تَفادت النور
و استطعمت العتمة
هكذا أتمنى بعد أن وجدت أن شر أفعالها جحيم وحدة
فلا شَكوى و لا شماتة ،
محاولة فاشلة في عدم الالتفات
وفي إنساب الشخصية لأسماءٍ أخَر
تخفي ريبَ حضورها و خبث فِكرها
بأن يدافِع عَن حماقة التغيير حاقِدٌ لايَرضى أن يكُون
الحرف بغير موطنه ِ
فَاكتفوا واكفونا ،سماء الأبجد طاهرة لا تفسدوا أرضها بقلةِ ريكم .
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .
بعدَ فترة من غيابِي ! سألنِي مالذي أكلته؟هل أنا من أصنع أكلي لوحدي ؟ مالذي آكله وكيفَ أطبُخ أكلي لوحدي كيفَ لا أشعُر بالوحدة حينما آكل وحدي ضحكتُ كثيراً جداًوسألته - هل أنتَ جائِع ؟ شعرتُ أنني أمّي لوهلة رغم أني لَم أصبح أماً ، تلهّفتُ أن يقول جائعاً لحضوركِ رغم أني لستُ حبيبته ، شعرتُ أن شيئاً من فراغهِ انتقلَ لوحدتي فَجُعتُ حياةً
صنعتها أمي و ودّت لو نتقاسمها أنا وحبيبي .
مرحبا . .
لا شَيء يدعوكَ لقراءتِي إلا رائِحة البلد ، و الزيتون و الدروب المهندَسة على
أطرافها الموالي ، أنا الآن أسير في ذاتِ الطريق الذي فقدَ خبط أقدامنا
منذ أن لفّتكَ الغُربه بِصفحاتهَا و أنستْكَ أنسَاً كنا لا نُحب أن تُحرمنا منه أمهاتنا
وصلتُ شجرة اللوز ! تذكرت أول حَجرة أوجعتَنِي بها لقد كانَ وجعاً لذيذاً !
وجع الطفولة ، وجع الصداقَة وجع كل شيء بريء صار خائباً اليوم بالخيانات و الغِياب !
صَار المكان مليئاً بِالبيوت ، بالمبانِي ، وكأن عمركَ ضَاع مقضياً أبعد من حُدود الأردن
وأقرَب من أطيافِ الخليل ! جائِعة هذه الآذان صَوتك ، لقد تلمستُ يقينَ مجيئك
لكن صُورة اللقاء كانت مغايرة كل منّا يحمِل ابناء هموم شَعبه إلا قلبكَ الذي بدّل كل هذا الشرف
بِالحَداثة المرجوّة في جفاءِ الوَصل !
صَارت الأيام تلكَ خرافاتٍ مهّدتها الغربة و أحدثت بيننا فجوة لا تقاس بالمسافات !
لَن أدفنَ شَيء يا عزيزي ، كل ما هنا أعيدهُ بصورة البراءة المفقودة فيكَ المرصوصَة في ملامحكَ
كَ رص التواريخ التي غيرتنِي ! ستعرفنِي فقط من ابتسَامَة غلّفتها لكَ كيلا تغيّرها الأحلام
والظروف والفقد الساقط من سماء الوداع .
12:06
يا شام قولي للعالم بأننا باقون
كشجر الزيزفون كالتين و الزيتون .
دَارَت الأمَانِي وَ أسمعتنِي الأيام أصواتاً مَفْقُودة
وكثيراً ما أفزَعتنِي الأحلام بِكوابيسها ، فَلَا شَيء يُتمم رُكنه دُون
مَطب ... عرفتُ أن الأخ الأصغَر أو بِالأحرى لِأقول " آخر العُنقود "
هُوَ النَّفَس الذي يحصُر الأمل في البيت والضحكاتِ ومجمل الأشياء النابِضَة
بِالحُب ، فيهم صِفة تفصَح عَن تسامُحهم ، يقبِضُونَ بأيدي الـمبالغة سِر
التأويل ، وَ ينتقون أضهَى المبررات حين وقوعهم في مُشكلة فتجدهم حينَ
فُراق ، مُقيدونَ بِصمتهم المغلف بِحنانهم ، يملِكونَ من تجاربهم عقلاً يزِنُ
مُدناً ..
::
كتبتُ هذا بناءاً على مَن نفتقِد ، و مَن نشعُر به ، و مَن يَقِف بِجانبنا بغضَ النظر
عن ترتيبه في العائِلة يَكفِي أن اسمهُ أخ ، شَعرتُ أن عناوينَ الغربة ما كان يُسقِط اسمها
سِوى ذِكرى التحَفتُ بنورها مع أختِي الصغيرة ، فَبعد البَعاد بدَا كل شَيء مغاير
صَارت هي الكبرى و ما بداخلي لا أحد يَقدِر على انفجَارِهِ سواها .
فتبدّلَ ترتيبنا مع معنى الحال .
" هكذا قصدَت أختِي أختي " .