وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، - منتدى أكاديمية تباريح الضاد

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: إعْلَاَنَاتُ مُنتـدى آكآديمية تبَآريح آلضَآد ::  
فعاليات أكَادِيمَيَة تبَاَرِيحْ الْضَاد

نبضـات مبدعي اكَادِيمَيَة تبَاَرِيحْ الْضَاد

"بكم يزداد هذا الموقع نورًا وجمالًا، فأنتم كالشمعة التي تضيء الدروب، والأخلاق الفاضلة التي تزين النفوس. إننا فخورون بكم وبانتمائكم إلينا، وواثقون من أنكم ستكونون دائمًا خير سفراء لهذا الموقع" إدارة الموقع

"أكاديمية تباريح الضاد، سفينة تسير بخطى ثابتة نحو آفاق المعرفة، وأنتم ربانها الحكيم وقائدها الملهم، تعملون معًا لبناء مستقبل مشرق" مرحــبا بكم مليون


العودة   منتدى أكاديمية تباريح الضاد > "القول الصالح (تعاليم إسلامية)" > الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية

الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية على حب الله نلتقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 2024-09-13, 09:21 PM
معتز متواجد حالياً
اوسمتي
جدارة الاكاديمية حضور من نور حضورٌ مُترف تباريحي معطاء 
 عضويتي » 40
 جيت فيذا » 2018-06-07
 آخر حضور » 2024-09-21 (01:27 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 3,854 [ + ]
تقييمآتي » 22025322
الاعجابات المتلقاة » 316
الشكر المتلقاة » 135
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  مرتبط ♡
آلقسم آلمفضل  » 7up
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » معتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك
قناتك  » قناتك   abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
جدارة الاكاديمية حضور من نور حضورٌ مُترف تباريحي معطاء 
افتراضي وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،



وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،

بسم الله الرحمن الرحيم

سُئِلتْ أمُّ الدرداء: ما كانَ أفضلُ عبادةِ أبي الدرداء؟
قالت: التفكُّر والاعتبار[1]سبحان الله! إنَّ التفكُّرَ في بديع
صُنع الله وعظَمة خَلْقه مِن أجلِّ العبادات التي تُوصلنا إلى الاعتبار،
وتَزيدُنا يقينًا بربِّنا المصرِّف لشؤونِ الكون، وتُعمِّق فينا رُوحَ التوحيد،
عبادة سلَكها خليلُ الرَّحْمن؛ ليستدلَّ بالنجوم والشمس والقمَر
على الخالِق الواحِد أمامَ قومه، عبادةٌ واظَبَ عليها حبيبُنا المصطفى
- عليه الصلاة والسلام - قبلَ بعثتِه حين كان يخلو بغار حِراء يتحنَّث فيه[2].

وأنتَ؟ قد تكون نَظرتَ، بل أمعنتَ نظراتِك يومًا صَوبَ جبلٍ تُناطح
قمَّتُه السحاب، وهي في مكانِها راسيةٌ ثابتة، أو ربَّما استجبت
لقولِ الحقِّ - تبارك وتعالى -: ﴿ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ
خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴾
[الغاشية: 17 - 19]أو قدْ تكون رفعتَ رأسَك نحوَ السماء لترقُبَ
سحابًا يعترِض في أفقها أو برْقًا يَسْتطير مِن أعاليها، وصوتُ الرَّعْد
يُداعِبُ أُذنيكَ دون استئذانٍ، ويَروي قصَّة تَتكرَّر؛
لترتويَ الأرض بالغيثِ المسيَّر إليها.
أو قدْ تكون رأيتَ يومًا جمالَ الكون وتأمَّلته في رَونق رَوضةٍ
والوقت ربيع، وقد تَفتَّحَت عن زَهرٍ بديعٍ، وحُللٍ بلونِ قوس قزَح،
رافقتْها نَسماتُ هواء تَشفي العليل، وتُريح السقيم،
وقلتَ: سبحان الله! سبحانَ مَن أحسنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَه!
لكن أتُراك أمعنتَ نظراتِك نحو ذاك المخلوقِ الصغير، وهو يُلمْلِم
فُتاتًا أو يحرِّك شيئًا أكبر بكثيرٍ مِن حجمه؟!
هل تأملتَ يومًا صَنيع نملةٍ؟!
أم تُراها خُلقت عبثًا؟!
يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 16].
النَّمْل عالَم مدهِش ومميَّز، دورةُ حياة كامِلة خصَّها الله بها، أجسام
صَغيرة وقُدرات عجيبة، وطاقات مميِّزة، وبنظرةٍ أقرَب إلى مجتمَع النَّمل
ومشاهدتك له، لن تملك أمامَه إلاَّ تَرديد قوله - تعالى -:
﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ
مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [الجاثية: 3 - 4].

