أقاحي الروض :

كان الحجاج يقيم مأدبة كل يوم ولكن الذين يحضرون قلة ولما سأل عن السبب أخبر أنهم يخجلون من الحضور لعدم دعوتهم فقال الحجاج رسولي إليهم الشمس إذا بزغت وإذا غربت وفي أحد الأيام رأى أحدهم يأكل بشراهة فقال له : يا هذا ارفق بنفسك .
فأجابه الرجل قائلاً : وأنت غض من بصرك .

سُلاف ! معجب بهذا

كان أحد الأعراب يأكل على مائدة أحد الخلفاء فقال له الخليفة : يا هذا في لقمتك شعرة .
فقال الأعراب : وإنك لتلحظني لحظ من يرى الشعرة في لقمتي لاأكلتُ لك طعاماً بعدها .

سُلاف ! معجب بهذا

كان الحسن البصري رحمه الله في جنازة فأتى إليه الفرزدق منكس الرأس دامع العين وقال له : يا أبا سعيد إن الناس يقولون حضر خير الناس ويشيرون إليك وشرالناس ويشيرون إلي .
فقال الحسن : يا أبا فراس لست أنا بخير الناس ولست أنت بشرهم .
ثم صمت قليلاً ثم قال : ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟
فأجابه : شهادة ألا إله إلا الله مذ سبعين سنة .
ثم أنشد :

أخاف وراء القبر إن لم يعافني
أشد من القبر التهاباً وأضيقا

إذا قادني يوم القيامة قائدٌ
عنيف وسواق يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم من مشى
إلى النار مغلول القلادة أزرقا

إذا شربوا فيها الحميم رأيتهم
يذوبون من حر الحميم تمزقا

فبكى الحسن حتى اخضلت لحيته .

سُلاف ! معجب بهذا

وقفت امرأة قبيحة عند حانوت عطار دميم فلما رآها قال (وإذا الوحوش حشرت) فردت عليه بسرعة (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه).

سُلاف ! معجب بهذا

قيل لأحد الأعراب ما حالك مع الصوم؟
فقال : لولا الوضوء لأهلكنا الظمأ .

سُلاف ! معجب بهذا

أطالتْ زوجة بشار بن برد النظر في وجهه ثم قالت : لا أدري لم يهابك الناس مع قبح وجهك وعظم هامتك ؟
فأجابها : لا يهاب الناس الأسد من حسن وبهاء .
فصمتتْ ولم تُحر جواباً .

سُلاف ! معجب بهذا

لطم ابنته التي لم تتجاوز العامين والنصف بلطف فقالت معترضة : (عبوك) .
فأراد التأكد من الكلمة فلطمها مرة أخرى فقالت : (عبوك) .
وفي الثالثة قالت : (عن بوك) .
فضحك حتى استلقى على قفاه من شدة الضحك .

قعد الوزير مع الخليفة فقال له الخليفة : خل نتمنى وشف كيف أغلبك .
قال الوزير : أنا اللي أغلبك .
فاتفقوا على إن اللي يغلب يعطيه المغلوب بستان .
بدأ الوزير وقال : أتمنى أن يؤتيني الله ضعفين من العذب ويلعنني لعناً كثيراً .
سكت الخليفة وقال : غلبتني وفزت بالبستان .

جا اثنين لأمير ومدحوه فقال : يتمنى حداكم وللثاني ضعف الأمنية .
ترددوا بالتمني كل واحد يبي الثاني يتمنى قبله عشان يعطيه الأمير ضعفها .
يوم طال المجلس قال الأمير أبقطع روسكم إن ما تمنيتوا .
قال حدى الشاعرين : أبيك تمصع عيني .

كان إمام مسجد حدى الأمراء يطول بالقراءة فنهره وقال : أبسجنك إن قريت أكثر من آية بعد اليوم .
بذاك اليوم جاء ضيوف للأمير ولما كان وقت المغرب قرأ الإمام بالركعة الأولى (ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) وقرأ بالركعة الثانية (ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً) .
بعد الصلاة قال الأمير للإمام : اقرأ اللي تبي إلا هالآيتين .