-
لم تكن المرة الأولى التي يتناولني فيها السجن.
لكنها. كانت الأكثر رعبًا.
أن استيقظ بعد خمس ايام من شيئًا. لا أحب تذكره.
أو في الأساس لا اذكره. لاني لم أشعر بشيء.
في حفلة التعذيب الخاصة بهم.
توجهت لشرفة الزنزانة.
كان منظرهم و هم يتراقصون.
يمدون ارجلهم اليسرى امامًا و خلفًا. ممسكين ايدي بعضهم.
في غمرة المي و تعبي تسائلت. ماذا يفعلون!
كانوا يرددون شيء مثل الاهازيج
" و أنا رايح على القدس وقفتني دورية
قالت لي ارفع يديك وين الهوية ........ "
حسنًا.
تيقنت انهم. في النهاية. سكرى.
و قد خلطوا بين السجن و أماكن اخرى. ربما حيهم. او بلدهم لا اعرف.
التفتُ لمن حولي.
صُدمت.
و سكت.
كان "صديقي حسن" الذي لا اعتقد انه بقي صديقي.
بعد ما اتضحت خيانته لي.
ظننت انه بعد تخرج. رجع لبلده.
لكنه هنا.
" على الاقل لم يخن بلده قُلت".
لم اكن انا وحدي المصدوم. فهو ايضًا يرمي بنظره إلى كُل مكان سواي.
و على الرغم من هذا حاول ان يجرني إلى الحديث.
ان اتكلم معه.
ظن اني لا اود التحدث معه.
لكني لا استطيع الكلام.
في الزنزانة نفسها. سمعتُ رجلًا يحدث اخر عن تهمته
" انكار الهولوكوست" طبقًا لـ "قانونهم" فانا استحق السجن.
كان حسن ينظر لي بتوجس.
يعرف ولعي بالتاريخ. و خاصة "تاريخ اليهود".
قال بصوت اشبه بالهمس: اياك و التنبيش عن هذا.
و لم اتكلم.
التفت لي الجمع. بعد ان عرفوا اني استيقظت.
سألوني و سألوني و سألوني..
و لم اتكلم.
إلا ان عرف "احداهم" أني استيقظت.
فاخذني لحفلة التعذيب الثانية.
لم أعرف هل كانت زنزانة فعلًا.
أم كانت عش العصافير. و عش المخابرات.
لايهم.
فأنا لم اتكلم.
__________________
اللهم أجعل خيرهم بين عينهم وشرهم تحت قدميهم وخاتم سليمان بين أكتافهم فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
التعديل الأخير تم بواسطة أنَا حَسَن ; 2018-10-13 الساعة 08:29 PM
|