لنبدأ رحلتنا مع عالِم النَّمل.
1– التعاون والتكافل:
جانبٌ مضيءٌ مِن حياةِ النَّمل ومستوى مُتقدِّم مِن التعاونِ فيما بينها،
فالنَّملة التي تَكتشِف مَصْدر الطعام تقوم بتوجيهِ الآخَرين إليه،
بل في رِحلة ملئها لمخازنِها بالطعام تحدُثُ أمورٌ غريبةٌ عجيبة،
فهل تعْلَم - يا رعاك الله - أنَّ النَّملة الجائِعة إذا التقَتْ بأخرى شبعى،
فإنَّ الثانيةَ تُعطِي الأُولى خلاصات غذائيَّة مِن جِسمها؟
وهل تَعلم أنَّ النملات العامِلات تقوم بتغذيةِ اليَرقات؟
فضلاً عن تنبيه الباقيات إلى وجودِ مصادر للطعامِ في المكان
الذي صَادفَته فيه؟[3]سبحان الله!كيف لهذا المخلوقِ الصَّغير
أنْ يَعرِف مبدأ التعاون والتكافُل! وكيف له أنْ يَتصرَّف
بهذه الطريقةِ غير الأنانيَّة؟!
إنَّه سلوكٌ يَنبغي أن نتَّصف به نحن البشَر، فالتعاون والتكافُل
مِن أخلاقيات الإسلام، يقول - عزَّ وجلَّ - في مُحكَم تنزيله:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
فمِن الصُّعوبةِ أن يَعيش الإنسانُ بمفردِه في هذه الحياة،
ومِن الصُّعوبةِ أيضًا أنْ ينال حاجاته كلَّها دون اللُّجوء لغيرِه،
فحاجةُ الناس لبعضهم أمرٌ طبيعي، ومشارَكة الآخرين في
تَحقيق المصالِح المشروعة وارد أيضًا، والإنسان اجتماعيٌّ
في علاقاته؛ لذا نَجِد الإسلام قد حثَّ على التعاونِ؛ ليشملَ
جميعَ جوانبِ الحياة، إذًا فالتعاونُ هدفٌ ومطلَبٌ أسْمى
فـ((إنَّ المُؤمِنَ للمؤمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بعضًا))[4].
فهذا حالُ المؤمِن في تَعاوُنه مع أخيه المؤمِن، ولا يكون التعاون
مِن أجْلِ إحقاقِ فائدة أو جلْب منفعةٍ فقط، وإنَّما يكون أيضًا من أجْل
دفْع المنكَر ودحْض الشبهات وكفِّ الأذى.
وكما حدَّد دينُنا القويم علاقةَ الإنسان بربِّه، فإنَّه حدَّد علاقَته
بأخيه الإنسان، والتكافُل صُورة أخرى للتَّعاون بيْن الأفراد
في المجتمَع الواحِد بما يَشيعه مِن تَرابُط وحبٍّ وإيثار مِن أجْل
تحقيقِ الحياة الكريمة للفَرْد وتختلِف أشكالُ التكافُلِ والعطاء
على شاكلةِ الزَّكاة والصَّدَقة، والوقف والنَّفقة والكفَّارات،
يقول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ
مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180]، ممَّا يضمن العيشَ الكريم
للمحتاج والفقير مِن جهة، ويروِّض نفْسَ باذلِ المال ويُقصِي
مشاعرَ البُخل والشحِّ فهل طبَّقنا ووعيْنا؟ وهل تعاونَّا وتكافلنا؟
كم مِن مسلمٍ باتَ طاويَ البطن يتضوَّر جوعًا وجارُه يتقلَّب في النَّعيم!
وأين نحن مِن سدِّ جوع الجائِع، وكسْي عُري العاري؟ بل أين نحنُ
مِن مسلمين يموتون بالآلاف جوعًا، شبَّانًا وشيبًا، نِساءً ورجالاً؟!
ألاَ نستحي مِن نملة تُطعِم أختَها!خرَج أحدُهم مع أبي هُرَيرةَ يُسائِله،
فلمَّا انتهى إلى بابِ بيته أقْبَل عليه، وقال: "ألاَ أخبرك بشر ممَّا
سألتَني عنه؟ الرَّجلُ يَبيتُ شبعان وجارُه جائِع"[5].
كما لا يَرتبِط العطاءُ بمقابل أو تحقيق مصلحةٍ شخصيَّة،
بلْ هو بابُ خيْر انفتح على مِصراعيه للمُعين، يقول الحبيبُ المصطفى
- عليه الصلاة والسلام -: ((مَن نَفَّسَ عن مُؤمنٍ كُربةً مِن كُرَب الدنيا،
نفَّسَ الله عنه كُربةً مِن كُرَب يومِ القِيامة، ومَن يَسَّرَ على مُعسِر،
يَسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخِرة، ومَن سَتَر مسلمًا، سَتَره الله
في الدُّنيا والآخِرة، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ
في عَونِ أخيه))[6]، وبهذا التوازنِ نكون قدْ حقَّقْنا المنفعة
لأنفُسِنا وللبلادِ والعباد.

