كُنا نستَطيع اختِيار دُروبنا التي تقيسُ لَنا مَدى السَعادة الذي نحققهُ مع مَن نُحب
كُنا نستَطيع إقناع الذين نُحبهم أن بَقاءنا لا يُسمعهم أي ضجّة حاقدة مثلاً أو صَدى لِاختلافنا
كُنا نستَطيع أن ننسج من ليالي صيفنا أغنيات بلا ألحان الدموع المصغية لِقلبنا الفاقِد
كُنا نستَطيع أن نقتل رغباتنا بِصنع مواعيد ساذجة لا تتم بين اطلاق النبض والرصاص
كُنا نستَطيع أن ننفر من أماكن لا تُسلبنا أفكار تقديرنا لأنفسنا كالتي اغتصبت فيها ثقتنا بأنفسنا أن كل شيء سيكون
على نحوٍ مغاير كما نُحب !
كنتُ أستطيع إخبارك بِتوقي واحتياجي واشتياقي لكن .... لا بأس ! :122410121220dcxy5dp
سَحبتَ من وَجهي ضُوء البشوشَة
ثملتَ مع آخر كأس أصفَدتهُ قُيود الفِكر
قُلتَ قصيدة بلا قافية
وخاطرة بلا فكرة
قصة بلا حبكة
رأيتني بعينين مغمضتين
حلمتَ بيقظتك
ذَهبتَ عني بحضورك
تدنّست خطواتكَ بكذبك
كفّنتَ اسمي بِذُل الحُب
اكتحلتَ بِرأفة غيري
غِرتَ عليّ بلا منطِق
سَردتَ دمعك بلا بكاء
أينَ كانَ هَذا مُخبأً لِي ؟
على عَتبة الضعف و بِنبرة عِتاب يَجهشهُ الحُزن من الأعماق
مَولودٌ هذا الكَلام من رَحم الخذلان ، شِئنا أم أبَينا لا أقوَى أن أصرُخ مثلاً
في وَجه كبير ،وما كَبير إلا الله ! لَيسَ من شَأن عُمركَ أن تَتَطاوَل
عَلى ضَحكاتِ الأحبّة وتنتعِل غضَبكَ غيرَ آسفٍ على شُعوري وَكأن فيكَ
طَاغياً كنتُ أأبى التجرؤ بِالنظر إليه !
جَسد الحياة تمرَّغ بِلُعابِنا حينما بَصقنا أجمل اللحظات غير آبهينَ بِهذا المَكسور جناحه
يَسار صُدورنا ، لَا أفهم مَا أغنانا بِقِسمة لَيسَت لنا؟
لا يتعبنِي هذا الضجر بل يَقتلنِي التذمّر .
يَا صَوتَ أبِي تكلّم ، اغرِس في عُمري ابتِسامة أسقيها للأيام القَادِمة فأطمئِن
أنَّ الذي يُدرِك شَهقَة اكتِفائِي يَشعُرُنِي .
إن الجَميع يا أبي صَافَح فِراشَه الذي ربما لا يُحبه و آخرين يَعشقون الانتماء إليه في هذه السّاعة
أما عن سَاعتِي أتعمّد إيقافها كَي لَا أحسِب للعُمر دقيقَة مسروقَة أو كي لا أشعُر نفسِي غريبة هُنا
كُنتُ أشغُر أماكنَهنَّ دوماً لكن الآن مَن يشغرُ مَكانِي ؟
دَعنا من الفقد فَلِكل قلب شُعوره الذي يكتمهُ و دمعتهُ التي يداريها بأكمام كذبه
صَوت الطائِرة في السماء يخرج من لَوحة المفاتِيح وكل ضوء
في عيني على النافِذة يَهتز و يتمايل شمالاً ويميناً ولا يتلاشَى يمتزح
بِرائِحة قلق المدينة و في هذه اللحظة بالذات بودّي لَو يحضرنِي هتافك
أو على الأقل دِفء المكان المحتَضِر بِمناشَدتِي الصّامتة ، لَا شَيء يفِي بِغَرضِي
أشرُد بِذاكرتِي إلى السطح بِطائِرتِي الورقيّة التي رَاحت بهَيبة تعلن حُريتها
لكن ،لماذا لَم تَكن طائِرتِي تُسقِط منارة مثلاً ؟
أنا هُنا في لَعنة الظلام ، تركُلني الآهات و ينتابني شَغف الهَرب
جَبارة ، جبانَة أصغَر ورقة بين يديَّ تغص حنجرتها أمام الهرب .