وابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي
أريد أن أموت شوقا ولا أحيا مللا
أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب و الجمال
لأني نظرت فرأيت المستكفين أشقى الناس وأقربهم من المادة
وأصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني
أعذب من رنات المثاني والمثالث
يأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها و تنام معانقة شوقا
و عندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لأقتبال قبلة الشمس
فحياة الأزهار شوق و وصال , دمعة وابتسامة .
تتبخر مياه البحر و تتصاعد ثم تتجمع و تصير غيمة وتسير فوق
التلال و الاوديه حتى إذا ما لقت نسيمات لطيفة تتساقط باكية نحو الحقول
وانضمت إلى الجداول ورجعت إلى البحر موطنها ,
حياة الغيوم فراق ولقاء , دمعة و ابتسامة