2- التخطيط للمستقبل:
النَّمل - يا رَعاكم الله - مِن أحْرصِ مخلوقاتِ الله على تحقيقِ أَمْنه
المستقبلي، فهو يدَّخر في يومِه لغدِه، يُذكَر أنَّ سيِّدنا سليمان
- عليه السلام - استحضَر نملةً وسألها عن كميَّة الطعام الذي تَكفيها
خلالَ السَّنَة الواحدة، فأجابتْه أنَّها تستهلك ثلاثَ حبَّات مِن الحنطة سنويًّا،
فأمَر نبي الله بإلقائِها في قارورة مسدودة وجعَل معها ثلاثَ حبَّات
مِن الحنطة، ثم أمر بفَتْح القارورة بعدَ سَنةٍ كاملة، فوجَد حبَّةً ونصفَ
حبة من الحنطة، فقال سليمان - عليه السلام - للنملة متعجبًا:
أين زَعْمُك؟! أنتِ زعمتِ في قولك، كل سَنة ثلاث حبَّات؟!
قالت: نعَمْ، ولكن لَمَّا رأيتُك مشغولاً بمصالح أبناء جِنسِك حسبتُ
الذي بقِي مِن عُمري، فوجدتُه أكثرَ مِن المدَّة المضروبة،
فاقتصرتُ على نِصف القُوتِ واستبقيتُ نصفَه استبقاءً لنفسي،
فعَجِب سليمانُ من شِدَّة حِرصها[7]قد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،
فهي تحتفظ بالحبوبِ تحتَ الأرض في مستعمراتها، في مكانٍ رطبٍ دافئ،
دون أن يُصيبَ هذه الحبوب التلفُ أو التعفُّن، بل ويتفنَّن النملُ في طريقة
ادِّخاره لغذائه، فنجده يقطَع حبَّةَ القمح نِصفين، ويقضم البقولَ؛
كي لا تُنبتَ مِن جديد! وهذا كلُّه تحسُّبًا لفصلِ الشتاء؛
كي يجدها جاهزةً للاستهلاك[8]فهل فَكَّرتَ في مستقبلك
تفكيرًا إيجابيًّا يجعلك تخطِّط له، وتَضع تصوُّرات منهجيَّة لأهدافك؟
أم إنَّك تَسير وتَمضي إلى طريقٍ غير معلوم، غير واضح المعالِم؟
ومِن غير تخطيط لهدف تصل إلى تحقيقِه على المستوى القَريب أو البعيد؟

إنَّ التفكيرَ في المستقبل والتخطيط له يَجعَلُنا نسمُو لنكونَ أفضل،
وشتَّان بيْن التخطيط للمستقبل والخوف ِمنه! بين التفكير الإيجابي
المحفِّز، وبيْن الفزَع من الغيب المستور وطُولِ الأمَل الممقوتين شرعًا!

