لأنني بَعيدة ، أتساءَل ، كيفَ تُقاوِمُ أنثى هذا الجمال؟
وكيف تدّعي النسيان وتستطيع المضي بكل إرادة قوية !
مَن مثلكَ لا يُنسَى ، لا يستحق الا الحُب والبقاء ، لعلي صادقة الآن
أكثر من كُل مرة لأنني تجرّعت مُر هذا الحُب وجئتُ الآن بِصَفو حَال يُحبكَ
ويود لو يعانق هذا الصوت الرحيم ، كم أحبك .
لِخجلكَ الموشوم بِرقيّ افاقتي ، أنا أحب الوجنات المرتخية لِعيناي
كيف لو كنتَ أنت من تُثني عليّ بضع منه ، ألا يرمز للضوء؟
أيا كوناً وفيّاً ذَكرني كثيراً في حديثه وَضحكاته ، في تلويحاتِ
العالم الغائب المتغير حوله وما تغيّر معي وما كَسَر لي جناحاً محتاج .
املأ قلبي بِودق حُسنكَ .
كيفَ تستجمع نفسها وبضع من جسدها منسيّ في بقعة ظلام ؟
يلزمها الكثير لتكون قوية ، لا تبالي بِأمر أحد .
تفرّغت ذاكرتها من قابلية الحُب لأن اغتصاب الطفولة يكرر نفسه
تتمنى لو تحرق هذا الصوت الساخر ، وتزيل الكدمات بِغير صرخة
تفض فيها غشاء الخوف ، رغم عزتها يرتجف في عينيها البكاء ,
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .
- لربما تتوقف الأرض عن دورانها يوم تفقدُ خبطَ أقدامك
وأبسَط ما فيكَ كَلُعابكَ مثلاً !
كأنها تدور كثيراً هذه المرة ، حتى انها تصافحني بِعُنف
تُمسِكني من أطرافي وَفعلياً تَدورُ بي ، حتى أنني ألمح قطرات دماء
ملتصِقة بِشَيء ما ربما ملابِسي ! ماهذا يا الله ؟
يزداد صُداعي وأرقام الساعه في يسار هاتفي تتمدد وتتقلّص
أشدُ أوتار خوفي محاولة الوقوف على أرجل نبضات قلبي المزعججة جداً .
- فاصل -
أذكُر أن وعيي لم يكتمل حينها ، فكرة مخيفة جعلتني أفككر ماشكل الموت
كنتُ صغيرة على مَرض وَموت على حرب واحتلال على كل مساويء هذه الحياة
لطالما عرفتُ بطريقةٍ ما أن الموت يختص بِمن يملِكونَ وجوهاً ملامحها متداخلة في بعضها _ مجعّدة
أو يختص بِفئة ظالمة من الناس ، قالت لي أمي حينها :
" لديكِ التهاب حاد !
استمرَّ هذا الالتهاب عدّة أيام ، حتى أنني صرتُ أكثرَ حناناً على نفسي
وَأطلقتُ ضيقي لعنانهِ لأجد الآن قطرات الدم التي تَرميها حنجرتي
تلفظُ سُخرية الحياة القاذِفة نشوة الموت بِهُدوء يصرع أعماقي
كثيراً ما كانَ وقوفِي حينَ تَعب و كان هذا جُل خطأِي !
لأنَّ التعب ممراً كانَ عليَّ الاستراحة على ضفافهِ و التأمل من حفّة نوافِذه
فَ التوقف يُدفعنا أحياناً أثماناً ليسَت من شَأننا أنها أحدَثت فَوضى كبيرة
في دواخلنا !
6:33
سُ :53419164:
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .
يُؤسِفني أنني هُنا تقنّطَت خُدود الوَله من صبرها و الدمع بَعدما دفع
تذكَرة السكون جَرى على مهلهِ نحوَ عالمِه الأخير الذي تعمّدت أن أبقيهِ
وأبقيك منسياً لأني لا أنجُو أبداً من جفافِ سَماء أحاديثك و َلا أستطيع التهرّب منها
لا شَيء بقيَ كما عهدتهُ إلا أنني أتحايلُ على هذا النابِض لَك و كل نبضة تتوعّد لِصمتي
بِلعنة تناظِرُ سَنابِلَ البداية بالدمار ، فقد تَقشّفَت !
إني يا ......... ببالغ الأسَى أتريّث لأنني عَلى شَفا غُربة ، غُربة يعنِي أن كل شَيء يتجمّد بِي
فَلأقول أننا نُسلّم أنفسنا لِسَلاسلها بِلا داعي لغزوها ،ثمَّ إن كَانَ الغيابُ الآن مرة أو مرتين فَلاحقاً
يُصبح أضعافَاً تُلوّيكَ عَلى جمر التوق مشتاقاً ، لا أودُّ الاعتِذار عن ظُروفٍ ألمّت بِحالي
وَ قد أدركتها مَعي لِذا ادرج اسمي في مَوانيء النهاية أو اجعلهُ أبدياً بعيداً .
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .