كيف انسى.
وجوه من اعدموا هناك.
و عيونهم الجاحظة. كالمومياء.
كيف انسى. و في قرارتي. انهم ابرياء.
كُل ليلة استحضر الوجوه. وجه وجه.
اشخاص لم اعرفهم. لم ارهم إلا على المشانق.
أو جثثًا يرتعد قلبي حينها.
"أنت الأتي".
ألعن كُل حرفًا. ألعن معلمتي في الروضة.
التي علمتني مسك القلم.
عراة.
عراة نحن.
جميعنا عراة.
إلا ان هناك من لا روح لهم.
و لا لهم احلام.
اقول في سري. استيقظوا.
قوموا انتم.
"تعرف ان الارهاب حتفك"
- ما اجملها من تهمة.
وسط الجثث.
هنا.
لاقيمة للارواح.
لا قيمة للاحلام. للحرية.
لا قيمة لشيء.
"تكلم"
ماذا اقول و كيف اقول؟
و كيف ارفع لساني للقبول.
"ابناء عمنا"
"تعرف انهم جميعًا لا يعرفون ماتعانيه"
" في نظرهم كل خليجي ظالم"
"انت تفعل الكثير لمن لا يستحق"
تعبت.
تعبت ابذل الكثير.
و لا كثير.
هل حقًا ما افعله. مُجدي؟
سأبقى ناسيًا ظالمًا في الاعين.
انا ككل العرب.
"هم يريدون اثبات مظلوميتهم على اية حال"
دم.
رائحة الدم.
و عيون الجثث.
و الموت.
روح الموت تشرب قهواها هنا.
"لماذا انت صامت" تسائلني جثة ما.
بأعين مرعبة. توقظني كُل ليلة.
لتسائلني: هل كُل شيء يستحق؟
أتالم كثيرًا.
و الأكثر.
انني اشعر. اني فاشل.
في كُل شيء.
فأنا.
احافظ على الاشياء. حتى حين تُغبر و تسبب لي الحساسية.
لكن.
لا استطيع الاحتفاظ على الاشخاص.