ولعلَّ ادِّخار النَّملة لغذاء سَنَة، يجعلنا نفكِّر في كيفية ادِّخار النقود؛
مِن أجْل تحقيق الأهداف المالية مثلاً، فالادِّخار يوازي الاستثمارَ،
فهلاَّ استثمرْنا وقلَّدنا صنيعَ النملة؟

فاطوِ الماضي ولا ترْوِه، وعشْ يومَك وكنْ ذَكيًّا أريبًا، كيِّسًا فطنًا،
فكِّر في كيفية تحقيق أهدافك المستقبليَّة، وخذْ بالأسباب التي
تُعينك على بُلوغِه، وفي نفْس الوقت، ارضَ بما قسَمه الله لك
، فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَر، ولعلَّ التفكير في المستقبل القريب
في حياتنا الدُّنيا، يجعلنا نُفكِّر في يومِ الجَمْع حيث فريقٌ
في الجنَّة وفريق في السَّعير؛ ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾
[المعارج: 6 - 7].

3- الجِدُّ والمثابرة:
جِدٌّ ومثابرة وعدَم استسلام، تِلكم بعض ما يمكن أن يُوصَف
به مجتمعُ النمل، لا وجودَ لكلمة (فشل) في قاموسهم! يحاولون،
ويُتبِعون المحاولةَ بالأخرى، في جوٍّ مِن الاجتهاد الدؤوب والتعاون.
كلُّ شيءٍ يخضَع عندهم لتنظيم، وكلُّ عضوٍ في المستعمرة يقوم بواجباته،
فهذه الملِكاتُ لها أمرُ القيادةِ والتوجيه، وهي التي تضَع البيض،
وهذه الإناثُ العاملات التي تُشكِّل غالبية سُكَّانِ المستعمرة نراها
وهي تقوم مجدَّةً بمهامها، وهذا الذَّكَر الذي يقوم بوظيفةِ التلقيح [9]،
مستعمرات يسودُها تقسيمٌ مثاليٌّ للعمل فيما بينها، في جوٍّ لا مَلَل
فيه ولا كلَل، نجِد النملة تُحاول وتُحاول مرَّات عديدة إلى أن تُتمَّ عملها،
فلا يعرف اليأسُ طريقًا إليها فيا لَيتنا نُدرِك أنَّ العيش في الدُّنيا
جهادٌ دائمٌ مستمرٌّ، وسعيٌ متواصِل، فما الناسُ إلا الماء يُحييه جريُه،
فالإسلامُ دِين عمَل لا دِين خمول واتِّكال وكسل، وفي سِيرة أنبياءِ الله
خيرُ قدوةٍ لنا، فقدْ سَعَوْا في الأرض لكسبِ قُوتِهم؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -:
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا
مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، فهي دعوةٌ صريحةٌ للجدِّ وبذلِ
الجُهد؛ لتحصيلِ الرزق، وإعْمار الأرض، قال الشاعر:

قُلْ لِلَّذي طَلَبَ المَعَالِيَ قَاعِدًا --- لاَ مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِغَيرِ العَامِلِ
ولسانُ حالِ الكثيرين يقول: حاولتُ مرَّةً، فشِلتُ، استسلمتُ
لليأس، لا أستطيع، لا أقدِر، مستحيل، غير ممكِن!

ونحن مُستخلَفون في هذه الأرْض؛ لإعمارها وبثِّ الحياة فيها؛
يقول تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، والمثابرةُ في العملِ
تكون في كلِّ مجالات الحياة، في الطاعات والعبادات، كما في كسْبِ الرِّزق
وتحصيل الخير، وعلى المسلِم مجاهدةُ نفْسه للوصولِ إلى هدفه المنشودِ
والمأمول، وأعظم النجاحات تأتي بعدَ أشقِّ العثرات، ولم تخلُ قصَّةُ ناجحٍ
متميِّز مِن المثابرة وتخط للصِّعاب، فلتكنِ المثابرةُ مِن أسرار تميُّزنا،
وعنوانًا عريضًا لتفوُّقنا إذًا إنَّها صُور مِن عالم الأحياء - اقتصرتُ على ما
شدَّ انتباهي، وإلاَّ فهي أكثرُ ممَّا عرضتُ - يُمثله مخلوقٌ صغير يُشعِرنا
بالحياة ودَورنا فيها، أفلا يحقُّ لنا بعد هذه الجولة المقتضبة أنْ نُصيح بحناجِرِنا
وفيْض مشاعرنا قائلين: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ
فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]؟!

فهل ستتأمَّل نملةً؛ لتدركَ آياتِ الله في أصغرِ مخلوقاته؟!
وهل ستتوقَّف عندَ قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾
[الجاثية: 3 - 4]؟ اللهمَّ اجعلْنا مِن الذين يتَّعظون
إذا وُعِظوا، ويتذكَّرون إذا ذُكِّروا.



 توقيع : معتز

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ معتز على المشاركة المفيدة:
 (2024-09-19),  (2024-09-13),  (2024-09-14),  (2024-09-17)
قديم 2024-09-13, 10:08 PM   #2



 عضويتي » 253
 جيت فيذا » 2024-08-28
 آخر حضور » 2024-09-20 (05:56 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 2,653
تقييمآتي » 430231
الاعجابات المتلقاة » 101
الشكر المتلقاة » 52
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  مرتبط ♡
آلقسم آلمفضل  » 7up
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » المختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond reputeالمختار has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » سيارتك
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
تباريحي معطاء حضور من نور احباب تباريح 

المختار غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله الف خير على هذا الطرح القيم
وجعله الله فى ميزان اعملك ....
دمت بحفظ الرحمن ....
ودى وشذى الورود


 توقيع : المختار

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المختار على المشاركة المفيدة:
 (2024-09-14)
قديم 2024-09-14, 12:57 AM   #3



 عضويتي » 250
 جيت فيذا » 2024-08-27
 آخر حضور » 2024-09-21 (02:37 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 2,287
تقييمآتي » 1090966
الاعجابات المتلقاة » 322
الشكر المتلقاة » 135
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  متزوجه ♔
آلقسم آلمفضل  » pepsi
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » العنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond reputeالعنقاء has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » سيارتك
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
احباب تباريح حضور من نور اوفياء تباريح 

العنقاء متواجد حالياً

افتراضي



طرح فى قمة الروعه ..~
جزاكم المولى خير الجزاء..~
وجعله فى موازين حسناتكم ..~
دمتم فى رضى الرحمن



 توقيع : العنقاء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ العنقاء على المشاركة المفيدة:
 (2024-09-14)
قديم 2024-09-14, 04:51 PM   #4



 عضويتي » 40
 جيت فيذا » 2018-06-07
 آخر حضور » 2024-09-21 (01:27 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 3,854
تقييمآتي » 22025322
الاعجابات المتلقاة » 316
الشكر المتلقاة » 135
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  مرتبط ♡
آلقسم آلمفضل  » 7up
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » معتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond reputeمعتز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » سيارتك
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
جدارة الاكاديمية حضور من نور حضورٌ مُترف تباريحي معطاء 

معتز متواجد حالياً

افتراضي



اشكركم على حضوركم الكريم وتعطير متصفحي بردكم الجميييييل
الله يعطيكم العافيه ولا يحرمني منكم و من طلتكم
لكم تحياتي ومحبتي.


 توقيع : معتز

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2024-09-17, 12:18 PM   #5



 عضويتي » 274
 جيت فيذا » 2024-09-15
 آخر حضور » 2024-09-21 (03:31 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 1,593
تقييمآتي » 600
الاعجابات المتلقاة » 61
الشكر المتلقاة » 30
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  مرتبط ♡
آلقسم آلمفضل  » 7up
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » الغيداء is a name known to allالغيداء is a name known to allالغيداء is a name known to allالغيداء is a name known to allالغيداء is a name known to allالغيداء is a name known to all
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » سيارتك
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
نجمة تباريح تباريحية معطاءة وسام الأكاديمية احباب تباريح 

الغيداء متواجد حالياً

افتراضي



مواضيعك سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
وجزاكـ الله خير الجزاء
لك خالص احترامي..


 توقيع : الغيداء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 2024-09-19, 01:48 PM   #6



 عضويتي » 276
 جيت فيذا » 2024-09-19
 آخر حضور » 2024-09-21 (01:29 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 1,670
تقييمآتي » 362815
الاعجابات المتلقاة » 26
الشكر المتلقاة » 11
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه 17 سنه
جنسي  »  مرتبط ♡
آلقسم آلمفضل  » 7up
آلعمر  » لاإله الا الله
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » أغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond reputeأغاريد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع
سيارتي  » سيارتك
مَزآجِي  » مزاجي ithad
 آوسِمتي »
وسام الأكاديمية احباب تباريح 

أغاريد متواجد حالياً

افتراضي



جزاكم ربنا عنا كل خير
على طرحكم الطيب
..............................
وجعل الله كل ما خط هنا
في ميزان حسناتكم
دمتم بحفظ الرحمن ورعايته


 توقيع : أغاريد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.